قال الكاتب
الإسرائيلي جدعون ليفي أنه سواء أنجح
كيري في مهمته أم فشل فسيكون الحل كارثة على الفلسطينيين لأن الولايات المتحدة وسيطة غير نزيهة تحاول أن تفرض حل استسلام على الفلسطينيين.
وأكد ليفي أنه اذا فشلت جهود جون كيري فستحدث كارثة أما اذا نجحت فستحدث كارثة أكبر فالفشل قد ينذر بانتفاضة ثالثة، وعقوبات ومقاطعات دولية مع اسرائيل، كما سيدفع الفشل الفلسطينيين نحو الأمم المتحدة وربما يدفع الولايات المتحدة الى اسقاط مظلة الفيتو الآلية العمياء من فوق اسرائيل.
غير أنه أشار في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس، الخميس، إلى أن النجاح ينذر بسوء أكبر، فكيري - بحسب الكاتب - ليس وسيطا نزيها والولايات المتحدة، فحليفة مطلقة لطرف واحد لا يمكن أبدا أن تكون وسيطة نزيهة بين الطرفين لا في عالم الاعمال ولا في الدبلوماسية.
واعتبر ليفي إن اسم اللعبة الآن هو استغلال ضعف السلطة الفلسطينية، ففي الوقت الذي يناضل فيه العالم العربي أنظمة حكمه والعالم الغربي، أصبح الفلسطينيون يقفون وحدهم في مواجهة مصيرهم. وتحاول امريكا أن تُركعهم وتجعلهم يستسلمون، فاذا نجحت فسيكون ذلك مؤذياً لأجيال طويلة.
وأضاف "ليس الحديث فقط عن عدم العدل في التسوية بل عن عدم قدرة على البقاء، فاذا نجح كيري في جهوده ووقع الفلسطينيون على كتاب استسلام فسيبقى 80 بالمئة من المستوطنين في مواقعهم؛ ولن تُقسم
القدس في الحقيقة أو لن تُقسم الى درجة أن تُجعل عاصمتين؛ وسيبقى غور الاردن مع اسرائيل مستأجرا أو مستعارا؛ وستكون الدولة الفلسطينية الوهمية منزوعة السلاح؛ وستبقى غزة محاصرة وسجينة ومنسية؛ وستبقى حماس منبوذة ومعها ومعها نحو نصف أبناء الشعب الفلسطيني؛ وسيُعترف بأن اسرائيل دولة يهودية كاملة الحِّل بتوقيع السلطة الفلسطينية؛ وسيُنفى حق العودة الى الأبد؛ وستُستجاب مطالب "الترتيبات الامنية" كلها، لاسرائيل وحدها بالطبع.
وتساءل ليفي "ماذا سيحدث آنذاك؟ هل سيبقى هذا الحل وقتا طويلا؟ وهل سيطأطئ ملايين الفلسطينيين رؤوسهم استسلاما ويعودون في فرح الى حياتهم العادية الى جانب 80 بالمئة من جيرانهم الذين يسكن عدد منهم في اراضيهم الخاصة؟ وهل سيحتفلون باستقلالهم في أزقة شعفاط عاصمتهم الأبدية الجديدة؟ وهل سينسى اللاجئون حلمهم؟ وهل ستضع حماس سلاحها؟ وكل ذلك لأن كيري ضغط فاستسلم محمود عباس؟.
ويتوقع الكاتب أنه إذا ما تم التوقيع من قبل الجانب الفلسطيني فلن يطول بهم الصبر وسيتمرد الفلسطينيون مرة اخرى تمردا لا يقل عدلا عما كان. ولن يقبل اللاجئون الذين لم تُحل مشكلتهم، والفلاحون الذين لم تُعد اراضيهم، وحماس التي بقيت مقصاة، وحركات اليسار، لن يقبلوا الاتفاق ولا يمكن أن يقبلوه.
وحينها سيتحقق شوق اكثر الاسرائيليين المأمول لأنهم سيستطيعون مرة اخرى أن يقولوا على رؤوس الاشهاد: هل ترون؟ نحن تنازلنا وتنازلنا وهم خانوا؛ ونحن أعطينا وأعطينا، وعادوا الى الارهاب وسيبتعد احتمال حل حقيقي ربما الى الأبد هذه المرة.