أثار إعلان وزير الدفاع عبد الفتاح
السيسي، استقالته من منصبه وترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة في
مصر، ردود أفعال غاضبة من رافضي الإنقلاب العسكري، مؤكدين أنه بذلك يقترب من نهايته.
وتوعد المعارضون السيسي بألا يهنأ يوما واحد منذ الآن، وأنهم سيواصلون مقاومة الإنقلاب بشتى الطرق.
ولم يصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية بيانا رسميا حتى الآن بشأن هذه الخطوة المتوقعة، لكن مكونات التحالف، وغيره من القوى
المعارضة، أعلنت رفضا واسعا لترشح السيسي.
الفأر دخل المصيدة
وقال القيادي في جماعة
الإخوان المسلمين إبراهيم منير: "إنه لن يكون هناك استقرار أو أمن في ظل رئاسة السيسي".
وأكد منير في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية من لندن، حيث يقيم "لن يكون هناك إستقرار أو أمن في ظل رئاسة عبد الفتاح السيسي".
من جانبه قال علي خفاجى أمين شباب حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسي للإخوان - بالجيزة إن ترشح السيسي أسعد مؤيدي ومعارضي الإنقلاب، مضيفا "الفار دخل المصيدة" في إشارة إلى السيسي.
وتابع خفاجي - خلال حديثه لقناة "الجزيرة مباشر مصر" مساء الأربعاء - : "السيسي أعلن اليوم عن تشكيل الحزب العسكري النازي الجديد، مضيفا "نحن سعداء لأن خطابه تحول إلى وعود براقة بالرخاء، إلى الشكوى من ضعف الإقتصاد وصعوبة المرحلة، وأن الفشل سيصيبه إذا لم يقف الشعب معه".
وسخر مجدي حسين رئيس حزب "الاستقلال" - العمل سابقا - مما جاء في بيان المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية، حول عدم قيامه بحملة انتخابية تقليدية.
وقال حسين عبر حسابه على "فيس بوك": "السيسي يمهد بأنه لن يقوم بحملة انتخابية تقليدية، ويقصد أن حملته ستكون فى الفنادق وعبر التليفزيون، لأنه لا يستطيع أن يتعرض للجماهير، يبدو أن السيسي سيخوض المعركة الانتخابية المزعومة من الخنادق".
توريط الجيش
وقال الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية: "إن ترشح السيسي للرئاسة هو أكبر عملية نصب سياسي، أفضت إلى أبشع انقلاب عسكري، وأن كل من شارك فيها ملزم باعتذار واجب للشعب المصري، عن كل ما جرى منذ 30 يونيو وحتى اليوم".
وأضاف عبر فيس بوك، "أن أهم دلالات ترشح السيسي، هي أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أصبح حزبًا سياسيًا يرشح من بين أعضائه رئيسًا للجمهورية، ينافس من لا قبل لهم بمنافسته إذا سمح لهم بذلك".
وتابع الزمر، أن اقتحام القوات المسلحة الساحة السياسية بهذا الشكل، يدل على غياب الحس الوطني لدى من ورط الجيش فى هذا المستنقع، فالعواقب وخيمة جراء فشل مرشح الجيش فى مهمة رئيس الجمهورية، وهو متيقن والعواقب وخيمة إذا وقف قادة الجيش خلف رجلهم عندما يخرج الشعب ليقول له ارحل.
وأضاف أن كل القرائن تؤكد أن السيسي ليس مرشحا لمصر، بقدر ما هو مرشح قوى دولية وإقليمية، ترى فيه تحقيقا لمصالحها فى المنطقة، بل ومصالحها داخل مصر.
بينما علق محمد حسان المتحدث الإعلامى للجماعة الإسلامية، على ترشح السيسي للرئاسة بقوله: "لم أر فى حياتى كذباً مثل هذا الكذب, فالسيسي يقتل الطلبة بالنهار فى الجامعات، وفى الليل يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية".
وأضاف في تصريحات صحفية ": "أتحدى السيسي أن ينظم مؤتمرات انتخابية بالمحافظات، لكى يرى الجميع الشعبية الزائفة التى يتمتع بها السيسي", مشيراً إلى "أن التحديات التى تواجهه مثل محاربة الإرهاب هي في الحقيقة وهم، لأن الإرهاب هو صنيعة السلطة الحالية" .
وقال علاء أبو النصر الأمين العام للحزب البناء والتنمية: "إن استقالة ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية، يثبت أن ما حدث فى 3 يوليو انقلاب عسكري مكتمل الأركان، ووفر على المعارضين مجهودا لإقناع المخدوعين في الجيش بحقيقة الأمر".
مهزلة سياسية
وقالت حركة شباب 6 إبريل على صفحتها الرسمية على فيس بوك: " إن السيسى هو مرشح الحزب الحاكم فى مصر، "حزب المؤسسة العسكرية"، يسقط ورقة التوت الأخيرة عن تحرك الجيش فى 3 يوليو، ويعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، ومعها يعلن رسميا أنه قائد الانقلاب وقائد الثورة المضادة".
وأكد أحمد شوقي القيادي في الحركة، أن السيسي خالف وعوده السابقة، التي قطعها على نفسه في 3 يوليو الماضي، وأنهى الأمال في إقامة دولة مدنية".
وأضاف شوقي في مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر مصر: "ترشح السيسي يؤكد أن 3 يوليو انقلاب عسكري، وأننا أمام مهزلة سياسية"، معتبرًا أن الجولة الأصعب في تاريخ الثورة المصرية بدأت، وستطيح بكل الوجوه الفاسدة وبالانقلاب العسكري".
من جانبه قال حسام مؤنس مدير الحملة الانتخابية للمرشح المحتمل حمدين صباحي: "إن إعلان السيسي ترشحه مرتديا الزي العسكري، وعبر التليفزيون الرسمي للدولة، هو انتهاك واضح وغير مقبول".
وأكد مؤنس في تصريحات لصحيفة "الوطن"، أن "السيسي كما قال في بيانه إن هناك أشياء غير مقبولة في مصر مثل المرض والبطالة، فإن خروجه بالزي الرسمي أيضًا غير مقبول"، مضيفًا: "من حق المشير أن يعلن ترشحه، لكن بالزي المدني وليس بالزي العسكري".
وأضاف مؤنس: "الأمر غير المقبول نهائيا، أن هناك وزير دفاع مستقيلاً، أعلن ترشحه للرئاسة"، متسائلاً: "ما موقف التليفزيون الرسمي الذي أذاع هذا الخطاب، والقوات المسلحة التي سمحت للسيسي بالخروج بالبدلة العسكرية، بعد أن استقال من القوات المسلحة؟".
وأشار إلى أن السيسي استمر في تحميل الشعب المسؤولية عن الفشل، وليس السلطة، وواصل دعوة الشعب إلى تحمل المزيد من الأعباء.