حذّر المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية، علي موسى، من أن
اللغة العربية شهدت تراجعا ملموسا خلال القرون الخمسة الماضية، بعد أن خسرت موقعها في عدد من البلدان التي كانت تعتمدها أو تستخدم حرفها العربي، مشيرا إلى "تحديات كثيرة تواجهها الآن منعا لتهميشها خاصة في مجال المصطلحات العلمية الحديثة".
وقال موسى، خلال مؤتمر صحفي عقده المجلس ومنظمة اليونسكو واتحاد المحامين العرب، الأربعاء، في بيروت إن "فجوة كبيرة تتسع يوما بعد يوم بين اللغة العربية والعلوم والمعارف والتقنيات والصناعات"، محذرا من أنها قد تصبح غير قادرة على استيعاب المستجدات إذا استمرت هذه المشكلات دون حلول جذرية.
وأوضح أن المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية المقرر عقده في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة من 7 الى 10 أيار/ مايو المقبل، ويحمل عنوان "الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي"، يهدف إلى تنسيق جميع الجهود لخدمة اللغة العربية وإبرازها واستنهاض الهمم الفردية والمؤسساتية في هذا المجال.
وأضاف أن المؤتمر يرمي كذلك إلى حشد الطاقات والتأييد والدعم للغة العربية وتشجيع الجهود التي تعمل على استخدامها في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وحمايتها من التهميش والإقصاء في التعليم وسوق العمل والإعلام والاقتصاد.
وطالب موسى المؤسسات الحكومية والأهلية، بـ"تعريب مسمياتها ووثائقها وأنظمتها وتدريب موظفيها على اللغة العربية"، مشيرا إلى أن تعليم اللغة العربية "واجب على الدولة والمجتمع والأسرة".
ولفت إلى أن القطاع الصناعي ليس بمنأى عن المطالب من أجل تحسين واقع اللغة العربية فـ"على الجهات المصنعة والشركات واجب مراعاة احتياجات الغالبية من المواطنين الذين يتحدثون اللغة العربية من خلال مسميات منتجاتها وإعلاناتها" .
ودعا إلى العمل على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال تأسيس وإنشاء المعاهد والمراكز التعليمية وتأليف الكتب المتخصصة في هذا المجال.
واعتبر أن اللغة الأجنبية مدخل من مداخل "الغزو الثقافي" في حال فاقت اللغة العربية بالاستخدام، "الأمر الذي يعرض الأمن الثقافي العربي للاختراقات التي تهدد الهوية وتعتدي على الثوابت وتضعف الانتماء".