قتل الوزير السابق محمد شطح السياسي البارز المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في انفجار وقع اليوم الجمعة في وسط بيروت.
وقال مسؤول في قوى 14 آذار الذي يعتبر الحريري أحد أبرز اركانها، لوكالة فرانس برس "استهدف الانفجار الوزير السابق محمد شطح الذي كان يفترض ان يشارك في اجتماع مقرر في منزل الرئيس سعد الحريري" الواقع على بعد مئات الامتار من مكان الانفجار.
ووقع الانفجار في الوقت نفسه تقريبا الذي كان مقررا فيه الاجتماع في الساعة التاسعة والنصف (7,30 ت غ).
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة، وأنه اسفر عن مقتل خمسة اشخاص وإصابة اكثر من خمسين آخرين بجروح وتضرر العديد من المباني.
وسعد الحريري موجود خارج البلاد منذ حوالي سنتين ونصف السنة بسبب "تهديدات امنية" على حياته، بحسب ما يقول مقربون منه.
ويعتبر محمد شطح من اكبر مستشاري الحريري وهو من السياسيين الناشطين والبارزين في قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري.
وشطح وزير مالية سابق، وسفير سابق للبنان في واشنطن. كان معروفا بخطابه الهادئ. يتولى خصوصا في تيار المستقبل الذي يترأسه الحريري، العلاقات الخارجية ويمثل الحريري في كل اللقاءات مع المسؤولين الاجانب وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وأدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اغتيال شطح. وقال: "ندين هذا الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية وأكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي". كما أدان "كل اعمال العنف والقتل التي لا توصل الّا الى المزيد من المآسي والخراب والاضرار بالوطن".
وفي آخر تغريدة له على حسابه على موقع "تويتر" قبل حوالي ساعة من اغتياله، انتقد شطح حزب الله، حليف النظام السوري، وكتب: "حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الامن والسياسة الخارجية".
وتتهم قوى 14 آذار حزب الله بمحاولة فرض رأيه بالقوة على الحياة السياسية اللبنانية.
وكان انفجار وصف بالضخم؛ قد دوى في محيط فندق فنيسيا، في العاصمة اللبنانية صباح الجمعة.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، عن شهود عيان أن الانفجار أسفر عن وقوع عدد من القتلى والمصابين، دون تحديد عددها. ولاحقاً قالت الوكالة انها أستلمت معلومات أمنية تشير الى "استشهاد الوزير السابق محمد شطح نتيجة التفجير". وشوهد دخان كثيف متصاعد في سماء بيروت.
وذكرت وكالة اسوشيتد برس للأنباء أن الانفجار وقع على بعد مئات الأمتار من المنطقة التي تضم مقار حكومية ومبنى البرلمان.
وقالت شبكة تليفزيون المستقبل اللبنانية إن شبكة الاتصالات تعطلت بسبب التفجير الذي هز وسط بيروت، وذكرت أن هناك معلومات عن وصول 8 جرحى إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت.
وسمعت أصوات سيارات الإسعاف وهي تهرع من وإلى مكان الانفجار، وأشارت مراسلة تليفزيون المستقبل إلى أن "هناك 4 جثث على الأرض رأيناها بوضوح".
وفور الكشف عن اسم الشخصية التي استهدفت بالانفجار، ربطت قيادات في قوى 14 آذار بين الاغتيال وبدء المحاكمات في مقتل رفيق الحريري، والد سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق الذي اغتيل في شباط/ فبراير 2005 في انفجار ضخم في وسط بيروت على بعد مسافة قصيرة من موقع الانفجار اليوم.
وتبدأ المحاكمات في المحكمة الخاصة بلبنان التي تتخذ من لايدشندام قرب لاهاي في السادس عشر من كانون الثاني/ يناير. ووجهت المحكمة الدولية الاتهام في الجريمة التي اودت ايضا بحياة 22 شخصا آخرين الى عناصر في حزب الله.
والمحكمة مكلفة بالنظر في اغتيال الحريري وفي اغتيالات اخرى وقعت في لبنان في السنوات التي تلت اذا تبين وجود رابط بينها وبين اغتيال الحريري.
واستهدفت شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية قريبة من قوى 14 آذار في تفجيرات عدة منذ 2005. ويوجه المناهضون لدمشق في لبنان الاتهامات فيها الى النظام السوري.