عاشت عدد من
المدن الأوروبية، مظاهرات وُصفت بـ"الحاشدة"، السبت، وذلك للتأكيد على التنديد باستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع
غزة المحاصر، لأكثر من عام، والتذكير بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي كان يوم أمس الجمعة.
ورصدت "عربي21" جُملة من المظاهرات التي جابت صور ومقاطع منها، مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية. البداية من السويد، حيث خرجت مظاهرة حاشدة في العاصمة ستوكهولم، نصرة لغزة ولبنان.
وفي السويد أيضا، نظم عدّة ناشطين اعتصاما احتجاجيا، في مدينة هلسنبوري، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر والضفة الغربية المحتلة وجنوب
لبنان.
كما شهدت مدينة
هلسنبجبوري في السويد، فعالية نظمتها الاتحادات الفلسطينية في السويد (اتحاد
الجالية، اتحاد المرأة، واتحاد العمال) بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب
الفلسطيني، بمشاركة الأحزاب السويدية الداعمة والمؤيدة لفلسطين، وممثلين عن
الهيئات الرسمية والنقابية والحزبية السويدية، في أجواء جسدت عمق العلاقات
التضامنية بين السويد والشعب الفلسطيني، بدأت بالنشيدين الوطني الفلسطيني
والسويدي، تلاها عرض فيلم وثائقي تناول تاريخ القضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948
وسلط عضو اللجنة
المركزية لحركة فتح ونائب أمين سر لجنتها المركزية الدكتور صبري صيدم، خلال كلمته
على معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومعاناة الأسرى في سجون
الاحتلال، معربًا عن أمله في أن يحتفل الفلسطينيون قريبًا بإقامة دولتهم المستقلة
وعاصمتها القدس الشريف.
وألقى ممثلو
الأحزاب السويدية كلمات تضامنية، كان أبرزها كلمة ممثل الحزب الاشتراكي
الديمقراطي، يان بيركلوند ونائبة رئيسة حزب اليسار السيدة ليسا كلاوسون، وألين كال
ممثلة الحزب الشيوعي، إضافة إلى كلمة المناضلة إيڤون فريدريكسون عن مجموعة "Palestinan gruppen". وأكد الجميع في كلماتهم على تضامن
الشعب السويدي ودعمه المتواصل للقضية الفلسطينية.
وتخللت الفعالية
مشاركة من الاتحادات الفلسطينية بمعرض تراثي ضم أعمالًا يدوية وحرفية
فلسطينية، تجسد التراث الفلسطيني وتنقل معاني التمسك بالهوية الوطنية إلى الجاليات
الفلسطينية في بلاد الاغتراب.
وشهدت قرابة 50 مدينة إسبانية مظاهرات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة، ونُظّمت تحت شعار "هدنة من أجل السلام، لا للإرهاب ولا للإبادة الجماعية"، شارك فيها فنانون إسبان بارزون مثل المغني ميغيل ريوس، وآني بي. سويت، ونينا ديكانتو، وآينوا بويتراجو.
كما شهدت مشاركة المخرجين السينمائيين فيرناندو كولومو ورودريغو سوروجوين، والممثلات مرسيدس سامبياترو، وكلوديا جرافي، وفيكي بينيا، وأولغا أندرينو، وخوان إيتشانوف.
كذلك، شهدت العاصمة الدانماركية، كوبنهاغن، ومدينة أرهوس، مظاهرتين من أجل المطالبة بوقف العدوان المتواصل على كامل قطاع غزة المحاصر ولبنان؛ فيما خرجت مظاهرة حاشدة أخرى، في أيرلندا، بقلب دبلن، ضمن سياق حراك مستمر تشهده العاصمة الأيرلندية دعما للفلسطينيين، منذ أكثر من عام.
وفي ألمانيا، خرجت مظاهرة بمدينة فولفسبورغ، رفع فيها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا عدّة شعارات، من قبيل: "فلسطين حرة" و"لا للاحتلال"؛ فيما خرجت أيضا مظاهرة أخرى وصفت بكونها "حاشدة" في مدينة ميلانو الإيطالية، من أجل المطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان.
وفي السياق نفسه، خلال فعاليات "الجمعة السوداء"، انتفض المؤيدون لفلسطين، في قلب عدد من المجمعات التجارية الكبرى في كل من أمريكا وبريطانيا، مطالبين المتسوقين بـ"مقاطعة البضائع الداعمة للكيان الصهيوني، والتي تسهم في استمرار الإبادة على غزة منذ أكثر من 400 يوم".
وفي فرنسا، أعلنت حركة المقاطعة، أن: "اليوم 30 نوفمبر سوف يكون يوم حشد ضد مجموعة كارفور"، وذلك تأكيدا على تورّطها فيما وصفوه بـ"دعم نظام الفصل العنصري والاستعمار الإسرائيلي المرتكب لجرائم إبادة جماعية في غزة".
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، مجازره، متجاهلا مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بحق رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق، يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.