نفي كل من القياديين في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض
الانقلاب": الدكتور محمد علي
بشر وزير التنمية المحلية السابق، والدكتور طارق
الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، صحة ما نشرته "بوابة
الأهرام"، حول لقاء جمع بينهما هما الإثنان،والدكتور محمد
البرادعي رئيس حزب الدستور السابق، قبل الفض الوحشي لميداني
رابعة العدوية ونهضة
مصر يوم 14 آب/ أغسطس 2013.
وكانت البوابة نشرت تقريرا بعنوان: "بوابة الأهرام تكشف كواليس فض رابعة والنهضة والفرصة الضائعة للإخوان واتفاق البرادعي مع بشر".
واستندت البوابة إلى ما زعمت أنه "مصدر إخواني" في تقريرها، وهي حيلة شائعة في الصحافة المصرية، لتمرير أي رسائل أمنية أو مخابراتية، أو معلومات "موجهة"، استنادا إلى مصادر "مجهولة".
تقرير "بوابة الأهرام"
فقد قالت البوابة في تقريرها إنه خلال إجازة عيد الأضحى، وقبل فض الاعتصام، اتصل الدكتور محمد البرادعي الذي كان يشغل حينها موقع نائب رئيس الجمهورية، بالدكتور محمد علي بشر وأبلغه أنه يريد لقاءه لأمر حيوي للغاية. وبالفعل التقى الطرفين بعد المكالمة بيوم واحد. وأبلغ الدكتور البرادعي الدكتور بشر بأنه تم اتخاذ قرار بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وطالب بشر بمساعدته لتجنب ذلك، وتحقيق المصالحة الوطنية.
وأضاف التقرير أن البرادعي كشف لبشر عن أن مساعيه للمصالحة مدعومة بكل قوة من جهاز المخابرات العامة، ومن المشير عبد الفتاح السيسي.
وتابع التقرير : "اتفق الطرفان على حل الأزمة السياسية عبر قيام جماعة الإخوان بتفريغ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة من العناصر الإخوانية والقيادات الوسيطة، وأن الدولة ستقوم من جانبها بفض الاعتصام دون نقطة دم واحدة، على أن يظل التحالف على موقفه من أن ما حدث انقلاب عسكري، ولكن الإخوان لن يواصلوا التظاهر حقنا لدماء المصريين مؤيدين للإخوان أو لثورة 30 يونيو".
وأضافت البوابة: "قبل فض الاعتصام بثلاثة أيام، وبعد الاجتماع المشار إليه بيومين، اتصل البرادعي ببشر للاتفاق على تنفيذ الاتفاق، والتقى الطرفان ثانيا، وكانت العقبة أمام تطبيق الخطة تتمثل في أن بشر صارح البرادعي بأن إخلاء رابعة العدوية أمر سهل، وإنما إخلاء
النهضة أمر صعب للغاية، خاصة أن اعتصام النهضة يسيطر عليه مجموعة "حازمون"، والجماعة الإسلامية".
وواصل التقرير: "وفي محاولة من البرادعي لاحتواء الأزمة، اقترح أن تشارك الجماعة الإسلامية في المفاوضات، وهو ما تحفظ عليه بشر تخوفا من مزايدات الجماعة الإسلامية، إلا أن المسؤول الرفيع طمأنه بأن الجماعة الإسلامية لن تعترض على تحقيق المصالحة. واتفق ثلاثتهم على عقد اجتماع في مساء اليوم نفسه بحضور طارق الزمر، لإنجاز الاتفاق، وحضر الجميع في المساء، وحاول الزمر المزايدة على محمد علي بشر، ولكن المسؤول الرفيع ألمح للزمر بأنهم عقدوا صفقة مع الدولة بالفعل، وأنه لا داعٍ للمزايدة، وهو ما لم يدركه بشر حينها".
دليل الفبركة: الأضحى بعد الفض
وتعليقا على التقرير، أصدر الدكتور محمد علي بشر بيانا نفى فيه صحة ما نشرته البوابة. .وقال -في بيان حصل موقع "عربي 21" على نسخة منه-: "استندت بوابة الأهرام إلى وقائع، وأحداث عارية تماما عن الصحة، منها لقائي مع البرادعي، بجانب فبركة واضحة في الخبر أشارت إلى أن المقابلات المزعومة تمت قبل إجازة عيد الأضحى، وقبل الفض الوحشي لرابعة والنهضة، غير أن الحقيقة المجردة تقول إن عيد الأضحى كان بعد الفض".
وذكر "بشر" أنه لم يلتق "البرادعي" في حياته، لا قبل فض "رابعة"، ولا بعدها، كما أنه لم تكن هناك أي اتصالات بينهما نهائيا.
وأضاف أن "كل ما جاء في التقرير عار من الصحة تماما، ولا سند له من الواقع نهائيا"، داعيا وسائل الإعلام إلى الالتزام بميثاق الشرف المهني بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتأكد من صدق المعلومات قبل نشرها، وعدم الاعتماد على مصادر مجهولة تتسبب في إثارة وبلبلة للرأي العام.
.. والزمر والجماعة الإسلامية ينفيان
من جهته، نفى الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، صحة تقرير "بوابة الأهرام" أيضا. وأكد أنه لم يجمعه أي لقاء مع البرادعي وبشر قبل فض رابعة، والنهضة.
وقال الزمر-عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- :"أود التنبيه إلى أن حزب البناء والتنمية كان، و? يزال يبحث عن مخرج آمن من هذه ا?زمة العميقة يجنب البلاد المزيد من سفك الدماء، و? يمكن للحزب بحال أن يتفق على شئ، و? يلتزم به، أو أن يفعل خلافه".
وتابع أن الحزب كان، و? يزال حريصا على السلمية التى يراها القوة الرئيسة للحراك الشعبى المتصاعد لهذا فلا يمكن أن يكون قد حرض على أى شكل من أشكال العنف".
كما نفت "الجماعة الإسلامية" صحة ما نشرته "بوابة الأهرام" عن اجتماع الزمر وبشر والبرادعي. وأعلنت -في بيان لها- أن موقفها ثابت من الأزمة، وهو المعارضة السلمية، والبحث الجاد عن حل سياسي عادل"، مشيرة إلى أنها تسعى بكل الطرق إلى التوفيق بين الأطراف، ولكنها تعتبر في الوقت نفسه أن هناك "انقلابًا على الشرعية".