حذر مستشرقان "إسرائيليان" من "التداعيات الكارثية" لأي تحرك "
إسرائيلي" قد يؤثر على موازين القوى بين نظام بشار
الأسد وخصومه.
وانتقد المستشرقان بشكل خاص عمليات القصف العلنية التي نفذها الجيش "الإسرائيلي" ضد مواقع الجيش السوري في القنيطرة، ردا على عملية التفجير التي تمت بالقرب من الخط الحدودي وأسفرت عن إصابة أربعة جنود للاحتلال.
وقال المستشرق يرون فريدمان، إن إسرائيل سارعت لضرب الجيش السوري ظنا منها أن منفذي عملية التفجير هم من أنصار حزب الله، مشددا على أن "الجهاديين" وليس حزب الله هم المسؤولون عن التصعيد الأخير على الحدود مع سوريا مؤخرا.
وتساءل فريدمان، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب في مقال نشرته النسخة العبرية لموقع "يديعوت أحرنوت" أمس قائلاً: "هل يعقل أن نظام الأسد الذي حافظ على الهدوء على الحدود مع إسرائيل طوال 40 عاماً يمكن أن يسمح لحليفه حزب الله أن يشعل الحدود في الوقت الذي يمر فيه النظام في أضعف أوقاته؟".
ونوه فريدمان إلى أن آخر ما يفكر فيه حزب الله هو فتح مواجهة مع "إسرائيل" في الوقت الذي يتوزع فيه الآلاف من عناصره على جبهات القتال المختلفة داخل سوريا لمساندة النظام.
ونوه فريدمان إلى أنه على الرغم من الإنجاز الذي حققه حزب الله بإعادة احتلال "القلمون" غرب سوريا، إلا أن نظرة عامة تدلل على أن النظام وجيشه يخسرون في المواجهة على سوريا.
وأشار فريدمان إلى أن المنطق الذي يوجه "الجهاديين" ويدفعهم إلى تنفيذ عمليات انطلاقا من الحدود من الجولان ولبنان، هو رغبتهم في توريط النظام وحزب الله في مواجهة مع "إسرائيل".
وانتقد فريدمان بقوة قيام "إسرائيل" بشن غارات على مواقع الجيش السوري في أعقاب عملية تفجير العبوة الناسفة، معتبرا أن مثل هذا السلوك يتناقض مع مصالح "إسرائيل" التي تفضل بقاء الأسد على انتصار "الجهاديين"، مشيراً إلى أن الحركات الجهادية تسيطر على أجزاء واسعة من منطقة "القنيطرة" التي يمر فيها الخط الحدودي الفاصل بين "إسرائيل" وسوريا.
وأيد المستشرق إيال زيسير زميله فريدمان، منوها إلى أن مصلحة نظام الأسد تقتضي عدم تفجير مواجهة مع "إسرائيل".
ونوه زيسير في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" في عددها الصادر أمس (الأحد)، إلى أن النظام السوري يعي أن تآكلاً كبيراً طرأ على مصادر الدعم الداخلي التي يحظى بها، حيث أنه يعتمد فقط على دعم أبناء الطائفة العلوية فقط.
وأشار زيسير إلى أن ما يحول دون سقوط نظام الأسد هو عدم توحد قوى المعارضة التي تقاتله، سيما الحركات الجهادية التي يقاتل بعضها بعضا.
وشدد على أن المشكلة الرئيسة التي تواجهها "إسرائيل" تتمثل في حقيقة أن نظام بشار الأسد لا يسيطر على الحدود في الجولان، ما يعني أن حالة الفوضى والاضطرار ستسمح بتنفيذ عمليات تفجير كما حدث مؤخرا.
وشدد زيسير على أن الجماعات الجهادية لا تستهدف "إسرائيل" فقط من أجل توريط النظام وحزب الله، "بل من أجل مراكمة شرعية لوجودها في نظر أنصارها الذين يرون أن المس بالكيان الصهيوني هدف يجب ألا تفضي الحرب الدائرة مع النظام إلى تأخير إنجازه".
وأكد على أنه يتوجب على صناع القرار في "إسرائيل"، أن يتعودوا على حدود تشتعل على نار هادئة.