فيما يشبه
تسونامي صغير شهدت سواحل المدن
المغربية المحادية للمحيط الأطلسي من مدينة العرائش شمالا حتى مدينة أكادير جنوبا، موجات من المد البحري بأمواج مرتفعة بلغت سبعة أمتار وقامت بقذف الأطنان من الصخور للشواطئ والطرقات مما أدى إلى خسائر مادية فادحة لم يقدر حجمها بعد دون أن يخلف الحادث ضحايا في الأرواح.
الحادث الذي وقع صباح الثلاثاء ويرتقب استمراره حتى الأربعاء، تسبب كذلك في إصابات متفاوتة الخطورة للعديد من المواطنين نقلوا على إثرها للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، كما تسبب كذلك في توقف واضطراب لحركة السير على الطرق المجاورة للبحر على امتداد
المحيط الأطلسي المجاور للمغرب.
ذات الأمواج القوية والرياح العاتية التي قدرت سرعتها بين 60 و100 كيلو متر في الساعة، تسببت في نقل الأطنان من المياه للمنازل والفنادق والمقاهي والطرقات المجاورة مما تسبب في إغلاق بعضها كما هو الشأن لأحد الأنفاق الرابطة بين الرباط وومدينة سلا كما عاينت ذلك "عربي 21" وتسببت كذلك في أضرار بليغة لعدد من المنشئات السياحية والخاصة بشواطئ كل من مدن العرائش وسلا والرباط والقنيطرة والدر البيضاء والمحمدية والصويرة وآسفي.
وحسب شهود عيان فقد تسببت ذات الأمواج بخسائر فادحة بمدار شاطئ مدينة أكادير خاصة ما يهم عدد من المعدات السياحية كالمظلات والكراسي ودراجات "الدجي تسكي" المخصصة للرياضة البحرية بالإضافة إلى عدد كبير من البواخر التي كانت راسية بالميناء. كما تم تدمير العشرات من مراكب الصيد 20 منها كانت راسية بشاطئ سيدي موسى بمدينة سلا حسب ذات الشهود. فيما هدم 25 منزلا للتخيييم بمناطق مختلفة.
وحول التفسير العلمي لما وقع قال الخبير في الرصد الجوي، محمد بلعوشي، لـ "عربي21" إن الأمر يتعلق بهيجان للبحر بالمحيط الأطلسي المجاور للمغرب وبمنخفض جوي أدى إلى بلوغ الأمواج لعلو سبعة أمتار، كما أن ذلك تزامن مع ظاهرة المد التي بلغت ثلاثة أمتار مما جعل البحر يخرج عن حدوده ويتسبب فيما حدث.
ارتفاع الأمواج ومد البحر حسب بلعوشي يرتقب أن يشرع في التراجع بدءا من صباح يوم الأربعاء، أما عن علاقت ما حدث بالتسونامي فقد أوضح المتحدث للموقع، أن لا علاقة لما حدث بالمد البحري "التسونامي" الذي تعرفه بعض الدول، وذكر أن الحديث عن تسونامي لا يبدأ إلا مع ارتفاع للأمواج يبلغ عشرات الأمتار وعن مد يقاس بالكيلومترات.
الظاهرة وفق شروحات بلعوشي تعد ظاهرة طبيعية وتعتبر الأولى من نوعها التي يشهدها المغرب في القرن الحالي، والثانية من نوعها التي تعيشها المنطقة خلال العشرين سنة الماضية، وأنها ظاهرة نادرة بالنسبة للسواحل المغربية.
واستغرب العديد من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في ورطة، عدم قيام الأرصاد الجوية بنشرات إنذارية بالإعلام العمومي لتحذير المواطنين من مغبة الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم وإخبارهم بضرورة اتخاذ ما يلزم من الاحتياطات. خاصة بعدما اضطر العديد منهم إلى قضاء ليلة بيضاء خوفا من مخاطر محتملة، فيما اضطر البعض الآخر للتخلي عن سياراتهم والترجل أو البحث عن وسائل أخرى للتنقل.
هذا وقد تم إخلاء العديد من المنازل والمنشئات المحادية من السكان بالمدن الساحلية المحادية للمحيط الأطلسي المجاور للمغرب وذلك تحسبا لأي أخطار متوقعة.