سلطت الصحافة
الإسرائيلية الضوء على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون
كيري في مؤتمر ميونخ للأمن في 1 شباط/ فبراير 2014، حيث لقيت تصريحاته ردود فعل وصفت بالهستيرية داخل إسرائيل، حيث حذر كيري من مقاطعات أوروبية محتملة ستتعرض لها إسرائيل في حال فشلت
المفاوضات.
وقال مارك هيلر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها، الأربعاء، إن خطاب كيري أشعل عاصفة انتقاد في إسرائيل، حيث اعتبر منتقدو كيري تحذيره تهديدا مباشرا، يثير المخاوف من
مقاطعة أوروبية بسحب استثماراتها وفرض العقوبات على إسرائيل، معتبرا أن إسرائيل هشة جدا تجاه مقاطعة من هذا القبيل.
وأشار هيلر في مقال له تحت عنوان "كيف نحبط التهديد"، إلى استطلاع رأي عام إسرائيلي أجري في إطار مشروع "مقياس السلام" يظهر أن "42 % فقط من المشاركين في الاستطلاع، ممن يتبنون آراء يمينية، يعتقدون بأنه ستفرض عقوبات خطيرة على إسرائيل، مقارنة بـ 71% من المنتمين لليسار يرون عكس ذلك".
وتابع أن الاستطلاع يبين أن 61 % من المشاركين الذين ينتمون إلى اليمين يؤمنون بأن إسرائيل يمكنها أن تتحمل عقوبات من هذا القبيل دون أن تغير سياستها، مقابل 32% من اليسار يعتقدون ذلك.
واعتبر الكاتب أن هذه النتائج لا تنسجم وحقيقة أن الردود الأكثر هستيرية على تصريحات كيري جاءت بالذات من الجانب اليميني من الخريطة السياسية، تلك التي تبدو وكأنها أكثر هدوء بالنسبة لاحتمال فرض عقوبات، وقدرة إسرائيل على مواجهتها، حيث وصف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، تصريحات كيري بأنها "ضارة، غير نزيهة ولا تطاق"، أما وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت، فقال: "نحن نتوقع من أصدقائنا في العالم أن يقفوا إلى جانبنا في مواجهة محاولات المقاطعة اللاسامية ضد إسرائيل، لا أن يكونوا بوقا لها".
ومن جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "لن يدفعني أي ضغط لأتنازل عن المصالح الحيوية لدولة إسرائيل، وعلى رأسها أمن مواطني إسرائيل"، ما اعتبره هيلر تعقيبا دقيقا لتحذير كيري.
وفسر الكاتب ما اعتبره تناقضا أن "اليمينيين يعارضون فكرة أن هناك علاقة بين العقاب الاقتصادي لإسرائيل وبين السياسة التي يعارضون تغييرها، وأنهم يلقون بآمالهم على نوع من الخلاص غير المرتقب الذي سيحمي عند حلول الوقت إسرائيل من كل أثر لمثل هذا العقاب".
وحذّر هيلر من أن "حيوية المصالح الأمنية الإسرائيلية ستتعرض للخطر نتيجة المساعي لصد تهديد مقاطعة أوروبا، حيث أن حجم العقوبات الاقتصادية والمقاطعات الأخرى في مجالات الثقافة والتعليم العالي ازدادت في الأشهر الأخيرة".
واختتم الكاتب مقاله قائلا إن "إسرائيل هشة جدا تجاه أي مقاطعة أوروبية، حيث أن إسرائيل تميل نحو تصدير ثلث صادراتها إلى الدول الأوروبية، باعتبارها مصدرا مركزيا".