تستضيف
الكويت القمة العربية، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بمشاركة 14 قائد دولة عربية، وبغياب ثمانية من الروساء والأمراء والملوك، بينهم أربعة يغيبون نظرا لظروفهم الصحية.
وصار من شبه المؤكد عدم بحث القمة للأزمة الخليجية، على خلفية سحب السعودية والإمارات والبحرين سفرائهم من
قطر في الخامس من الشهر الجاري، وذلك بعد قيام الدول الثلاث بتخفيض تمثيلها في القمة.
ووصف وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله، في تصريحات صحفية مساء اليوم الأحد، مستوى تمثيل الوفود المشاركة في القمة بـ"الجيد"، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.
وأضاف الجار الله أن 13 من الملوك والأمراء والرؤساء العرب سيشاركون في اجتماع القمة، بينهم العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان ورؤساء تونس المنصف المرزوقي والسودان عمر البشير ولبنان ميشال سليمان وليبيا (رئيس المؤتمر الوطني العام- أعلى سلطى في البلاد حاليا) نوري بوسهمين، ومصر عدلي منصور وفلسطين محمود عباس.
وأضاف أنه سيشارك أيضا رؤساء موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز واليمن عبد ربه منصور هادي والصومال حسن شيخ محمود وجزر القمر اكليل ظنين وجيبوتي اسماعيل عمر جيلا.
إضافة إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي تستضيف بلاده القمة، ليكون إجمالي القادة العرب الحاضرين 14.
أما أبرز الغائبين عن القمة فهو العاهل السعودي الملك عبدال له بن عبد العزيز ورئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس العراقي جلال طالباني لظروفهم الصحية.
كما يغيب عن القمة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعاهل المغرب الملك محمد السادس ، إضافة إلى سلطان عمان قابوس بن سعيد الذي أصبح من المعتاد غيابه عن القمم العربية.
فيما سيظل مقعد سوريا شاغرا في القمة، بعد عدم حسم تسليم المقعد إلى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، حيث تم ترحيل الأمر إلى اجتماع القادة العرب لحسمه.
وقد اختتم وزراء الخارجية العرب الأحد، اجتماعهم التحضيري للقمة العربية المرتقبة الثلاثاء، وذلك بعد كلمات افتتاحية من وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، دعا فيها إلى إصدار قرار يفرض وقف إطلاق النار بسوريا وإلزام النظام ببدء عملية انتقال سياسي، بينما دعا رئيس الحكومة الكويتية إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية بسوريا.
وأكد العطية في كلمته، أن إحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط "لن يتحقق إلا بعد إيجاد حل عادل ودائم يلبي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، متهما الحكومة الإسرائيلية بالتعنت في مواجهة مبادرات الحل.
وحول الأزمة السورية قال العطية، إن الوضع "بات أكثر تعقيدا بعد مضي ثلاثة أعوام من القتل والدمار المستمر"، داعيا إلى حث مجلس الأمن على تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية "وفق الآليات المتاحة له بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار بقرار ملزم".
ورأى أن ذلك هو "السبيل الوحيد الآن لإنهاء عمليات القتل والتدمير التي يرتكبها النظام السوري ضد السوريين، والبدء في عملية انتقال سياسي".
مسودات قرارات القمة العربية
وفي عرض لمجمل مشاريع قرارات القمة العربية المرتقبة، وافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم، على مشروع قرار سيتم رفعه إلى قمة الثلاثاء، يتضمن ترحيب القادة العرب باستضافة مصر للقمة العربية المقبلة في آذار/ مارس 2015 .
وتم الاتفاق بين زراء الخارجية، على مشروع قرار سيتم رفعه إلى قمة الثلاثاء يؤكد على مكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، بحسب ما قالوا.
وقام الوزراء برفع مشروع قرار، يؤكد أن "وجود النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية مؤقت"، ووجوب العمل على "عودتهم إلى بلادهم في أسرع وقت".
واتفق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار إلى قمة الكويت، يدعو مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤولياته إزاء حالة الجمود التي أصابت مسار المفاوضات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية في جنيف".
ودعا الوزراء إلى "دعم جهود الحكومة اللبنانية ماديا وتقنيا في توفير احتياجات النازحين السوريين ومساعدتها في احتياجاتها".
