رفض رئيس الجمهورية
اللبنانية ميشال سليمان الاتهام الذي وجهه الأمين العام لـ"
حزب الله" حسن نصرالله إلى
السعودية بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت الشهر الماضي، مشدداً على وجوب عدم إفساد العلاقات مع المملكة من خلال "توزيع التهم جزافا".
وقال سليمان في كلمة خلال افتتاح مؤتمر "الحوار: الحقيقة والديموقراطية" الأربعاء في منطقة جبيل شمال لبنان، إنه "لا يجوز افساد العلاقات التاريخية مع السعودية عن طريق توجيه التهم إليها جزافا"، مدينا أي "تدخل في سورية من أي طرف أتى لمناصرة فريق ضد آخر". كما شدد على "وجوب تحديد وجهة السلاح وكيفية الإستفادة من الطاقات لتطوير الوطن".
ويتبادل حزب الله (الشيعي) وتيار المستقبل (السني) الاتهامات بالتدخل في الأزمة السورية، فيتهم الحزب التيار بدعم المعارضة السورية بالسلاح والأموال والعناصر، فيما يؤكد "المستقبل" أن حزب الله يشارك "بقتل الشعب السوري".
وكان نصرالله قد اتهم في حديث تلفزيوني الثلاثاء السعودية بالوقوف وراء التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في الضاحية الجنوبية في بيروت وأدّى لمقتل 26 شخصا بينهم المستشار الثقافي الإيراني، وجرح حوالي 147 آخرين. وقال: "نصدق تبني كتائب عبد الله عزام لتفجير السفارة الايرانية، وقناعتي هي أنها تحت إدارة المخابرات السعودية". واعتبر نصرالله أن "المخابرات السعودية تقوم بتشغيل بعض فروع القاعدة". وأضاف: "أنا أعتقد أن عددا كبيرا من التفجيرات في العراق تحصل تحت إدارة المخابرات السعودية".
وتأتي حملة حزب الله على السعودية في وقت يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعض دول الخليج. وأشار ظريف الى "استعداده للتحدث الى المسؤولين السعوديين عندما يبدون استعدادهم لذلك".
ويتزامن تصعيد نصرالله ضد السعودية أيضا مع زيارة رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان الى روسيا، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبالنسبة لحجم التدخل المباشر لحزب الله في سورية، قال نصر الله إن تواجد الحزب بسورية "ينحصر في دمشق وحمص والمناطق المجاورة للبنان"، وأضاف: "وجودنا له اهمية بسورية وهو عامل مساعد، ولكن على قاعدة البحصة التي تسند الخابية" حسب قوله. واعتبر نصر الله أن "من يقاتل في سورية من جانب النظام هم الجيش وقوات الدفاع الوطني.. والجيش السوري هو من يقوم بالعمليات اليوم في القلمون إضافة الى قوات الدفاع الوطني".
ورأى نصر الله أنه "نسبة لطبيعة المعركة في سورية والتهديد، أعتقد أنه سقط لحزب الله شهداء أقل مما كنا نتوقع". وقال: "ليس هناك أي أسير لحزب الله في سورية ولكن هناك أجساد شهداء تم اسرها ونحن لا نتركها".
ورد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على نصرالله؛ معتبرا أنّه "يغرق في بحر متلاطم من الغرور لن يؤدي لغير المزيد من الضياع والاحتقان"، واتهمه بإرسال "جماعات إرهابية الى الخبر في السعودية والى الأرجنتين وبلغاريا ونيجيريا والبحرين واليمن ومصر".
وقال الحريري في بيان: "استطاع نصر الله ان يخرج من صدره كل عوامل الكراهية التي يكنها الى السعودية، وأن يسقط في وحول لغة لا أفق لها سوى تخريب علاقات لبنان العربية"، لافتا الى أنّه "تسلق الاتفاق الإيراني الأميركي ليطلق حملة غير مسبوقة تجاه كل من يخالفه الرأي في لبنان والمنطقة".
وأضاف: "لعل السيد حسن قد نسي أن حزب الله هو المتهم الرئيسي بأخطر تفجير شهده لبنان وذهب ضحيته الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وتوالت ردود الفعل على حديث نصرالله، واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، أن في حديثه "تصميم على نسف أي احتمال حوار بين ايران وبين السعودية"، لافتا الى انّه "يجر بذلك لبنان الى أتون التناقضات الداخلية في إيران".