يكرم
معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الشاعر أبا الطيب
المتنبي (915-965)، كمحور رئيسي لدورته الرابعة والعشرين التي تقام بين الثلاثين من نيسان/ أبريل والخامس من أيار/ مايو في العاصمة
الإماراتية، بحسب ما أعلن المنظمون.
وقال مدير إدارة برنامج المكتبة الوطنية في هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، علي بن تميم، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن "الهيئة ارتأت أن تؤسس لتقليد جديد في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب بدءا من هذه السنة، حيث سيحتفي المعرض بشخصيات ثقافية بارزة؛ وسيطلق أسماءها على كل دورة من دورات المعرض، بحيث يتمحور حولها جزء من البرنامج الثقافي المصاحب، بدءا بالمتنبي".
ويقيم المعرض جناحا خاصا للشاعر العربي الكبير، يحتوى مكتبة عالمية متخصصة جمعت فيها المؤلفات التي كتبت عنه ودواوينه
الشعرية والرسائل الجامعية التي أعدت عنه باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية والإسبانية وغيرها.
واعتبر بن تميم أن المتنبي الذي عاش في القرن العاشر "لا يزال حاضرا في يومياتنا، وملهما في مفاصل كثيرة من الواقع الذي نعيشه، ليس فقط من خلال شعره الذي يلامس الواقع بل أيضا في شخصيته الطموحة والمتحفزة ونظرته الواسعة للعالم".
وأضاف أن "الكثير من الدراسات الأدبية ترى أن المتنبي هو أعظم شعراء العرب لبلاغته الفريدة التي قدم من خلالها أفضل شعر الحكمة والفلسفة والحياة، ونحن نسعى إلى
تكريم المتنبي عبر البحث في تراثه وإعادة تقديمه في المعرض".
ويأتي ذلك فيما تسعى هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة التي تنظم الحدث سنويا، إلى تحديثه بشكل متواصل بحيث يكتسب "أبعادا خلاقة تضفي عليه حيوية وجاذبية أكثر"، بحسب بن تميم.
وستقام سلسلة من المحاضرات والندوات اليومية في "مجلس المتنبي" تستعيد سيرة حياة الشاعر، مثل تتبع رحلة اكتشاف بيته في مدينة حلب، ومشروع تحويله إلى متحف.
كما سيتم تقديم عرض عن مشروع "واحة المتنبي"، وهو موقع متخصص يضم كل ما له صلة به من شعر ومعلومات، مدعمة بعشرات الشروح القديمة والحديثة، وسيتم الكشف عن حقيقة "معجز أحمد" وهو أحد شروحات ديوان المتنبي المنسوبة إلى أبي العلاء المعري.
أما أثر المتنبي على الثقافات الأخرى فسيتم مناقشته من خلال عمل "شفاء العليل" الذي وضع في الهند عام 1782 ويتناول شعر المتنبي، في محاولة لفهم الأسباب التي جعلت من شاعر عاش في القرن العاشر مؤثرا في شعراء الهند في أواخر القرن الثامن عشر.