عُقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اجتماع
وزراء الخارجية العرب، للتحضير للدورة الـ141 للقمة العربية المقبلة.
وظلّ مقعد سوريا فارغا، في ظل غياب ممثل الحكومة السورية وحضور رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا.
وانخفض تمثيل
قطر في الاجتماع، حيث غاب وزير الخارجية القطري، خالد العطية، وحضر مساعده محمد بن متعب الرميحي.
كما حضر وزير خارجية دولة جنوب السودان، برنابا بنجامين، الذي يشارك لأول مرة فى اجتماع وزراء الخارجية.
ومن المقرر أن تستضيف الكويت القمة العربية المقبلة، خلال يومي 25 و26 آذار/ مارس الحالي.
مقرّرات الاجتماع
وأعلن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية الأحد، رفضه لمطالب الكيان الإسرائيلي بالاعتراف بها كدولة يهودية.
وقال المجلس في بيان صحفي عقب الاجتماع الوزاري، إنه "لن يكون هناك سلام دون اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين والتأكيد على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967".
وأكد المجلس ضرورة انسحاب "إسرائيل" من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 طبقا لقرار مجلس الأمن 242 لسنة 1967.
وشدد على أن مفاوضات التسوية "يجب أن ترتكز على المرجعيات الأساسية المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967، وأن قضايا الحل النهائي لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي هي: الاستيطان والقدس واللاجئون والحدود والمياه والأسرى والأمن".
وأكد المجلس في بيانه رفض كافة السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس وطمس تاريخها الحضاري والإنساني والثقافي والديني والتأكيد على أن جميع هذه الإجراءات باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وجدد التأكيد على أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي وغير قانوني بموجب القانون الدولي، ورفض كافة المحاولات لاعتبار المستوطنات الإسرائيلية والسياسات الاستيطانية وجدار الفصل العنصري في الأراضي المحتلة أمرًا واقعًا، ورفض كافة المحاولات الإسرائيلية الرامية لتفتيت وحدة الأراضي الفلسطينية وكافة الإجراءات أحادية الجانب التي يتخذها الاحتلال.
وشدد المجلس على ضرورة التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين استنادًا لقرار الجمعية العامة 194 ومبادرة السلام العربية لعام 2002، وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية، ورفع الحصار الإسرائيلي غير الشرعي عن قطاع غزة.
بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي خلال الاجتماع، أن القضية المحورية للعرب هي القضية الفلسطينية.
وقال العربي خلال كلمته الافتتاحية، إن مستقبل القضية الفلسطينية ما زال يواجه تحديات بالغة الخطورة، سواء على مسار مفاوضات التسوية الجارية برعاية أميركية، أو على مستوى ما تشهده الأراضي الفلسطينية يوميًا، من انتهاكات وسياسات إسرائيلية لفرض المزيد من الحقائق الجغرافية والديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن "إسرائيل" تصعد من أنشطتها الاستيطانية، كما تواصل عمليات التهويد الكاسحة للقدس المحتلة لتغيير طابعها التاريخي والحضاري والسكاني وتكريس الاحتلال، وفي نفس الوقت تتواصل انتهاكات المستوطنين والمتطرفين للمسجد الأقصى في محاولة لتنفيذ مخطط تقسيمه.
وأكد العربي أن التعنت الاسرائيلي بلغ مداه في اختلاق الحجج الواهية ووضع العراقيل لإجهاض مسار المفاوضات الجارية، فالاحتلال يحاول فرض شروطه التعجيزية على الجانب الفلسطيني لمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية".
ودعا إلى ضرورة بحث جميع البدائل المتاحة، ومنها الذهاب إلى مجلس الأمن، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي وغير تقليدي للتحقق من أن حقوق الشعب الفلسطيني سوف تبقى دائمًا مصانة، حتى تقوم دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية.
الوزير المصري في وادٍ آخر
ومن جهة أخرى، طالب وزير خارجية مصر المؤقت نبيل فهمى، الأحد، الدول العربية بعدم "إيواء الإرهابيين أوالداعين للإرهاب وتجنب تمويلهم".
وفى كلمته خلال اجتماعات مجلس
الجامعة العربية على المستوى الوزاري، قال فهمي إن "خطر الإرهاب في المنطقة بات يفرض نفسه أكثر من أى وقت مضى.. ويُهددَ جهود البناء والنماء".
وأوضح أن "مصرَ لتدعو الدول العربية الشقيقة كافة لإيلاء الأمر أولوية قصوى من خلال تناغم وتواؤم السياسات الداخلية والخارجية الرامية إلى اجتثاث جذوره (الإرهاب) وقطع روافده ومواجهته بقوة ودون تردد أو مهادنة، فمهادنة الإرهاب، لا تقي أحداً شرور وتداعيات هذه الظاهرة المدمرة".
القمة المرتقبة لن تبحث الأزمة بين قطر ودول خليجية
وفي سياق متصل، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله إن القمة العربية المرتقبة في الكويت خلال الشهر الحالي لن تتطرق للأزمة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين.
وأوضح الجار الله إن "هذه الأزمة تعالج في إطار خليجي وبرعاية أمير الكويت بنفسه"، معربا عن ثقته بأن "المعالجة في الإطار الخليجي ستكون كفيلة بانقشاع هذه الغيوم من الفضاء الخليجي قريبا".
وأشار إلى أن الاجتماع سيتناول القضايا الراهنة في العالم العربي بشكل عام، مستبعدا صدور أي قرارات عربية جديدة حول الوضع في سوريا.
وأضاف أن الدول العربية في انتظار تقرير المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
وتحتضن
القاهرة غدا الأحد و لمدة يومين اجتماعا لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لإعداد مشروع جدول أعمال أشغال الدورة (25) للقمة العربية المقرر عقدها يومي 25 و26 آذار/ مارس 2014 بالكويت.
وكانت دول الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية والسعودية ومملكة البحرين قررت سحب سفرائها لدى قطر يوم الأربعاء الماضي، حيث أوضحت الدول الثلاث في بين مشترك أنها "اضطرت إلى اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها".