يدفع
الأطفال اللاجئون السوريون ثمناً غالياً جراء الحرب في بلادهم كما ذكرت الامم المتحدة الجمعة في تقرير مع شهادات محزنة لأولاد أرغموا على مغادرة منازلهم.
وقال طه البالغ الـ15 من العمر الذي شاهد سبع جثث قرب منزله في
سورية لعاملين في المفوضية العليا للاجئين "لا يمكن ان أنسى هذا الأمر. وعندما أتذكر المشهد وكأنني أصبت بطعنة سكين".
فقد تم التحدث إليه وإلى اطفال سوريين لاجئين في الاردن ولبنان لوضع تقرير جاء في ستين صفحة، يركز على الصدمة التي اصابت هؤلاء الأولاد الذين فروا بسبب نزاع أسفر عن مقتل اكثر من 120 الف شخص. ولم يكشف الأسم الكامل للأولاد لحمايتهم وحماية اسرهم.
وقال فولكر ترك، المسؤول عن الحماية الدولية في المفوضية للصحفيين في جنيف: "من الاهمية بمكان ابراز الوجه الانساني لأزمة اللاجئين لكي لا ينسى". وأضاف: "إذا رأيتم ما يعاني منه الاطفال فإنهم يترجمون فعلياً ماهية هذا النزاع".
ويقدر عدد الأولاد بنصف عدد اللاجئين السوريين الـ2,2 مليونا بحسب ارقام للامم المتحدة التي تستند الى اللاجئين المسجلين.
وتقدر الدول المجاورة لسورية بثلاثة ملايين عدد اللاجئين الذين فروا من بلادهم ما يعني ان 1,5 مليون طفل سوري يعيشون كلاجئين.
وقال ترك: "إذا ما عدنا عشرين سنة الى الوراء فإن أزمة اللاجئين السوريين بالنسبة لنا غير مسبوقة منذ ازمة رواندا" في اشارة الى الإبادة التي وقعت في هذا البلد الافريقي في 1994. وأشار الى ان الأولاد يمثلون أيضاً نصف الـ6,5 مليون نازح الذين تركوا منازلهم وظلوا في سورية.
وفي التقرير يصف الاولاد بعبارات ورسوم الفظاعات التي شاهدوها والصدمة التي تبعت ذلك. ورسم بعض الاطفال صور اسلحة حربية وجثث.
وقالت سالا البالغة 17 عاماً من العمر "إراقة الدماء فظيعة في سورية". وقال ماهر (16 عاما) الذي تعرض للتعذيب في سورية ولا يزال والده مفقوداً "اول ما اتمناه هو ان أعود الى سورية وأن يفرج عن والدي".
وقال ترك "شطبت فكرة الدفء والمنزل في لحظة". وأضاف: "هناك خوف نفسي كبير وآثار صدمة (...) نرى ذلك في الأرق وفي الانطواء على النفس والتأتأة والتبول في الفراش".
ومشاعر الغضب ايضا شائعة مع رغبة بعض الفتيان في العودة الى سورية للقتال. وهناك ايضا جروح جسدية اذ ان 741 طفلاً سورية عولجوا لإصابات في لبنان خلال الاشهر الستة الاولى من السنة ألفاً عولجوا في مخيم الزعتري للاجئين في الاردن.
وتدفق السوريين بأعداد كبيرة اثر بشكل كبير في الموارد الغذائية والمائية والطبية في البلدان التي استقبلت لاجئين وكذلك على النظام التربوي فيها.
ففي لبنان مثلاً عدد الاطفال السوريين يوازي عدد الاطفال المحليين الـ300 الف في النظام التربوي في حين يلتحق 700 الف طفل لبناني آخر بمدارس خاصة. وأقل من نصف الاطفال السوريين اللاجئين في لبنان يتلقون تعليماً رسمياً.
وإضافة الى القلق من تكاليف النقل او الحاجة الى إيجاد عمل لإعالة الأسر، قال ترك ان حوالي ثلث الاطفال الذين تم التحدث إليهم نادراً ما يتركون منازلهم المؤقتة لأنهم قلقون من ان يجدوا أنفسهم في بيئة غريبة.
وقال ادريان ادواردز، المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين: "يمر الاطفال بمحنة كبيرة وهناك أيضاً الضغوط الاقتصادية ما يعني ان العديد من الاطفال ليسوا في المدارس وبالتالي ليسوا في هذه البيئة التي تبعث الى الاطمئنان".
كما ينشأ العديد من الاطفال السوريين اللاجئين في اسر مفككة كما انهم في غالب الاحيان يعيلون عائلاتهم حسب ما أفادت المفوضية العليا للاجئين.
وتعيش اكثر من 70 الف اسرة سورية لاجئة من دون أب وأكثر من 3700 طفل لاجئ أما أتو بمفردهم او فصلوا عن الوالدين.