سياسة عربية

احتدام المواجهات قرب حماة.. والاتحاد الأوروبي يدين الاستهداف الروسي للمدنيين (شاهد)

المعارضة تشن هجوما عنيفا ضد قوات النظام المتمركزة على مشارف حماة- الأناضول
أعلنت فصائل المعارضة السورية، فجر الثلاثاء، عن بسط سيطرتها على بلدات وقرى جديدة في ريف حماة الشمالي بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران، في حين أدان الاتحاد الأوروبي القصف الروسي على مناطق المدنيين شمال البلاد.

وقالت "إدارة العمليات العسكرية"، التابعة لفصائل المعارضة، إنها تمكنت من السيطرة على مدن وبلدات حلفايا ومعردس وطيبة الإمام وصوران في ريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، أسفرت عن "مقتل 50 عنصرا خلال عملياتنا العسكرية الليلية".


وأضافت في سلسلة من البيانات المقتضبة، أنها دمرت سيارة من نوع "زيل" لقوات النظام في مدينة حماة قرب دوار سباهي، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن مقتل أكثر من 10 عناصر كانوا بداخلها بعد استهدافها من قبل "كتائب شاهين"، وحدة الطيران المسير لدى فصائل المعارضة.

وبحسب المعارضة، فإن "مشافي مدينة حماة العامة تمتنع عن استقبال الإصابات بسبب وصولها لأقصى طاقة استيعابية لكثرة الإصابات الحربية خلال الـ 48 ساعة الماضية، وتلتزم المشافي الخاصة باستقبال الإصابات التي بلغت خلال ساعتين فقط 32 إصابة معظمها بحالة خطرة".

ودعت "إدارة العمليات العسكرية" الأهالي في مدينة حماة إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية التابعة للنظام على وقع احتدام المعارك خلال الساعات الماضية.

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا" عن مصدر عسكري، قوله إن "وحدات من قواتنا المسلحة تخوض اشتباكات عنيفة على محاور القتال بمواجهة التنظيمات الإرهابية في ريف حماة الشمالي".


وأضاف أن ذلك يأتي "بالتزامن مع غارات مكثفة يشنها الطيران الحربي السوري الروسي المشترك مستهدفا تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم  موقعا في صفوفهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح"، على حد قوله.

وزعمت الوكالة أن جيش النظام تمكن من صد ما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي"، مشيرة إلى أن ذلك أسفر عن "تحرير كامل البلدات والقرى الواقعة على طريق محردة السقيلبية من سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة وهي كرناز وتل ملح والجلمة والجبين وحيالين والشيح حديد".

استهداف المدنيين
وفي السياق، أدان الاتحاد الأوروبي الغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي الروسي على المدنيين في مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال سوريا.

وقالت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، في بيان: "ندين الضربات الجوية التي شنتها روسيا على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والدعم المستمر الذي تقدمه لنظام الأسد في قمعه للشعب".

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى خفض التوتر وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشددا على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، بحسب وكالة الأناضول.


وبحسب الدفاع المدني السوري "الخوذ البيض"، فإن القصف المدفعي المصحوب بغارات جوية من طائرات النظام السوري وحليفه الروسي خلال أمس الاثنين على الأحياء السكنية والمنشآت الطبية في مدينتي إدلب وحلب وأريافهما، أسفر عن مقتل 25 مدنيا بينهم 14 طفلا و4 نساء وإصابة 66 آخرين بينهم 22 طفلاً و17 امرأة.


وأشار الدفاع المدني إلى أن حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين جراء قصف النظام وروسيا على كل من إدلب وحلب ارتفعت منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى 81 قتيلا مدنيا بينهم 34 طفلا و12 امرأة و35 رجلا، و304 مصابين بينهم 120طفلا و78 امرأة و106 رجال.

والأربعاء الماضي، بدأت فصائل المعارضة التي تتصدرها "هيئة تحرير الشام" في شمال غرب البلاد عملية عسكرية ضد النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له تحت مسمى "ردع العدوان" ما أسفر عن سيطرتها على مدينة حلب ثاني كبرى المدن في سوريا بعد يوم، بالإضافة إلى سيطرتها على كامل إدلب الإدارية ووصولها إلى تخوم حماة.

والأحد، بدأ الجيش الوطني السوري، وهو تجمع من الفصائل المحلية المدعومة من تركيا، عن بدأ عملية عسكرية أخرى تحت مسمى "فجر الحرية" ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية، ما أدى إلى بسط سيطرتها على مدينة تل رفعت وقرى وبلدات في ريف حلب الشرقي.