دشن نشطاء رافضون للانقلاب العسكري في
مصر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى سحب
العملات المعدنية من الأسواق وتخزينها للضغط على الحكومة الحالية.
وتم إطلاق صفحات على فيس بوك مثل "
الفكة في الحصالة " و"
حوش 100 جنيه فضة"، لحث رافضي الانقلاب على الانضمام للحملة التي لقيت رواجا كبيرا، ونشر الكثيرين صورا لكميات ضخمة من العملات جمعوها وقاموا بتخزينها.
الببلاوى صاحب الفكرة
وقال نشطاء إنهم استوحوا فكرة تلك الحملة من تصريحات رئيس الحكومة المؤقتة حازم الببلاوي حول قيام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بضرب
الاقتصاد المصري من خلال جمع النقود المعدنية فئة جنيه ونصف جنيه من السوق بهدف خلخلة الاقتصاد المصري.
وسخر النشطاء على "فيسبوك" من الببلاوي بتعليقات منها: "شكرا يا ببلاوى لأنك أوحيت لنا بالفكرة، وأظهرت لنا مدى قلق الحكومة من هذه الخطوة قبل أن نفكر فيها".
ودعا منظمو الحملة كل فرد لجمع 100 جنيه من العملات المعدنية أو أكثر، لإحداث إرباك في اقتصاد البلاد، وقالوا إنهم يدركون تسببها في ضغط على الحياة اليومية والاقتصادية للمصريين، إلا أنها ضريبة تدفع من أجل استرداد حرية الوطن، ولا تقارن بالدماء التي تسيل في الشوارع والاعتقالات التي لم ترحم النساء والأطفال.
إرباك السوق
وأكد خبراء أن الحملة - إذا نجحت - ستؤدي إلى ارتباك في السوق ونقص السيولة جراء اختفاء العملات المعدنية كعصب التعامل اليومي في مصر، وسيترتب على ذلك ارتفاع في الأسعار وزيادة السخط على الحكومة، وقد توقف التعاملات التجارية اليومية التي تتم بالعملات المعدنية مثل المواصلات العامة.
من جانبه، قلّل رئيس مصلحة سك العملة أيمن الحكيم من أهمية تلك الحملة. وقال في تصريحات صحفية إن العملات التي يتم سكها وتداولها في السوق تقدر بمليار جنيه تقريبا، وهي أكبر من أن يتم جمعها بسهولة، وحتى الآن لم تحدث أزمة في "الفكة".
وأوضح أن كميات العملات يتم تحديدها من قبل البنك المركزي بناء على احتياجات البنوك والسوق، وأن البنك لن يتوانى عن صك عملات معدنية جديدة بمجرد أن يلمس نقصا ملحوظا في القيمة المتداولة في السوق.
وقال الخبير المصرفي محسن الخضيري لصحيفة "فيتو" إن عملية سحب العملة المعدنية من السوق من الممكن أن تحدث اضطرابات بالسوق، مطالبا الحكومة بمواجهة تلك المخططات وإصدار قوانين تجرمها لمنع إسقاط الاقتصاد.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة رضا العدل إن سحب العملات المعدنية هو أمر في منتهى الصعوبة، إلا إذا قامت أعداد ضخمة جدا بسحب مئات الجنيهات من العملات المعدنية، مشيرا إلى أن نجاح حملة سحب العملات المعدنية يعني إرباك كل شيء في الدولة، بما يؤثر على حياة المواطن البسيط الذي يحتاج إلى العملات المعدنية في كل تعاملاته بداية من البيع والشراء وحتى وسائل المواصلات والرواتب، حسبما ذكرت صحيفة البيان.
استحالة إيقافها أمنيا
وأكدت صفحة "الفكة فى الحصالة" على فيسبوك أن الحملة الجديدة يصعب مواجهتها أمنيا، كما أن تكلفة العملة المعدنية مثل الجنيه أعلى من قيمتها الحقيقية، وهو ما يجعل سك المزيد منها يشكل عبئا كبيرا على الموازنة العامة.
وقالت صفحة أخرى بعنوان "حوش 100 فضة": بعد عودة الرئيس محمد مرسي، سنضخ تلك العملات المعدنية في السوق مرة أخرى لتعود الأمور لطبيعتها مرة أخرى، معتبرة أن هذه الحملة تأتي في إطار المقاومة السلمية.
ومنذ تموز/ يوليو الماضي يبدع المعارضون للانقلاب في ابتكار أساليب للعصيان المدني، في إطار المقاومة السلمية، بعيدا عن الوقوع في فخ العنف. وكان من تلك الأساليب اعتصام مترو الأنفاق والامتناع عن دفع فواتير الكهرباء والغاز والمياه لحرمان الحكومة من تلك الإيرادات وزيادة الضغط عليها.
وفي إطار المحاولات للتعبير عن رأيهم والتواصل مع كل المواطنين، دعا معارضون إلى كتابة شعارات مناهضة للانقلاب على العملات الورقية.