حقوق وحريات

شهادات مروعة من بيت لاهيا.. ماذا فعل الاحتلال بالمهجّرين قسرا من المدينة؟

شهود عيان قالوا لـ"عربي21" إن مئات النازحين وجدوا أنفسهم مضطرين للنزوح القسري تحت تهديد القصف والقتل- إكس
"قتلوا الحياة، وأهلكوا كل شيء في بيت لاهيا"، هكذا وصف ناجون ما يجري من أهوال ومجازر مروعة بحق من تبقى من الأهالي في المدينة التي تخضع للحصار والتجويع والقتل الممنهج منذ 60 يوما على التوالي.

وكشف نازحون من بيت لاهيا لمراسل "عربي21" تفاصيل المجازر المروعة وحملة التهجير القسرية غير المسبوقة، التي زادت وتيرتها منذ نحو يومين، بهدف إخلاء المدينة كليا من الأهالي والسكان، في إطار خطة "الجنرالات" الدموية التي تنتهج التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

وقال الشهود، إن الاحتلال حاصرهم بالقتل والتجويع منذ بدأ اجتياحه لشمال قطاع غزة، في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم دفعهم خلال الـ24 ساعة الماضية إلى الهجرة القسرية من منازلهم والمدارس التي نزحوا إليها، تحت السلاح، والقصف والمجازر المروعة.


ولفتوا إلى أن قوات الاحتلال مارست عمليات التضييق عليهم بالقصف وتدمير وتجريف المنازل على رؤوس من فيها، لدفعهم إلى التجمع في مناطق معينة، تمهيدا لعمليات التهجير القسرية الواسعة، والتي بدت واضحة تماما خلال الساعات الماضية.

وشدد هؤلاء على أن قصفا عنيفا نفذته قوات الاحتلال على منطقة مدرسة أبو تمام التي تؤوي مئات النازحين، والعديد من المنازل المحيطة فيها، بالتزامن مع إطلاق نار وقنابل من طائرات مسيرة صوب كل من يتحرك في المكان، مع دفع الأهالي للنزوح عبر الطريق التي حددتها قوات الاحتلال، وصولا إلى مناطق وسط غزة.

وقال الشهود لمراسل "عربي21"، إن مئات النازحين وجدوا أنفسهم مضطرين للنزوح القسري تحت تهديد القصف والقتل، حيث اضطروا لسلوك طريق حددتها قوات الاحتلال، وتمتد عبر الطريق العام لمدينة بيت لاهيا، ثم شرقا إلى شارع صلاح الدين، ثم جنوبا إلى مناطق شرق غزة، لكن قوات الاحتلال عمدت إلى استهدافهم عند وصولهم إلى الشارع المذكور بالقصف وإطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد وجرح العديد منهم.

وأضافوا: "تُرك عشرات النازحين ممن جرحوا أو استشهدوا يواجهون مصيرهم على طريق النزوح دون أن يتم انتشالهم، فيما فر الباقون بأرواحهم نحو مناطق شرق ووسط غزة، في ظل ظروف مأساوية، حيث نقص الماء والغذاء والأغطية التي تقيهم البرد القارس في أيام الشتاء القاسية التي تعصف بقطاع غزة".


وخلال 60 يوما من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، استشهد وفقد أكثر من 3700 فلسطيني شمال القطاع، فضلا عن إصابة نحو 10 آلاف واعتقال 1750، خصوصا في جباليا ومخيمها، وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا، وبيت حانون، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في قطاع غزة، على إثر مجازر وحشية جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات القليلة الماضية، وطالت عددا من المناطق والأحياء المأهولة بالنازحين والسكان.


وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44 ألفا و532 شخصا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 105 آلاف و538 جريحا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر، وصل منها إلى المستشفيات 30 شهيدا، و84 مصابا، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وتواصل قوات الاحتلال مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.