يشكل النزاع السوري الذي دخل عامه الرابع مرة جديدة الملف الرئيسي على مائدة
القمة العربية التي تلتئم، الثلاثاء، بالكويت في ظل استمرار العنف وغياب أي أفق للحل، كما ليس من المتوقع أن تتطرق القمة إلى مسألة الخلافات العربية والخليجية بحسب مصادر رفيعة المستوى.
وأكد مسؤولون أن الخلافات بين
قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى ليست على جدول أعمال القمة، وذلك لتجنب الملفات المتفجرة على ما يبدو.
مقعد دمشق سيظل شاغرا
وبعد أن جلست المعارضة السورية في القمة العربية الماضية في الدوحة على مقعد دمشق، سيظل المقعد شاغرا، الأمر الذي علله الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعدم استكمال الائتلاف الوطني السوري المعارض الخطوات التنفيذية للحصول على المقعد، بالرغم من اعتبار القمة العام الماضي، من دون إجماع، بأن الائتلاف هو الممثل الشرعي الوحيد للسوريين.
وعلقت الجامعة العربية عضوية دمشق منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.
وسيلقي رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا كلمة أمام القمة، فيما سيلقي المبعوث الدولي العربي لسوريا الأخضر الابراهيمي كلمة يعرض فيها آخر تطورات مهمته.
وقال الابراهيمي، الاثنين، في
الكويت إن العودة إلى الحوار بين النظام السوري والمعارضة في جنيف أمر مستبعد حاليا.
وأضاف الابراهيمي للصحافيين أن "العودة إلى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة، لأن شروطها غير متوافرة".
وأجاب ردا على سؤال عما إذا كان سيزور
سوريا قريبا، قائلا: "خلاص كفاية".
يذكر أن الجلسة الثانية من المفاوضات في جنيف للتوصل إلى حل سياسي للنزاع انتهت إلى الفشل في 15 شباط/ فبراير الماضي.
كما لم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المفاوضات.
من جهته، قال الجربا في بيان وزعه في أعقاب لقاء مع الابراهيمي في الكويت إن "النظام السوري وراء إفشال مؤتمر جنيف".
واعتبر الجربا أن إعلان النظام السوري ترشح الرئيس بشار الأسد لولاية أخرى يشكل "إهانة لكل الشعب السوري (...) بل تفخيخا للعملية السياسية برمتها ودخولا في مرحلة من العنف المستمر".
وجدد الجربا في بيانه الدعوة إلى تقديم الأسلحة للمعارضة بما "يوازن القوى على الأرض" ويدفع باتجاه حل سلمي.
ودعا خصوصا إلى تزويد الجيش السوري الحر بمضادات الطائرات.
وأسفر النزاع السوري منذ اندلاعه في آذار/ مارس 2011 وحتى الآن عن 140 ألف قتيل فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين.
ومن المتوقع أن تطالب القمة العربية مجلس الأمن مجددا إلى التحرك لوضع حد للنزاع.
ويدعو مشروع القرار حول الوضع في سوريا، مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته بعد فشل مؤتمر جنيف بين النظام السوري والمعارضة.
ويجدد مشروع القرار التأكيد على كون الائتلاف السوري المعارض الممثل الشرعي الوحيد للسوريين.
وأعلنت الكويت أن 13 رئيس دولة أكدوا مشاركتهم في القمة.
توتر في العلاقات الخليجية
وفي ذات السياق، تبين الانخفاض النسبي في مستوى التمثيل من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، ووحده أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وصل إلى الكويت لحضور القمة.
يأتي ذلك في ظل استمرار التوتر في العلاقات الخليجية بعد أن سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من قطر معللة ذلك بعدم التزام الدوحة باتفاق خليجي حول عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون.
وتأخذ الدول الخليجية الثلاث على قطر دعمها جماعة الإخوان المسلمين في مصر ودول عربية أخرى، وهي تعتبر الجماعة "منظمة إرهابية".
وستتمثل الإمارات بحاكم إمارة الفجيرة، فيما ستتمثل سلطنة عمان بممثل السلطان، أما السعودية فيرئس وفدها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وكانت سرت توقعات حول تحرك أمير الكويت الشيخ صباح خلال القمة لإجراء وساطة للمصالحة، إلا أن عدة مسؤولين خليجيين أكدوا أن أي تحرك من هذا النوع سيكون "ضمن البيت الخليجي".
بدوره، قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي للصحافيين إنه ليس من المتوقع إجراء مصالحة مع قطر خلال القمة "لأن الجرح عميق جدا".
وكانت مصر سحبت سفيرها من قطر احتتجاجا على ما قالت إنه "ممارسات ضد الشعب المصري ومصالحه" تقوم بها الدوحة.
مشاريع قرارات
وأقر وزراء الخارجية العرب، الأحد الماضي، جميع مشاريع القرارات ومن بينها مشروع لإعطاء السلطة الفلسطينية مئة مليون دولار شهريا.
كما أقر وزراء الخارجية العرب شرعة المحكمة العربية لحقوق الإنسان التي سيكون مركزها في البحرين.
وتم الاتفاق أيضا على أن تعقد القمة المقبلة في القاهرة، وذلك للتأكيد على عودة الدور المصري القيادي في العالم العربي.
القمة تنهي أعمالها الثلاثاء
وفي سياق متصل، قال مسؤول دبلوماسي عربي رفيع المستوى، إن اجتماعات القمة العربية التي ستنعقد الثلاثاء في الكويت، ستنهي أعمالها في غضون يوم واحد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن القمة ستختتم بنشر الدولة المستضيفة "إعلان الكويت" الذي سيصدر عن اجتماع القادة العرب.
وأضاف المسؤول الذي يشارك في أعمال القمة، أن القادة العرب سيختتمون أعمال قمتهم مساء الثلاثاء بعد تقليص المدة من يومين إلى يوم واحد، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى، فيما ينتظر أن يصدر بيان القمة الختامي صباح الأربعاء.
يأتي ذلك في وقت لم يصدر عن إدارة الدورة الـ25 للقمة العربية أي تأكيد بخصوص هذا الشأن.
وتنطلق في وقت لاحق الثلاثاء، أول قمة عربية تستضيفها الكويت، بمشاركة 14 من رؤساء وقادة الدول العربية، وغياب 8 قادة عرب، في ظل خلافات عربية-عربية تخيم على أجواء القمة.
ومن المقرر أن يلقي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كلمة في افتتاح القمة بعد تسلم رئاسة الاجتماع من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر رئيس الدورة العادية الرابعة والعشرين للقمة (السابقة) التي عقدت في مارس/ أذار من العام الماضي بالعاصمة الدوحة.
الجلسة الافتتاحية
ويذكر أن الجلسة الافتتاحية للقمة تتضمن كلمات يلقيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، والممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي.
كما تتضمن الجلسة كلمات للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد بن امين مدني، ورئيس البرلمان العربي، أحمد محمد الجروان، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، اريستوس مونشي.
ومن المقرر أن يصدر القادة العرب في ختام قمتهم (إعلان الكويت) الذي سيتضمن قضايا سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية معاصرة في المنطقة تعبر عن هموم وشجون الوطن العربي.
ويذكر أنه اكتمل وصول 17 من قادة ورؤساء وفود الدول العربية إلى الكويت عشية القمة العربية التي تنطلق في البلاد الثلاثاء، هذا إلى جانب وفد الكويت التي تستضيف القمة.