قال وزير الداخلية
المصري محمد إبراهيم إنه تم إلقاء القبض على ما أسماها "خلية إرهابية"، واتهم جماعة الإخوان المسلمين بدعم وتمويل هذه الخلية، في حين كشف قياديون في حزب العدالة والحرية المنبثق عن الإخوان المسلمين؛ أن الأسماء التي أوردها الوزير لا ينتمي أي منها للجماعة.
من جهة أخرى، أعلن إبراهيم أنه ستتم مواجهة المظاهرات في الشارع "مهما كانت الخسائر". وقال في مؤتمر صحفي في القاهرة إن الخلية التي ألقي القبض عليها تضم 39 شخصاً، مضيفاً أن بعض العناصر "ينتمون إلى قطاع غزة".
وقال وزير الداخلية المصري إن قوات الأمن ضبطت بحوزة الخلية كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، كما تم ضبط لائحة بشخصيات سياسية وإعلامية، إضافة إلى مخططات للأماكن التي كانت تنوي استهدافها، لكنه لم يسمِّ تلك الشخصيات أو الأماكن.
واتهم إبراهيم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية نبيل المغربي بقيادة الخلية. والمغربي اعتقل عام 1981 وأفرج عنه في عهد الرئيس محمد مرسي.
واتهم إبراهيم أعضاء الخلية بالتورط "في ارتكاب جرائم عنف"؛ منها محاولة اغتياله، والاعتداء على كنيسة الوراق، واغتيال المقدم محمد مبروك مسؤول ملف الإخوان بقطاع الأمن الوطني، معتبراً أن "الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة واجهت أخطر هجمة إرهابية بدعم وتمويل من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لعدد من الجهاديين والتكفيريين والإرهابيين"، وذلك من أجل استهداف قوات الأمن والجيش والمنشآت وترويع المواطنين، على حد قوله.
وقال وزير الداخلية المصري إن قوات الأمن أحبطت العديد من الهجمات "
الإرهابية"، مستشهداً بيوم 6 تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، الذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين لحرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل. وقال إن "الإرهابيين" خططوا لشن هجمات عدة في هذا اليوم، واستهدف الجيش والشرطة، لكن قوات الأمن "أحبطت تلك الهجمات وألقت القبض على المخططين لها قبل الاحتفال بيوم واحد".
كما تحدث إبراهيم عن محاولة اغتياله شخصياً، في 5 أيلول/ سبتمبر الماضي، حين انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة موكبه، إلا أنه لم يصب بأذى، وقال إنه تم ضبط عدد من العناصر المتورطة.
واعتبر الوزير المصري أنه إبان حكم الرئيس محمد مرسي "كانت الأمور مكشوفه أمامهم (في إشارة إلى من يصفهم بالإرهابيين)، حيث كانوا في رأس النظام السابق"، على حد قوله، علماً بأن إبراهيم كان وزيراً للداخلية في عهد مرسي.
كما قال وزير الداخلية إن اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، اللذين تم فضّهما بالقوة منتصف آب/أغسطس الماضي، كانا يضمان 5 من "القيادات الإرهابية المتطرفة" تقوم بنشر الفكر التكفيري، وذكر منهم محمد الظواهري، ومصطفى أحمد حمزة، ومحمد السيد حجازي.
يُشار إلى أن الحكومة المصرية الحالية اتهمت مرارا جماعة الإخوان المسلمين وأنصار مرسي، بالمسؤولية عن أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، وهو ما تنفيه الجماعة و"تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد للرئيس مرسي، والذي أكد مرارا على التزام الوسائل السلمية في التعبير دون أي تورط في أعمال العنف.
وتعليقاً على المؤتمر الصحفي للوزير المصري، قال المستشار وليد شرابي، بحسب ما نقلت صحفة حزب الحرية والعدالة على "فيسبوك"، إن "مؤتمر وزير الداخلية يثبت أنه لا توجد علاقة بين جماعة الإخوان وبين أي عمل إرهابي". وأضاف شرابي: "حدد الوزير أسماء من تورطوا (من وجهة نظره) ولا يوجد من بينهم من يتبع جماعة الإخوان المسلمين. لذلك يُفترض بالنائب العام الآن إخلاء سبيل جميع من ألقي القبض عليهم من جماعة الإخوان المسلمين بتهمة الإرهاب، وإعتذار كافة أجهزة الإعلام للجماعة، والتى إدعت عليها كذبا بتهم الإرهاب".
من جهته، لفت الصحفي المصري عبد الواحد عاشور إلى المغربي الذي اتهمه وزير الداخلية بقيادة "الخلية الإرهابية"، "يبلغ من العمر 73 عاماً قضى منها 31 عاماً في السجن وكانت جملة أحكامه 53 عاماً".
مواجهة التظاهرات "بأي خسائر":
وفي شأن آخر، أعلن الوزير المصري أنه ستتم مواجهة المظاهرات في الشارع بغض النظر عن "الخسائر". وقال: "بداية من الآن، أي تظاهر خارج السلمية أو قطع طريق، سيتم التعامل معه بأي خسائر سواء في صفوفهم (المتظاهرين) أو صفوف قوات الأمن"، مشيراً إلى أنه أصدر تعليمات بأن أي قطع للطريق "يتم التعامل معه فوراً".
ورأى أن مسيرات أنصار الرئيس مرسي باتت مظاهرات بـ"الأجر"، حيث يحصل مشاركون فيها على مقابل مادي، بحسب الوزير المصري، وهو ما أثار موجة من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر إبراهيم أن يوم الجمعة من كل أسبوع، الذي يشهد خروج مسيرات منتظمة لأنصار مرسي، تحول إلى "نكد للمصريين"، بسبب تلك المظاهرات التي تشهد أعمال عنف مستمرة، مشيراً إلى أن قواته "تتعامل بضبط النفس لتفويت الفرصة على متاجرة الإخوان بالدم"، حسب قوله.
في السياق ذاته قال الكاتب المصري عبد الواحد عاشور في تغريدة له على صفحة على "تويتر" أن نبيل المغربي الذي أعلن وزير الداخلية أنه زعيم الخلية الإرهابية، يبلغ من العمر 73عاما قضى منها 31 عاما بالسجن وكانت جملة أحكامه 53عاما
من جهة أخرى قال المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم حركة "قضاة من أجل مصر"، إن مؤتمر وزير الداخلية أثبت أنه لا علاقة بين جماعة الإخوان وبين أي عمل إرهابي.
وكتب شرابي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الأسماء التي أعلن عنها الوزير في المؤتمر لا يوجد من بينها من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مطالباً النائب العام بإخلاء سبيل جميع قيادات جماعة الأخوان المسلمين المعتقلين علي ذمة قضايا التحريض على العنف والإرهاب.