صعدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في محيط يبرود آخر معاقل
المعارضة في منطقة
القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في وقت كشف الثلاثاء عن
خطف صحافيين اجنبيين آخرين في شمال
سوريا. ويرجح ان تكون يبرود حيث تحتجز راهبات دير معلولا الاثنتا عشرة اللواتي خطفن في مطلع كانون الاول/ديسمبر، المحطة التالية من معركة القلمون، بعدما تمكنت القوات النظامية من السيطرة على مدينة النبك المجاورة وبالتالي على طريق حمص دمشق الدولي.
من جهة اخرى اعلنت الامم المتحدة انها سترسل جوا مساعدات الى المناطق الكردية في شمال سوريا انطلاقا من العراق، في وقت اعرب رئيس منظمة الاسلحة الكيميائية عن الامل بالبدء بعملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية بحلول نهاية كانون الثاني/يناير.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الارجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعدما استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك"، واشار الى ان مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر من إجلائهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون موجودين في قرى صغيرة في القلمون بينها معلولا ومزارع رنكوس، لكن هذه القرى لا تشكل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلا مهما يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وان كانت على مسافة ابعد نسبيا من الطريق الدولية بين حمص ودمشق، على حد قوله.
وبسيطرتها على النبك، استعادت قوات النظام هذه الطريق المغلقة منذ بدء معركة القلمون قبل حوالى ثلاثة اسابيع. الا انها لم تعد فتحها بعد، في انتظار ان يصبح سلوكها آمنا تماما للمواطنين.
وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال، كما انها اساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة، وتركزت العمليات العسكرية الثلاثاء في منطقة المزارع بين النبك ويبرود التي تعرضت اطرافها كذلك للقصف، بحسب المرصد.
وكان الاعلام الرسمي السوري نقل الإثنين عن مصدر عسكري ان قوات الجيش سيطرت على النبك وتلاحق "فلول التنظيمات الارهابية" قربها على حد قول المصدر، ويبرود منطقة مختلطة تضم مسيحيين ومسلمين.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان جبهة النصرة التي تتمتع بوجود قوي في يبرود هي التي تحتجز راهبات معلولا، مطالبا بـ "الافراج عنهن فورا وتسليمهن الى الصليب الاحمر".
وكان السفير البابوي في دمشق المونسنيور ماريو زيناري اكد الاسبوع الماضي ان مجموعة مسلحة "ارغمت" الراهبات السوريات واللبنانيات على "مغادرة دير مار تقلا في معلولا بالقوة" ونقلتهن الى يبرود (20 كلم شمال معلولا).
وفي اطار مسلسل الخطف الذي تقوم به خصوصا المجموعات الاسلامية المتطرفة في سوريا، كشف اليوم عن احتجاز "الدولة الاسلامية في العراق والشام" منذ ايلول/سبتمبر الصحافيين الاسبانيين خافيير اسبينوزا وريكاردو غارسيا فيلانوفا، بحسب صحيفة "ايل موندو" الاسبانية وزوجة اسبينوزا.واوردت الصحيفة على موقعها الالكتروني ان مراسلها اسبينوزا والمصور فيلانوفا خطفا على حاجز في محافظة الرقة (شمال) قرب الحدود مع تركيا في 16 ايلول/سبتمبر، بينما كانا يستعدان لمغادرة البلاد، على ايدي عناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" المرتبطة بالقاعدة.
وفي بيروت حيث مقر عمل اسبينوزا منذ العام 2002، قالت زوجته الصحافية مونيكا بريتو انه وزميله سافرا زارا سوريا مرارا "لتوثيق جرائم الحرب، ويخاطران بحياتهما في كل مرة، وأصبحا كالاخوة مع السوريين في حياتهم وفي خوفهم وفي الازمة الانسانية التي يمرون فيها".
من جهة اخرى، خطف مجهولون اربعة ناشطين سوريين بينهم رزان زيتونة الثلاثاء من مركز حقوقي يعملون فيه في ريف دمشق.
وجاء في بيان للجان التنسيق المحلية انه صباح الثلاثاء "قام مجهولون باقتحام مقر عمل فريق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في منطقة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، وتم اعتقال كل من الزملاء الناشطة رزان زيتونة والناشط وائل حمادة والناشطة سميرة الخليل والناشط ناظم الحمادي".
واوضح الناشط الاعلامي في اللجان فارس محمد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "لا معلومات حتى الآن" عن الجهة الخاطفة، مرجحا ان تكون "احدى المجموعات المسلحة الموجودة في دوما"، حيث يسجل حضور لمجموعات اسلامية واخرى تابعة للجيش السوري الحر.
ووزع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تقريرا يتهم فيه نظام الرئيس بشار الاسد بقتل نحو 2900 شخص "بالسلاح الابيض"، بينهم مئات الاطفال والنساء، منذ اندلاع النزاع الدامي قبل 33 شهرا.
على صعيد المساعدات الانسانية، اعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة انها ستطلق الخميس من العراق للمرة الاولى عملية تموين بالطائرة لمساعدة اللاجئين في المناطق الكردية السورية.
واوضح مدير المفوضية لمنطقة الشرق الاوسط امين عواد ان المنظمة تلقت موافقة الحكومتين العراقية والسورية، وانه من المقرر اجراء سبع رحلات كمرحلة اولى من اربيل (شمال العراق)، الى القامشلي والحسكة في شمال وشمال شرق سوريا.
في اوسلو، قال مدير منظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو الثلاثاء في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش احتفال تسليم جائزة نوبل للسلام الى المنظمة "نامل في ان نتمكن من بدء عملية التدمير بحلول نهاية كانون الثاني/يناير على السفينة الاميركية".
وبدأت بعثة مشتركة من المنظمة والامم المتحدة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر مهمة في سوريا للتحقق من تدمير ترسانة كيميائية تقدر بحوالى 1300 طن، بموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي بناء على اتفاق روسي اميركي وافقت عليه دمشق.