قال وزير إعلام دولة
جنوب السودان مايكل مكواي، الإثنين، إن خيار الحوار مع من أسماهم "المتمردين" انتهى اليوم، وإن جوبا تتجه إلى الخيار العسكري لإنهاء حركة التمرد.
ومضى المتحدث باسم الحكومة مكواي قائلا في تصريحات له لوكالة "الأناضول" إن "المتمرد النائب المقال للرئيس ريك
مشار ما زال يرفض الحوار ووقف العدائيات ويواصل معاركه ضد الدولة والشعب".
وتابع أنه "كان على مشار أن يغتنم الفرصة التي منحت لهم من قبل قادة
الإيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرقي أفريقيا) وذلك لوقف إراقة الدماء".
وأضاف أن "مشار يتحمل المسؤولية وحده؛ لآنه رفض مسعى "الإيغاد" للحل السلمي بيننا، واختار طريق الحرب، وفرصة المتمردين لاغتنام خيار الحوار انتهت اليوم، وسيواجه مشار ومجموعته الخيار العسكري الذي يريدونه".
ورفض مكواي اعتبار تهديد الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، لريك مشار "تدخلاً في شؤون جنوب السودان".
وتابع بقوله إن "موسيفيني أرسل تحذيراته إلى مشار وفق قرار دول الإيغاد في آخر اجتماع لهم في نيروبي الجمعة الماضية".
وأضاف أن "دول الإيغاد تدخلت في الحلول السلمية في عدة دول، منها الكنغو الديموقراطية والسودان وأوغندا، لكن الآن أصبح الحل السلمي مع مشار بعيد المنال، والاتجاه الآن هو نحو الحل العسكري، وهذا هو قرار الإيغاد التي كانت وراء تأخيرنا في حسم التمرد عسكريا على أمل أن يغتنم مشار فرصة للسلام".
ومضى مكواي قائلا إن "الأوضاع في جنوب السودان تتجه نحو الأسوأ بتقدم قوات من الجيش الأبيض، الذي يتبع مشار والمكون من أبناء قبيلة النوير، وعددهم يفوق الـ25 ألف شاب".
وأوضح أن "قوات الجيش الأبيض تتقدم نحو مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي، شرقي البلاد"، وهي المدينة التي استعادها جيش جنوب السودان قبل حوالي أسبوع.
وحذر من أن "كارثة إنسانية خطيرة قد تنجم في حال دخول تلك القوات مدينة بور"، وأشار إلى أن قوات التمرد قامت في طريقها نحور بور بحرق عدد من أحياء قرى مجاورة، وآلاف المواطنين هربوا إلى اتجاهات مختلفة".
180 ألف شخص نزح جرّاء الاشتباكات العرقية
وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد المدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم في جنوب السودان، جرّاء الاشتباكات العرقية بين قبيلتين في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة في البلاد، قد ارتفع إلى 180 ألف شخص، وأن عدد الذين لجأوا إلى مقرات الأمم المتحدة قد بلغ 75 ألف شخص.
وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نسيركي، أن المؤسسات الإغاثية أوصلت مساعدات إنسانية إلى 160 ألف شخص داخل وخارج مقرات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هناك حاجة لحوالي 166 مليون دولار لتلبية احتياجات المدنيين الذين غادروا منازلهم.
ونقل نسيركي عن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان "أونميس"، أن مجموعة مسلحة كبيرة العدد تتقدم نحو مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي، مشيرا إلى عدم توفر معلومات دقيقة حول عدد المسلحين، وإلى أي المجموعات ينتمون، ولفت إلى ان تعزيزات من الشرطة التابعة للأم المتحدة، قد وصلت للمدنية، وجرى اتخاذ مزيد من التدابير الأمنية.
وأوضح "نسيركي" أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد اتصل هاتفيا مع رئيس جنوب السودان، سيلفا كيير، وطالبه بإطلاق سراح المعتقلين، وحل الأزمة عن طريق الحوار.
وتخشى قوى غربية أن ينفلت زمام العنف فيتحول إلى حرب أهلية عرقية، ووافق مجلس الأمن الدولي في وقت سابق على زيادة عدد أفراد قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان إلى الضعفين تقريبا.
وكان
سلفا كير قال في وقت سابق مخاطبا الجنوب سودانيين "نحن نعزز وجود الأمم المتحدة وسنبذل قصارى جهدنا لوقف العنف ومساعدتكم في بناء مستقبل أفضل للجميع".
وبدأ العنف في العاصمة جوبا يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر واتسع نطاقه سريعا مقسما السكان على أسس عرقية بين النوير والدنكا.
وكان قتال اندلع في الوقت نفسه بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في العاصمة جوبا، ثم امتد القتال في أنحاء الدولة، التي انفصلت عن السودان عام 2011.
واتهم الرئيس سيلفا كير ميارديت، نائبه المقال، ريك مشار، بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه ما تسبب في أحداث قتل فيها ما لا يقل عن ألف شخص، بحسب تقديرات مسئولة بالأمم المتحدة.