دُفن جثمان رئيس الوزراء
الإسرائيلي الأسبق أرئيل
شارون، الاثنين 13 كانون الثاني/ يناير 2014، في مزرعته العائلية المواجهة لتلة "شقائق النعمان" في منطقة النقب الملاصق لقطاع غزة، لتنتهي بذلك مراسم تشييع الجثمان التي بدأت منذ ساعات الصباح.
وينظر إليه العرب والفلسطينيون على أن "
سفاح"، حيث أنهم يحيون سنويا ذكرى مجارز شارك شارون في ارتكابها، وخاصة مجزرة "صبرا وشاتيلا"، التي راح ضحيتها المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982.
ودفن جثمان شارون، وسط استنفار أمني إسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة، وذلك خشية قيام فصائل فلسطينية باستهداف الجنازة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة.
وشارك في جنازة شارون-بحسب الإعلام الإسرائيلي- 800 عنصر أمن إسرائيلي..
أرئيل شارون سفاح القرن العشرين
ولد شارون في 26 شباط 1928 في مستوطنة كفار مالال شرقي يافا لأبوين مهاجرين من بيلاروسيا وصلا في حملة الهجرة الثالثة للمستوطنة التي أنشئت أصلا عام 1916 واسم عائلته شينرمان.
في سن العاشرة التحق بالحركة الصهينونية ثم بدأ يشارك في الحراسة الليلية المسلحة للمستوطنة.
وانضم شارون في سن الرابعة عشر إلى تنظيم "غاندا" الإرهابي المسلح، ثم أنضم بعدها إلى تنظيم "الهاجاناة" الإرهابي.
وفي عام 1947 بدأت وحدة الهاجاناة التي ينتسب إليها شارون بمهاجمة القرى الفلسطينية والطرق الفلسطينية القريبة على المستوطنة.
رقي شارون إلى قائد مفرزة للدور الذي لعبه في الهجوم على القوات العراقية في دير عدس، وبعد إعلان قيام دولة الكيان قامت مفرزته بمهاجمة القوات العراقية في قلقيلية.
وجرح في معركة اللطرون مع الجيش العربي والتي استمرت من 25 أيار/ مايو 1948 وحتى 18 تموز/ يوليو 1948 وقتل من لوائه 139.
وفي نفس السنة بتاريخ 28 كانون أول/ ديسمبر عاد شارون للخدمة بعد تعافيه وحاربت مفرزته الجيش المصري الموجود في عراق المنشية.
أما في أيلول/ سبتمبر 1949 أطلق عليه ديفيد بن غوريون إسم شارون ورفعه إلى قائد لواء الجولاني (وحدة خاصة للتجسس). وفي عام 1950 عين ضابط مخابرات للقيادة المركزية.
بعد هذا العام أخذ شارون إجازة من الجيش ليدرس التاريخ والثقافة الشرق أوسطية في الجامعة العبرية في القدس المحتلة.
بعد ذلك بسنة ونصف وبأوامر من رئيس الوزراء عاد شارون إلى الخدمة العسكرية ورقي إلى رائد، وتسلم قيادة الوحدة 101 سيئة السيط، والتي كانت وظيفتها الانتقام لأي عمليات فدائية فلسطينية.
من أبشع
المجازر التي ارتكبتها الوحدة بقيادة شارون كانت مجزرة قبية عام 1953 والتي قتل فيها 69 مدنيا فلسطينيا ثلثاهما من الأطفال والنساء حيث قام شارون بتوجيه الوحدة بتلغيم بيوت القرية الـ 45 ومدرستها ومسجدها ونسفها على رؤوس أهلها.
وبقيت الوحدة التي انضم إليها 890 مظليا آخر في مهاجمة القرى الفلسطينية الحدودية في الضفة.
في 28 شباط/ فبراير 1955 شارك في الهجوم على الجيش المصري في غزة حيث استشهد منهم 38 وقتل من الجيش الإسرائيلي ثمانية فيما يسمى بعملية السهم الأسود.
أما في 31 آب/ أغسطس 1955 شارك شارون في الهجوم على الجيش المصري في خان يونس حيث دمروا منشآت عسكرية مصرية واستشهد في هذا الهجوم 72 جندي مصري وقتل جندي اسرائيلي واحد.
في 28-29 تشرين أول/ أكتوبر 1955 شارك في الهجوم على الكونتيلة في شمال شرق سيناء حيث استشهد 12 من الجنود المصريين وأسر 29 آخرين بينما خسرت اسرائيل جنديان.
