خرجت، الجمعة، مسيرات مؤيدة للرئيس المنتخب محمد
مرسي في مختلف المحافظات
المصرية، والتي دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض
الانقلاب، في جمعة أطلق عليها "لن يحكمنا الصهاينة ولا الأمريكان"، ومنددين بالتقرير الرسمي الذي صدر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، حول فض اعتصام رابعة العدوية.
وشهدت المسيرات هتافات ضد ما وصفوه بـ"حكم الكفتة"، في إشارة إلى ابتكار هيئة تابعة للجيش جهازا قالت إنه يعالج مرضى الإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي "سي"، وتستخدم "الكفتة" في العلاج، وشكك فيه البعض.
وذكر مراسل وكالة الأناضول أن 4 مسيرات لأنصار مرسي انطلقت بعدة أحياء بمديني حلوان والمعادي، جنوبي القاهرة، وسط هتافات منددة بتقرير تقصي الحقائق، الذي صدر قبل أيام عن "المجلس القومي لحقوق الانسان" وهي هيئة حكومية، حول فض اعتصام رابعة العدوية، متهمين المجلس بالانحياز للسلطات الحالية.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز على المشاركين في مسيرة المعادي، وسادت حالة من الكر والفر بين الجانبين، وفق شهود عيان.
وشهدت أحياء مدينة نصر وعين شمس والمرج والمطرية، شرقي القاهرة، كذلك خروج مسيرات منددة بالتقرير، كما رددوا هتافات منددة بإسرائيل وأمريكا والإمارات بدعوى أن تلك الدول تدعم السلطات الحالية.
وفرقت قوات الأمن مسيرة مدينة نصر باستخدام قنابل الغاز، وفق مشاركين في المسيرة.
ومن بين الهتافات ، التي تصدرت المسيرات، "هانرددها (سنرددها) جيل ورا جيل .. تسقط تسقط إسرائيل"، "ولا أمريكا ولا إسرائيل .. يسقط كل خاين وعميل".
كما ردد المشاركون في المسيرات هتافات "مجلس إيه دا (هذا) مجلس عار .. قتلوا إخوانا ليل ونهار"، "انت فين (أين أنت) يا مجلس عار .. يسقط يسقط حكم العسكر"، في إشارة إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وتكرر المشهد في عدة مدن بينها الإسكندرية، التي شهدت أربع أحياء بها، مسيرات لأنصار مرسي بينها أحياء "السيوف، وأبو سليمان، والعوايد"، شرقي الإسكندرية، وكذلك أحياء "سيدي بشر، والهانوفيل، والعامرية، وبرج العرب" ، غربي الاسكندرية.
وشهد حي "سيدي بشر"، اشتباكات بين قوات الأمن والمشاركين في المسيرة، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز، فيما رد المحتجون بالألعاب النارية، بحسب شهود عيان.
وردد المشاركون في المسيرات هتافات "رابعه دي (هذه) رمز الصمود"، "عاشوا أبطال وماتوا أسود"، و"الداخلية بلطجية".
وفي السويس، شمال شرقي البلاد، أطلقت قوات الأمن الطلقات النارية في الهواء، لمنع مسيرة لأنصار مرسي من التجول في الشوارع الرئيسية، وسط المدينة، وسط عمليات كر وفر بين الجانبين.
وشهدت مدينتي بورسعيد والإسماعيلية، شمال شرقي البلاد، سلاسل بشرية لأنصار مرسي أحرق خلالها المحتجون الأعلام الإسرائيلية والأمريكية.
كما انطلقت مسيرات كذلك في بني سويف، لأنصار مرسي، قبل أن تفرقها قوات الأمن بقنابل الغاز.
وكان المجلس القومي لحقوق الإنسان قد أصدر، الأربعاء، تقريرا قال فيه إن أعداد قتلى اعتصام رابعة العدوية 632 قتيلا منهم 8 شرطيين.
ووجه المجلس تهم للمعتصمين باستخدام العنف ضد قوات الشرطة، وعرض صورا ومقاطع فيديو قال إنها "دليل على المقاومة المسلحة واستخدام بعض المعتصمين لأسلحة متطورة ضد قوات الأمن وقت فض الاعتصام".
وكانت قوات الشرطة المصرية مدعومة بقوات من الجيش، قامت مع فجر 14 آب/ أغسطس 2013، بفض اعتصام ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة، بعد أكثر من 48 يوما قضاها المعتصمون هناك، ما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، واستمرت عملية الفض قرابة 14 ساعة.
وتدخل احتجاجات أنصار مرسي بداية الأسبوع الـ 37 من الاحتجاجات المؤيدة لمرسي، التي بدأت في 28 حزيران/ يونيو الماضي، واليوم الـ 253منذ ذلك التاريخ، والـ 249 منذ عزل مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، والـ 205 على فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة في 14 آب/ أغسطس الماضي.
من جهة ثانية أصدر الإخوان المسلمين بيانا بعنوان الانقلاب يفتح أبواب الفساد على مصاريعها، جاء فيه أن المعين المعين عدلي منصور أصدر قرارا جمهوريا بتفويض إبراهيم محلب ببعض صلاحياته، وعلى رأسها التصرف في أملاك الدولة بالمجان، وهو قرار لا يسمح ببيع مصر كاملة فقط، بل يسمح بالتنازل عنها بالمجان، وكأن مصر أصبحت ملكية خاصة لعدلي منصور أو قائد الانقلاب الذي عينه، والذي يحركه كيف شاء.
وأضاف أن أملاك الدولة هي ملكية عامة لكل أفراد الشعب التسعين مليونا، بل وللأجيال القادمة، فكيف يتصرف فيها فرد وبالمجان، خصوصا إذا كانت ذمته تحوطها الشبهات؟.
وأشار البيان بدلا من السعي الجاد لاستعادة الأموال المهربة المنهوبة، وتحصيل الضرائب من الرأسماليين المتهربين، وتحصيل حق الدولة في فارق سعر الأراضي والمصانع والمرافق التي بيعت بسعر التراب، نجد قرارا ممن لا يملك يخول شخصا لا يؤتمن حق هبة الباقي بالمجان! هل هناك فساد أعرض من هذا الفساد؟!
وذكر هل صدر هذا القرار لمكافأة بعض الخليجيين الذين دعموا الانقلاب بالمال والدعم المعنوي في صورة أملاك من أملاك الدولة (أي الشعب) بالمجان؟
واختتم البيان بقوله هل سنستيقظ يوما لنجد أن مصر لم تعد ملكا لنا، وإنما يتقاسمها بعض الخليجيين ورجال الأعمال الفاسدين ورجال الانقلاب المفسدين، وعلى الشعب أن يبحث لنفسه عن وطن؟!