قالت الوكالات الفدرالية الأمريكية، الثلاثاء،
إن
المسيرات التي شوهدت في شمال شرق الولايات المتحدة لا تطرح "تهديدا" على
الأمن القومي أو العام، بعدما تسببت بحالة من الهلع.
وقالت الشرطة الفدرالية ووزارتا الأمن الداخلي
والدفاع وإدارة الطيران الفدرالية (الهيئة الأمريكية الناظمة للطيران) في بيان مشترك:
"لم نرصد أي شيء غير عادي ولا نعتبر أن النشاط حتى الآن يطرح تهديدا على الأمن
القومي أو السلامة العامة في المجال الجوي لولاية نيوجيرسي والولايات الشمالية الشرقية
الأخرى".
وأضاف البيان: "بعد مراجعة البيانات
والمعلومات التقنية التي قدمها المواطنون المعنيون بعناية، نرى أن المشاهدات حتى الآن
تشمل مسيرات تجارية وأخرى يستخدمها هواة ومسيرات تابعة لقوات الأمن إضافة إلى طائرات
شراعية ومروحيات ونجوم يعتقد عن طريق الخطأ أنها مسيرات".
وأثارت هذه الطائرات من دون طيار التي شوهدت
منذ أسابيع في شمال شرق البلاد، قلقا في صفوف السكان من تورط أجنبي محتمل وأثارت اتهامات
للحكومة الأمريكية بالتستر على الموضوع. ونفى مسؤولون أمريكيون وجود تدخل أجنبي بما
في ذلك مزاعم بأن المسيرات أطلقت من سفن إيرانية أو صينية.
وتحولت المشاهدات من مجرد بلاغات متفرقة
إلى قضية أمن قومي وموضوع نقاش سياسي حاد.
وسجل عشرات الشهود في هذه الولاية رؤيتهم
لطائرات مسيرة تحلق فوق مناطق حساسة، أبرزها ترسانة "بيكاتيني" العسكرية
المتخصصة في البحث والتطوير العسكري، حيث لوحظ تحليق منتظم للمسيرات فوق المنشأة.
كما سجلت محطة الأسلحة البحرية "إيرل"
عدة حالات من دخول مسيرات غير محددة لمجالها الجوي، على الرغم من عدم تحديد أي تهديدات
مباشرة. إضافة إلى مشاهدات متكررة فوق ملعب غولف ترامب في بيدمنستر ومحطات السكك الحديدية
الرئيسية في الولاية.
وفي ولاية نيويورك المجاورة، أدى رصد نشاط
للطائرات المسيرة إلى إغلاق مؤقت لمدارج مطار ستيوارت الدولي لمدة ساعة تقريبا، الجمعة
ليلا. كما تركزت المشاهدات في جزيرة ستاتن آيلاند، حيث أبلغ رئيس البلدية، فيتو فوسيلا،
عن رصد مسيرات تحلق فوق ميناء ليبرتي نيويورك قرب جسر غوثالز.
وسجلت تقارير عديدة وجود مسيرات تحلق حول
جسر "فيرازانو-ناروز" الاستراتيجي وفوق حصن "وادزورث"، أحد أقدم
المنشآت العسكرية في البلاد.
وامتدت هذه المشاهدات لتشمل مناطق أخرى
في الولايات المتحدة؛ ففي أوهايو، اضطرت قاعدة "رايت-باترسون" الجوية إلى
إغلاق مجالها الجوي لعدة ساعات بسبب نشاط المسيرات، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً
لما صرح به المتحدث باسم القاعدة بوب بورتيمان لمحطة "WHIO" التابعة لشبكة "سي إن إن".
وفي كونيتيكت، وتحديدا في مقاطعة فيرفيلد،
نشرت الشرطة أنظمة خاصة للكشف عن المسيرات استجابة للمشاهدات المتكررة.
وانضمت ولايتا بنسلفانيا وفيرجينيا إلى
قائمة الولايات التي سجلت مشاهدات للمسيرات الغامضة، حيث أكد حكام الولايتين علمهم
بهذه المشاهدات، وأشاروا إلى أن شرطة الولاية تشارك في التحقيقات.
حجم التبليغات
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تلقيه
5000 بلاغ عبر الخط الساخن الذي تم تخصيصه فقط للتعامل مع هذه المشاهدات.
غير أن السلطات اعتبرت أن 100 فقط من هذه
التبليغات، اعتُبرت أنها تستحق المتابعة والتحقيق المعمق، مما يشير إلى أن غالبيتها
قد تكون ناتجة عن سوء تقدير أو خلط مع حالات تحليق طبيعية أخرى.
وأكد مسؤول في وزارة الأمن الداخلي، أن
التحقيقات المكثفة التي أجريت حتى الآن لم تكشف عن أي دليل يشير إلى وجود تهديد للسلامة
العامة.
كما شكك المتحدث باسم البنتاغون، الميجور
جنرال بات رايدر، الاثنين، في فكرة أن المسيرات تقوم بعمليات تجسس، مشيرا إلى أنها
صاخبة ومضاءة بشكل واضح.
وأوضح أن هناك نحو مليون طائرة مسيرة مسجلة
في الولايات المتحدة، وحوالي 8 آلاف منها تحلق في الأجواء كل يوم.
ترامب يدخل على الخط
ويثير موضوع المسيرات الغامضة جدلا سياسيا
حادا، تصدره الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الذي وجه انتقادات لاذعة لطريقة تعامل الإدارة
الحالية مع الموضوع.
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشل":
"مشاهدات غامضة لمسيّرات في كل أنحاء البلاد. هل يمكن أن يحدث هذا حقاً من دون
علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك! على الجمهور أن يعرف وعلى الفور. وإلا فلتُسقِطوها!".
وفي مؤتمر صحفي عقده في منتجعه بفلوريدا
"مار-إيه-لاغو"، صعّد ترامب من انتقاداته قائلا: "الحكومة تعرف ما يحدث.
جيشنا يعرف من أين أقلعت. إذا كان الأمر يتعلق بمرآب، يمكنهم الذهاب مباشرة إلى ذلك
المرآب. إنهم يعرفون من أين جاءت وإلى أين ذهبت، ولسبب ما لا يريدون التعليق".
وعندما سُئل عما إذا كان قد تم إطلاعه على
معلومات استخباراتية بشأن المسيرات، رد ترامب: "لا أريد التعليق على ذلك".
وانضم مايك والتز، مرشح ترامب لمنصب مستشار
الأمن القومي، إلى دائرة منتقدي الإدارة، مشيرا إلى أن الأمريكيين يشعرون بالإحباط
المتزايد إزاء ما وصفه بـ "فشل إدارة بايدن" في توضيح ما لديها من معلومات.
وأضاف والتز في تصريحات لبرنامج "فيس
ذا نيشن" على شبكة "سي بي اس نيوز"، أن "مسألة المسيرات تشير إلى
نوع من الفجوات في وكالاتنا.. فجوات بين وزارة الأمن الداخلي، ووكالات إنفاذ القانون
المحلية، ووزارة الدفاع".