في تاريخ 10-11 كانون الأول/ ديسمبر 1955، شارك في الهجوم على استحكامات عسكرية سورية شمال شرق بحيرة طبرية حيث استشهد 54 جنديا سوريا وأسر ثلاثون وكانت خسائر الجيش الإسرائيلي ستة جنود.
في 2-3 تشرين ثاني/ نوفمبر 1955 شارك في الهجوم على العوجة حيث استشهد 81 جندي مصري وأسر 55 أخرون وقتل 5 جنود اسرائيليين.
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1956 شاركت الوحدة في الهجوم على مركز شرطة أردني في قلقيلية ولكن الجيش الأردني حاصر القوات الإسرائيلية المهاجمة والتي كانت تعد بالآلاف وقتل منهم 18 وجرح 68، واضطر الجيش الإسرائيلي حينها لاستخدام الطائرات لتأمين انسحاب جنوده، واستشهد من الجيش الأردني ما بين 70 و 90.
وشارك شارون أيضا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث كانت مهمة وحدته السيطرة على ممر المتلا في سيناء على بعد 50 كم من السويس، حيث استشهد 260 جنديا مصريا وقتل 38 جنديا إسرائيليا.
وبين عامي 1958 – 1962 قاد شارون كتيبة مشاة ودرس القانون في جامعة تل أبيب.
وبوصول اسحق رابين إلى قيادة الجيش عام 1964 بدأ شارون يرتقي في الرتب مرة أخرى ووصل إلى لواء.
وفي حرب 1967 قاد اقوى كتبيبة مدرعة في جبهة سيناء وفي عام 1969 استلم شارون قيادة الجيش الجنوبي.
وتقاعد في آب/ أغسطس 1973 بعد أن انضم إلى حزب الليكود.
وفي 6 تشرين أول/ أكتوبر 1973 استدعي للخدمة في قيادة كتيبة مدرعة احتياط وكانت كتيبته هي التي أحبطت الإنتصار الأولي الذي حققه الجيش المصري في المعركة بالإلتفاف على الجيش الثالث المصري.
وفي عام 1977 أراد أن يقود حزب الليكود بدلا من مناحيم بيغن ولكنه فشل وحاول دخول حزب العمال ففشل فشكل حزبه شلومتزيون الذي ربح مقعدين في الكنيست انضم بعدها الى الليكود وأصبح وزيرا للزراعة.
كان طيلة فترة وجوده في الحكومة مؤيدا لحركة المستوطنين على أساس أن أي أرض يستوطنها اليهود لن تعود للفلسطينيين.
وفي عام 1982 كان وزيرا للدفاع أشرف على مذبحتي صبرا وشاتيلا، وفي 1983 – 1984 أصبح شارون وزيرا بلا وزارة حتى عام 1984- 1990حين أصبح وزيرا للصناعة والتجارة.
وكان شارون في العام 1990 – 1992 وزيرا للإسكان والبناء. كما أنه كان عضوا في اللجنة البرلمانية المسؤولة عن الهجرة اليهودية لفلسطين والتي أشرفت على هجرة اليهود الروس. وعين ما بين عامي 1996- 1998 وزيرا للبني التحتية في حكومة نتنياهو. و1998-1999 وزيرا للخارجية.
بعدها تسلم شارون قيادة الليكود وبدأ حملته الإنتخابية لرئاسة الوزراء باقتحام المسجد الأقصى مع ألف من جنود الاحتلال، ففجر
انتفاضة الأقصى في تشرين أول/ أكتوبر 2000. وبنى حملته لرئاسة الوزراء على أنه سيقضي على الانتفاضة خلال 90 يوما.
انتخب رئيسا للوزراء في شباط/ فبراير 2001.
وفي 11 أيلول/ سبتمبر 2005 انسحب جيش الإحتلال من غزة بعد أن كانت المقاومة أنهكته وبقي مسيطرا على الحدود والأجواء.
في 21 تشرين ثاني/ نوفمبر استقال شارون من قياة الليكود وحل البرلمان وشكل حزب "كاديما".
وفي 18 كانون ثاني/ ديسمبر 2005 أصيب بجلطة خفيفة وقرر الأطباء أنه بحاجة لعملية قسطرة حيث كانت مقررة له يوم 5 كانون الثاني/ يناير 2006 وعاد إلى العمل، ولكنه أصيب بجلطة دماغية في 4 كانون الثاني/ يناير 2006 وبعد عمليتن لسبع ساعات و14 ساعة، استطاع الأطباء وقف النزيف في الدماغ ولكنهم لم يستطيعوا منع دخوله في غيبوبة.
وأعلن مستشفى تل هشومير قرب تل أبيب وفاة شارون، في 11 كانون الثاني/ يناير 2014.