أدان حزب سلفي، ومنظمة حقوقية معنية بمناهضة التمييز في
اليمن "تهجير سلفيي منطقة
دماج بمحافظة صعدة شمالي البلاد" تنفيذاً لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين
الحوثيين والسلفيين الذي أُبرم الجمعة الماضية.
وكان رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء القتال بين الحوثيين والسلفيين بدماج، يحيي أبو أصبع، قال أمس، إن "اللجنة بدأت في تجميع 830 جثة قتيل في صفوف
السلفيين سقطوا خلال الشهرين الماضيين، تنفيذاً لأهم مطالب السلفيين الخاصة برحيلهم من المنطقة مع طلاب العلم من معهد دماج، منهم 97 طالباً من جنسيات عربية وأجنبية".
وفي بيان له، تلقت الأناضول نسخة منه قال حزب الرشاد السلفي الوحيد في اليمن، إنه "في الوقت الذي كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر تحمل الدولة مسؤولياتها الدينية والدستورية والإنسانية في حماية أهالي دماج والطلاب الدارسين في دار الحديث من العدوان الحوثي الغاشم، تفاجأنا بظهور الدولة بمظهر العاجز عن ردع المعتدي، والسكوت عن جرائم الحوثيين طيلة الوقت، ثم الإقرار أخيراً بتهجير آلاف الضحايا من دماج بدلاً من حمايتهم".
وأبدى الحزب استغرابه من "محاولات الحوثي تضليل الرأي العام بتنصله عن جريمة تهجير أبناء دماج والطلاب الدارسين في دار الحديث"، معتبراً أن هذه الخطوة ما هي إلا "حلقة في مسلسل ممتد من جرائم انتهاكات حقوق الإنسان ترتكبها جماعة الحوثي ضد كل من يخالفها الرأي".
من جهتها أدانت منظمة "سواء" لمناهضة التمييز (غير حكومية) في بيان لها، وصل الأناضول نسخة منه،" تهجير الأقلية السلفية من محافظة صعدة"، واعتبرت أن "هذا الإجراء يعد مخالفة صريحة لدستور الجمهورية اليمنية، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي التزم اليمن بتطبيقه".
وقالت إن "هذا الإجراء لا يمكن النظر إليه بعيداً عن جرائم الفصل القائمة على أساس عنصري بسبب المعتقد الديني، وهو الأمر الذي يثير قلق المنظمة حول مستقبل التعايش في الجمهورية اليمنية، في ظل وجود أطراف ترفض الآخر بسبب المذهب والدين.
ودعت سواء، كافة اليمنيين إلى "الإبتعاد عن كل ما يثير التعصب المذهبي أو المناطقي"، كما تمنت على جماعة الحوثي "إعادة النظر في نهجها، وانتهاج الوسائل السلمية والحضارية في تحقيق وجودها".
ورغم أن الاتفاق، الذي جرى التوقيع عليه برعاية رئاسية، ينص- بحسب مصادر سلفية - على خروج الطلاب والسكان الأجانب خلال أربعة أيام بدأت أمس السبت وتنتهي اليوم الثلاثاء، إلا أن سرور الوادعي، المتحدث باسم السلفيين، قال للأناضول في وقت سابق، إن "سكان دماج سيغادرون المنطقة بشكل كامل، حرصاً على حياتهم".
ودارت مواجهات مسلحة بين الحوثيين والسلفيين في دماج، على مدار ثلاثة أشهر، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات في صفوف السلفيين، بحسب مصادر سلفية، في حين يتكتم الحوثيون عن ذكر عدد الضحايا في صفوفهم.
ويتهم السلفيون، الحوثيين منذ سيطرتهم على دماج، بحصار المنطقة، وقتل أبنائها نظرًا لعدم قبولهم الاحتكام إلى سلطات الحوثي في محافظة صعدة، حيث يسيطر الحوثيون على جميع مناطق المحافظة، باستثناء دماج ذات الغالبية السلفية.
اغتيال مسؤول أمني
في المقابل، تقول جماعة الحوثي إنها تقاتل من أجل إخراج مقاتلين أجانب مسلحين وجماعات "تكفيرية" من المنطقة.
وفي سياقٍ متصل بالشأن اليمني اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الثلاثاء، مدير المؤسسة الاقتصادية الحكومية بمحافظة حضرموت جنوبي اليمن، بحسب مصدر أمني.
وقال المصدر ذاته إن مسلحين اثنين على متن دراجة نارية أطلقا وابلا من الرصاص في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت على العميد محمد الشهاري مدير المؤسسة الاقتصادية بوادي حضرموت ما أدى إلى مقتله على الفور.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيال المسؤول اليمني، ولم تعقب السلطات الرسمية على الحادث.
ويعتبر التحدي الأمني في العام 2014 من أبرز التحديات التي تواجه البلاد التي شهدت خلال العام الماضي 2013 أعمال عنف وتفجيرات وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي خلفت مئات
القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش والأمن وسياسيين ورجال قبائل، إضافة إلى مواطنين وناشطين تم استهدافهم من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين.