دعا "مركز أبحاث الأمن القومي
الإسرائيلي" حكومة بنيامين نتنياهو إلى المساعدة في عدم تحسين فرص حزب العدالة والتنمية التركي بالفوز في الاستحقاقات الانتخابية.
وفي ورقة صادرة عنه، ونشرها موقعه الجمعة الماضي، حذر المركز من الاستعجال في إجراء مفاوضات مع
تركيا لإنجاز اتفاق مصالحة معها، مشدداً على أن بعض المصالح الاستراتيجية لإسرائيل يمكن أن تتضرر في حال تم إنجاز هذا الاتفاق.
و دعا المركز حكومة نتنياهو للتريث وعدم المسارعة لإنجاز اتفاق قبل انتهاء الاستحقاقات الانتخابية في تركيا، محذراً من أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمكن أن يستغل رغبة إسرائيل في إنجاز المصالحة في مهاجمتها من أجل تسجيل نقاط أمام الرأي العام التركي، مما يعزز فرصه بالفوز.
ونوهت الورقة التي أعدها كل من كبير الباحثين في المركز عوديد عيران، الذي شغل في الماضي منصب سفير إسرائيل في الأردن والباحثة جاليا ليندشتراوس إلى أن لإسرائيل مصلحة واضحة في إضعاف حزب العدالة والتنمية وتقليص فرص أردوغان بالفوز، مشددة على ضرورة أن يتم ربط أي سلوك إسرائيلي تجاه تركيا بهذا الهدف.
ونوهت الورقة إلى أن اتفاقاً مع تركيا قد يهدد التعاون الاستراتيجي الذي تبديه
كردستان العراق، والذي بات مهما جدا لإسرائيل.
وأشارت الورقة إلى إن "إسرائيل" معنية بتعزيز علاقاتها مع أكراد سوريا، سيما في حال تفككت الدولة السورية إلى دويلات ونشأت دولة كردية، وهذا يتناقض مع المصالح التركية.
واستبعدت الورقة أن يصمد أي اتفاق مستقبلي مع تركيا بسبب التناقض الكبير في المصالح بين تل أبيب وأنقرة، مشيرة إلى أن إسرائيل وتركيا ستتصادمان حول مناطق النفوذ في سوريا في حال سقط نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن كلاً من تل أبيب وأنقرة ستكونان معنيتين بهامش حرية كبير في العمل العسكري في سوريا، وهذا قد يقود إلى تصادم.
وحذرت الورقة من أن تمنح تركيا أي دور في تصدير الغاز "الإسرائيلي" لأوروبا، خشية أن يؤدي الأمر إلى منح أنقرة القدرة على التأثير على قطاع حيوي وإستراتيجي، مثل قطاع الغاز.
وأضافت الورقة أن منح تركيا دورا في نقل الغاز لأوروبا يمكن أن يهدد علاقات إسرائيل مع كل من قبرص وروسيا.
وأوضحت الورقة أنه على الرغم من إصلاح العلاقات مع تركيا قد يقلص العزلة المفروضة على إسرائيل حالياً في الساحة الدولية، إلا أن أردوغان قد يسارع إلى نسف هذا الإنجاز في حال فشلت المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بتحميله تل أبيب المسؤولية عن حالة الفشل.
وعبرت الورقة عن تشاؤمها بسبب ثبات شعبية حزب العدل والتنمية في أوساط الرأي العام التركي على الرغم من الاتهامات بالفساد التي توجه للحزب، متوقعة أن يحقق الحزب نصراً كبيراً في
الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية.
وأشارت الورقة إلى حقيقة أن استطلاعات الرأي العام في تركيا تؤكد أن حزب العدالة والتنمية لازال الحزب الذي يحظى بثقة أغلبية الشعب التركي.