حذر وزير الشباب والرياضة في السلطة
الفلسطينية جبريل الرجوب من انتشار ما أسماه النزعة الفاشية الجديدة بين
الإسرائيليين. وقال في تصريحات نقلتها عنه مجلة "تايم" الأمريكية: "على العم سام أن يفهم أن هناك عقيدة فاشية جديدة بين الإسرائيليين وهذا يهدد مصالحهم في الشرق الأوسط وفي كل مكان في العالم."
وقال الرجوب خلال المقابلة "إن فشل
المفاوضات قد يؤدي إلى صراع مسلح، ومع أنه لم يعلن أن الضفة الغربية ستنفجر إذا فشل وزير الخارجية الامريكي في التوصل إلى اتفاق نهائي من المفاوضات التي يفترض أن تنتهي في شهر نيسان/إبريل ولكن الحدة التي قالها فيها والمكان الذي أعلنه منها وهو تلفزيون طهران قصد منها جذب الإنتباه.
وكانت زيارة الرجوب لإيران في 28 كانون ثاني/ يناير زيارة غير عادية لمسؤول كبير في الحركة العلمانية فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية والتي يرأسها عباس. فإيران كانت تدعم حماس، المنظمة الإسلامية المتطرفة التي أخرجب فتح من غزة عام 2007.
يقول الرجوب إن عباس أرسله لإيران ليشجع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في جهوده نحو سياسة خارجية أكثر اعتدالا بما في ذلك بناء علاقات طيبة مع دول الخليج وخاصة التي تدعم فتح ولطلب المساعدة من إيران في تحقيق المصالحة الموعودة مع حماس.
ولكن طهران أيضا تمثل مسرحا مناسبا للحديث عن الكفاح المسلح، الأمر الذي تجنبت فتح الحديث عنه لمدة عقد من الزمان على الأقل ولا يزال عباس ينبذ العنف ويأمر قوات أمن السلطة بالتعاون مع الأمن الإسرائيلي في إفشال أي هجمات وفي حال فشلت المفاوضات فأي مواجهة سيدعو لها ستكون دبلوماسية كرفع قضية ضد اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
ولكن أحداث العنف ارتفعت في الضفة الغربية خلال العام المنصرم. وفي استطلاع حديث للرأي ظهر أن أكثرية من الفلسطينيين يؤمنون بأن
المقاومة المسلحة هي أقد على تحقيق دولة لهم من المفاوضات التي لم تسفر عن شيء على مدى عقدين من الزمن.
يقول الرجوب: "نحن الآن نشارك في مفاوضات نأمل أن تؤدي إلى أهدافنا الوطنية .. ولكن إذا فشلت المفاوضات أو انهارت فلن تتمكن إسرائيل من أن تستمر في عربدتها في المنطقة وتسمتع بالأمن والإستقرار وتوسيع المستوطنات وإذلال الفلسطينيين. المقاومة ستكون خيارا، بما في ذلك المقاومة المسلحة داخل الأراضي المحتلة ضد الاحتلال." ويرفض أي هجمات داخل الأراضي المحتلة عام 1948 حيث قال للصحفي الإيراني الذي يقابله: "يجب أن لا يكون هناك تفجير باصات في تل أبيب."
والتحذير هو أنه وبحسب كلام الرجوب أن العودة للسلاح ستكون قرارا جماعيا ولكن الرجوب هو الشخص المناسب للحديث عنه حيث قضى 17 عاما في السجون الإسرائيلية بسبب نشاطه في قيادة خلايا تابعة لفتح في الخليل. وكقائد للأمن الوقائي تحت رئاسة ياسر عرفات أدار أكبر جهاز استخبارات و تنفيذ في الضفة الغربية.
وقد وعد الفلسطينيون في اتفاقية أوسلو عام 1993 بأنه ستقام لهم دولة فعمل الرجوب مع الأمن الإسرائيلي لإحباط أي عمل قد يفسد الإتفاق. المقابلات مع المدراء السابقين للإستخبارات الداخلية الإسرائيلية تشكل كل الفيلم الوثائقي "ذي غيت كيبرز" المرشح للأوسكار. في الفيلم يتحدث هؤلاء المدراء كيف اكتشفوا أن بعض الفلسطينيين يؤمنون بقوة بالسلامومع هذه الكلمات تظهر صورة الرجوب في الفيلم، وعند تذكيره بهذا تحول بعينيه لينظر إلى الأرض.
ثم يقول الرجون "من تظن أنه تغير؟" ثم يستطرد قائلا إن الإخلاص الذي أبداه اسحق رابين ذهب مع رابين الذي اغتاله مستوطن يهودي متطرف عام 1995. كما أن المتطرفين ومؤيدي المستوطنات التي زادت عن المئتي مستوطنة وأكلت 40% من أراضي الضفة الغربية، هم من يسيطر على حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو والذي يعلن باستمرار عن توسيع المستوطنات خلال دورة المفاوضات الحالية- الأمر الذي يعتبره معظم المجتمع الدولي غير قانوني. والمستوطنون المتطرفون يعتدون على الفلسطينيين بشكل روتيني ويقتلعون أشجار الزيتون ويخربون المساجد.
ويضيف الرجوب "كفى، كفى، كفى .. إن الكلاب في أوروبا وأمريكا تتمتع بحقوق أكثر من التي يتمتع بها الفلسطيني على أرضه."