قال مصدر في مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف
القرضاوي، أن الأخير "سيلقي خطبة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة الجمعة".
وتعد المرة الأولى التي يلقي فيها الشيخ القرضاوي
خطبة الجمعة بعد الأزمة الخليجية، التي نشبت في أعقاب إعلان
السعودية والإمارات والبحرين سحب سفراءها من
قطر في آذار/ مارس الماضي.
وقالت الدول الثلاثة في بيان لها إن "الدوحة لم تحترم اتفاقا ينص على عدم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، بينما قالت الدوحة إن هذا الموقف مرتبط باختلافات بشأن قضايا خارج نطاق الخليج.
وستكون خطبة الجمعة هي الأولى التي يلقيها الشيخ القرضاوي منذ خطبته في 21 شباط/ فبراير الماضي، التي غاب قبلها لنحو الشهر بعد خطبته في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي وجه فيها انتقادات لدولة
الإمارات، وانتشرت في أعقابها شائعات أنه تم منعه من الخطابة.
مكتب القرضاوي ينفي نقل مقر إقامته
وفي سياق متصل، نفى المصدر بمكتب القرضاوي، صحة تقارير صحفية تحدثت عن نقل إقامته من الدوحة إلى تونس.
وأكد المصدر أن ما نشر بهذا الشأن "عار عن الصحة"، معتبرا أن إلقاء القرضاوي خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، يعد أبرز رد على مروجي تلك المغالطات.
وكانت جريدة "العرب" اللندنية نقلت في عددها الصادر الخميس عما وصفتها بمصادر مطلعة عن توصّل قطر وتونس إلى اتفاق شبه نهائي حول نقل مقر إقامة القرضاوي من الدوحة إلى تونس، ضمن ما وصفتها بـ "صفقة" بعد الأزمة الخليجية الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مقرر الدستور والنائب بالمجلس التأسيسي عن حركة النهضة، الحبيب خضر، بحث ترتيبات عملية الانتقال مع القرضاوي أثناء اللقاء الذي جمع بينهما الأسبوع الماضي في الدوحة، وهو ما نفاه مصدر بمكتب القرضاوي.
وكان القرضاوي قال في تصريحات له الأسبوع الماضي إنه لن يترك قطر كما أن قطر لن تتركه.
وحول غيابه عن الخطابة في مسجد عمر بن الخطاب منذ عدة أسابيع، ذكر القرضاوي في تصريحات له الأسبوع الماضي أنه "متوقف لأسباب شخصية وليس لشيء آخر".
وفيما يتعلق بقرار السعودية سحب سفيرها من قطر قال القرضاوي: "سوف يتاح حل هذه الأمور إن شاء الله".
وتتهم الإمارات الشيخ القرضاوي بالتدخل في شؤونها عبر توجيه انتقادات لها في خطبه من الدوحة.
وقبيل أزمة سحب السفراء، شهدت العلاقات بين الإمارات وقطر احتقانا، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في 2 شباط/ فبراير الماضي استدعاءها، سفير قطر في أبو ظبي، فارس النعيمي، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على خلفية ما وصفته بـ"تطاول" القرضاوي، في خطبة بالدوحة، وجه خلالها انتقادات للإمارات في كانون الثاني/ يناير الماضي، في خطوة كانت غير مسبوقة في العلاقات الخليجية.
وانتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإمارات في خطبته، قائلا: "إنها تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون".
وأضاف أنها تؤوي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أحمد شفيق، الذي وصفه بأنه “من رجال حسني مبارك (الرئيس المصري المخلوع)".
وتدعم الإمارات السلطة الحالية في مصر، وتعتبر الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي "ثورة شعبية"، فيما تتهم القاهرة قطر بدعم أنصار مرسي، والذي تعتبر القرضاوي واحدا منهم.
وفي الخطبة التي ألقاها في 21 شباط/ فبراير الماضي، قال القرضاوي إنه سيظل "يخطب ويقول كلمة الحق يرضى بها من يرضى ويغضب منها من يغضب".