افتتحت الخميس الماضي، علنا ودون مواربة، "دورة" تدريبية لعشرات الشباب اليهودي في القدس المحتلة بهدف إعدادهم لمهمة بناء ما يعرف بـ "الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد
الأقصى.
وكشفت النسخة العبرية لموقع "المونتور" الجمعة الماضي، النقاب عن أن الدورة التي يشرف عليها ما يعرف بـ "
معهد الهيكل"، الذي يديره الحاخام يسرائيل أرئيل تستعين بعدد كبير من
الحاخامات والخبراء، في تدريب الشباب، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تحظى بدعم عدد كبير من الساسة
الإسرائيليين، الذين يزورون المعهد ويشدون على أيدي الحاخام أرئيل.
وأوضح الموقع أن من بين الخبراء الذين يشاركون في الدورة علماء آثار، حيث يقدمون معلومات حول الطبوغرافيا، في حين يركز الحاخامات على شرح "المسوغات الفقهية" التي توجب بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى.
واستدرك الموقع أنه على الرغم من أن "معهد الهيكل" هو الذي يشرف على الدورة، إلا أن هناك عدد كبير من المؤسسات اليهودية يسهم في الدورة، منوهاً إلى أنه كل شاب ينتسب للدورة يدفع مبلغ 1000 شيكل ما يعادل 290 دولار، كرسوم لقاء الدورة التي ستستمر شهرين، بحيث يحصلون على درسين كل أسبوع.
ونوه الموقع إلى أن الجهات التي تقف خلف الدورة نجحت منذ عامين في تأسيس لوبي داخل الحكومة والبرلمان يدفع نحو تغيير الواقع القانون والديني في المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الحاخام إسرائيل أرئيل لعب دوراً مهماً في إقناع نواب حزب الليكود في تمرير مشروع قانون للكنيست يقضي بتفعيل السيادة اليهودية على المسجد الأقصى.
ويذكر أن وزراء ونواب من حزب الليكود الحاكم يطالبون علانية بوضع المسجد الأقصى تحت إشراف وزارة الأديان "الإسرائيلية" وتقسيم مواعيد الصلاة بين المسلمين واليهود في المسجد، تماماً كما هو الحال في المسجد الإبراهيمي.
من ناحيته حمل الدكتور جميل حمامي، عضو الهيئة الإسلامية في القدس والمحاضر في جامعة "القدس" الحكومة "الإسرائيلية" المسؤولية عن أي مخطط يهدف لتغيير الواقع في المسجد الأقصى، محذراً من أن
الفلسطينيين لا يمكنهم أن يقبلوا بنتيجة أي سلوك ينجم عن استخدام القوة.
وفي تصريحات لـ "عربي 21" أوضح حمامي أنه لا يمكن لقادة المستوطنين أن يقدموا على ما أقدموا عليه لولاء حصولهم على الضوء الأخضر من الحكومة والكنيست في "إسرائيل".
واعتبر حمامي أنه لا يمكن فصل الإجراءات التي يقوم بها "معهد الهيكل" عن حملات الاستفزاز التي يقوم بها وزراء ونواب من الحكومة "الإسرائيلية" والذين يقودون بأنفسهم عمليات الاقتحام التي يتعرض لها المسجد الأقصى.
وحمل حمامي بشدة على السلطة الفلسطينية، متهماً قيادتها بإهمال قضية القدس وعدم وضعها على قلب الأجندة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن اتفاقات "أوسلو" والمفاوضات منحت "إسرائيل" هامش المناورة الذي تحتاجه من أجل تكريس الأمر الواقع في المدينة.
وحث حمامي السلطة على تخصيص موازنة للنهوض بالمدينة المقدسة ودعم صمود مواطنيها، محذراً من خطورة أزمة السكن التي يواجهها المقدسيون والتي تقلص قدرتهم على الصمود في المدينة.
وحث الحمامي على إنهاء حالة الانقسام الداخلي، محذراً من أن الانقسام أسهم في تقليص الاهتمام الوطني بالمدينة وقضيتها.
وهاجم حمامي بشدة الدعوات التي تصدر في بعض الدول العربية لـ "شد الرحال" للمسجد الأقصى، على الرغم من أنه تحت الاحتلال، محذراً من أنه من المعيب ألا يحرص العرب على تحرير الأقصى قبل التفكير بشد الرحال إليه، مشدداً على أن إسرائيل هي الطرف الوحيد المستفيد من هذا السلوك.