وأكد وزراء الخارجية العرب، في مشروع قرار رفعوه إلى قمة الكويت القادمة "الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ورفض جميع الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية في هذا الشأن".
وكانت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، ذكرت أن وزراء الخارجية العرب ناقشوا في اجتماعهم التحضيري للقمة العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، أبرزها الأزمة في سوريا، والأزمة الإنسانية للاجئين والنازحين الناجمة عنها، والقضية الفلسطينية وملفات عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة الى مناقشة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له.
وأضافت (كونا) أن الاجتماع سيبحث أيضا الأوضاع في ليبيا واليمن، وتأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وملف دعم السلام والتنمية في السودان والوضع في الصومال، ودعم جمهورية القمر المتحدة، إضافة إلى النزاع الجيبوتي – الإريتري، مع تأكيد ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها.
وسيبحث الوزراء أيضا قضايا مكافحة الإرهاب الدولي، ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي، والسلام الدولي، وجهود إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق، وغيرها من الشؤون السياسية والاقتصادية.
وتعقد القمة في الكويت في ظلّ أزمة في العلاقات بين دول الخليج على خلفية التوتر بين السعودية والبحرين والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، حيث برزت الكويت كوسيط محتمل بين هذه الدول.
الخلافات حول السياسة الخارجية تخيم على القمة العربية بالكويت
وفي سياق متصل، يسعى الزعماء العرب خلال القمة التي ستعقد هذا الأسبوع إلى اتخاذ موقف موحد من التحديات الإقليمية، وخاصة ما يعتبره كثيرون منهم تهديدا من التقارب الإيراني الأمريكي. لكن الخلافات حول السياسة الخارجية قد تجعل الأمر أكثر صعوبة.
وبينما يرى البعض أن الزعماء العرب قد يتفقون في قمتهم على اتخاذ المزيد من الإجراءات الإنسانية لتخفيف وطأة الحرب في سوريا، إلا أن أي بيان يطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد لن يعكس تباين وجهات النظر خلف الكواليس بشأن أسلوب تعامله مع الصراع.
ولن تكون سوريا وإيران نقطتي الخلاف الوحيدتين في اجتماع القمة السنوي المقرر عقده في الكويت يومي 25 و26 آذار/ مارس.
وقالت ابتسام الكتبي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة،إنه لا توجد قمة بدون خلافات، لكن قمة هذا العام ستكون حافلة بالخلافات الحادة التي تمثل عبئا إضافيا على كاهل البلد المضيف.
وتهيمن القضية الفلسطينية على اجتماعات القمة العربية منذ وقت طويل، وهو موضوع تتفق مواقف معظم الدول العربية تجاهه. لكن انتفاضات "الربيع العربي" التي بدأت عام 2011 أحدثت استقطابا حادا في المنطقة.
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن محمد السرميني عضو الائتلاف الوطني السوري قوله: "إن القمة العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت سابق بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في المأساة الكبرى التي يعيشها، وليس بالبيانات فحسب، بل بالوقوف الداعم ماديا وسياسيا وعسكريا".
ويعارض حلفاء سوريا، وبينهم العراق والجزائر ولبنان، أي دعم للمعارضة ويشيرون إلى أن جماعات إسلامية بعضها يرتبط بالقاعدة هي القوة الأكثر تأثيرا في المعارضة المسلحة.
وتشعر هذه الدول أيضا بالقلق من أن تعيد الولايات المتحدة حليفتهم الرئيسية العلاقات الكاملة مع طهران، بعد قطعها لمدة ثلاثة عقود.
ومن المرجح أن يلقي الوضع السياسي المضطرب في مصر بظلاله على القمة؛ فقد أدت التطورات السياسية في مصر إلى تفاقم الخلافات بين قطر التي تدعم الإخوان المسلمين وبين السعودية والإمارات اللتين تعتبران الجماعة تهديدا سياسيا كبيرا لهما.
وقال كريستيان أولرخسن، الخبير في شؤون الخليج بمؤسسة بيكر ومقرها الولايات المتحدة: "أعتقد أن الكويتيين سيحرصون على أن تمر القمة العربية بسلام وبدون أي حرج كبير".