لم تنته
القاعدة بعد اغتيال زعيمها أسامة
بن لادن، على العكس، فالقاعدة تشهد ازدهارا في الساحة السورية، التي وفرت لها جميع الإمكانيات للبقاء والانتشار والتمدد، خصوصا بعد الانتكاسة التي مني بها الربيع العربي على يد الانقلاب في مصر الذي أطاح بحكم جماعة الإخوان المسلمين المعتدل.
تلك خلاصة دراسة أجراها يورام شفايتسر وأفيف اوريغ مؤخرا، وهما باحثان إسرائيليان مختصان في منظمات الجهاد العالمي المؤيدة للقاعدة. وهو بحث في إطار معهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل ابيب.
يعتقد الباحثان أن زعيم المنظمة أيمن
الظواهري يرى في الحدود السورية في هضبة الجولان منطقة انطلاق لعمليات جهاد على أهداف اسرائيلية – وهي عمليات يتوقع أن تتسع اذا انتصرت المنظمة وفروعها في نضالها لنظام الأسد، وفق قوولهما.
المعلق الإسرائيلي المعروف عاموس هرئيل نقل خلاصة البحث في عموده في صحيفة هآرتس في عددها الصادر الاثنين.
يعتقد الباحثان أن القاعدة ومنظمات الجهاد العالمي التي تعمل بإيحاء منها "استغلت الزعزعة في العالم العربي للدفع بأهدافها قدما ولتوسيع دائرة شركائها والاستمرار في جهودها العنيفة لدفع رؤاها قدما".
ويتوقع قريبا تخفيف آخر للضغط على القاعدة بسبب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان هذه السنة بعد أن تم انسحاب القوات الأمريكية من العراق. ويقدر الباحثان أن "تنشأ فرص جديدة للقاعدة والمنظمات العاملة معها. لكن جزءا كبيرا من الفرص موجود في
سوريا حيث أصبح فرعان مؤيدان للمنظمة وهما "الدولة الاسلامية في العراق وسوريا" و"جبهة النصرة" – أبرز فصيلين مسلحين بين الحركات المعارضة لحكم الأسد".
ويضيف البحث سببا مهما لنجاح القاعدة، وهو" فشل نظام الإخوان المسلمين في مصر الذي أُسقط في تموز الأخير بانقلاب عسكري، حيث سيقوي ذلك زعم القاعدة أن النضال العسكري العنيف وحده سيؤدي إلى حكم إسلامي".
ويعتقد الباحاثان أنه في اللحظة التي يسقط فيها نظام الأسد ستنشأ أفضل الظروف لإنشاء دولة إسلامية في سورية "تصبح مغناطيسا للمسلمين الذين سيتجندون للجهاد ضد اسرائيل. وستتلقى هذه الدولة مساعدة مددية واقتصادية وعسكرية من فرع القاعدة في العراق".
وربما يكون هذا من الأسباب التي أطالت في عمر نظام بشار الأسد.
ويهتم الباحثان بشكل خاص بتأثيرات القاعدة على إسرائيل، فهما يتوقعان ازدياد نشطاء الجهاد والوسائل القتالية على الحدود بين سورية واسرائيل ولا سيما اذا أعلن الظواهري أن إسرائيل هي ميدان الجهاد التالي اذا أحرزت المنظمات التي تعمل بوحي منه حسما في سوريا. ويقدر الاثنان أنه "اذا نشأت فرصة عملياتية فقد تستغلها مجموعات الجهاد وتنفذ عمليات متاحة على اسرائيل".
ويخلص الباحثان إلى أنه يجب على القوى الكبرى الغربية أن تستمر في مطاردة قيادة القاعدة. ويجب على الولايات المتحدة أن تحتفظ لنفسها بحرية العمل في أفغانستان وباكستان بعد الانسحاب. وهما يريان حاجة حيوية إلى استمرار سياسة الاغتيالات لقاعدة القاعدة وعلى رأسهم الظواهري.