قال وزير التخطيط والتعاون الدولي
المصري أشرف العربي إن مصر تعتزم رفع أسعار
الكهرباء لأغنى 20 في المئة من مواطنيها قبل انتخابات الرئاسة في نهاية مايو أيار لأن البلاد "ليس لديها وقت تضيعه" في بدء الإصلاحات.
ونقلت وكالة رويترز عن العربي قوله إن قرار رفع أسعار البنزين سيتخذ "قريبا جدا" ولكنه امتنع عن ذكر تفصيلات أخرى.
ويشير إحساس العربي بإلحاح الموقف إلى أنه لأول مرة منذ سنوات تتخذ مصر نفس موقف صندوق النقد الدولي الذي يحث منذ فترة طويلة مصر على إقرار إصلاحات هيكلية مثل خفض الدعم المكلف بشكل تدريجي.
وبعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بحسني مبارك تضخمت تكاليف دعم الطاقة المرتفعة بالفعل إلى خمس إنفاق الدولة، في الوقت الذي هبطت فيه قيمة الجنيه المصري مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الواردات.
وقال وزير المالية المصري الشهر الماضي إن الإنفاق على دعم الطاقة العام المقبل سيزيد بما يتراوح بين 10 و12 في المئة عن المبلغ المخصص لذلك في الميزانية والذي يبلغ 130 مليار جنيه مصري (19 مليار دولار) مالم تجر إصلاحات فورية.
وقال العربي في مقابلة على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن إن " نظام دعم الطاقة هذا غير قابل للاستمرار ولا نستطيع تحمل استمرار ذلك.
"ليس لدينا وقت نضيعه.. من الأفضل لمصر أن تبدأ في بعض من هذه الإجراءات قبل انتخابات الرئاسة على الأقل وذلك فقط لتمهيد الطريق أمام الرئيس المقبل لجعل الحياة أيسر."
وامتنع العربي عن تحديد حجم ارتفاع سعر الكهرباء قائلا إن هذه المسألة مازالت قيد البحث. وشدد أيضا على أن زيادات الأسعار ستكون تدريجية وقد يستغرق تنفيذها بشكل كامل ما بين ثلاثة وخمسة أعوام.
وقال إن الحكومة وافقت على تخصيص ما لا يقل عن 15 في المئة مما توفره من الدعم للبرامج الاجتماعية وللفقراء.
وأردف قائلا "هذا سيفيد الفقراء لأننا سنأخذ هذا من الأغنياء ونعيد تخصيصه للفقراء والإنفاق الاجتماعي.
"ولذلك فإنني أعتقد أن لدينا شيئا طيبا نقدمه للشعب المصري."
وتبيع مصر كثيرا من منتجات الطاقة بأسعار تقل بشكل كبير عن تكلفة الإنتاج. ولكن الحكومات المتعاقبة قاومت مهاجمة هذا النظام خشية أن يثير رفع أسعار
الوقود اضطرابات.
وحاولت بالفعل حكومة الرئيس السابق محمد مرسي خفض الإنفاق لاحتواء تضخم العجز في الميزانية وأجرت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على برنامج قروض كان سيلزم مصر برفع الضرائب وخفض الدعم ولكن المفاوضات لم تستكمل قط قبل عزل مرسي في تموز/ يوليو الماضي.
ومنذ ذلك الوقت ومصر تعتمد على مليارات الدولارات من المساعدات من السعودية ودولة الإمارات والكويت.
وقال كريستوفر جارفيس رئيس بعثة صندوق النقد الدولي لمصر في لقاء مع الصحفيين في وقت سابق "ما أعتقد أنه يجب على مصر أن تفعله هو استمرار الدعم الخليجي لتوفير مجال لالتقاط الأنفاس ومن ثم يمكن أن يكون الإصلاح تدريجيا ولا تضطرون للقيام بإصلاحات مفاجئة بسبب نفاد المال.
"أعتقد أنه كلما سارعنا بالإصلاح كلما كان أفضل. ولكن أعتقد أنها عملية يمكن أن تستغرق عدة سنوات."
وقال العربي إن مصر تعتزم رفع أسعار البنزين "قريبا جدا"، وامتنع عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وأضاف أن الحكومة ستقوم بحملة أكبر لتوزيع بطاقات ذكية للوقود، وهو جزء من برنامج لخفض التكاليف لهذه السلعة المدعومة بشكل كبير من خلال خفض ما يسمى بعمليات "التسرب" أو التهريب وبيع البنزين في السوق السوداء.
وقالت الحكومة في أكتوبر تشرين الأول إنها ستطبع خمسة ملايين بطاقة ذكية لتوزيعها على قائدي السيارات الذين سيستخدمونها لشراء البنزين والديزل من محطات البنزين مما يسمح للحكومة بتعقب ومراقبة عمليات التوزيع.
وقال العربي إنه لم يتم حتى الآن سوى توزيع مليوني بطاقة ذكية أو نحو ذلك، وإن الحكومة تعتزم توزيع باقي البطاقات خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة.
وأضاف العربي "فور سريان نظام البطاقات الذكية هذا سنوفر ما بين 15 و20 في المئة من عمليات التسرب في النظام".
وقالت السلطات في مصر أيضا، يوم الأحد، إنها تعتزم تطبيق نظام البطاقات الذكية لتوزيع الخبز المدعوم بحلول تموز/ يوليو.
ويدلى المصريون بأصواتهم في انتخابات رئاسية يومي 26 و27 أيار/ مايو، من المتوقع أن يفوز فيها بسهولة عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق.
وقال العربي إن أي مرشح للرئاسة في مصر سيدعم المضي قدما في إصلاح الدعم وإجراء تغييرات أخرى في
الاقتصاد.
وأضاف إن "التحديات المصرية معروفة للجميع بشكل جيد.. نستمر في الكلام عن نفس هذه المشكلات خلال الثلاثين أو الأربعين عاما الماضية على الأقل.. حان وقت الإصلاح."
وفي وقت سابق قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر محمد شاكر إن الحكومة لن تتمكن من القضاء على انقطاع الكهرباء خلال الصيف وهو اعتراف بأزمة الطاقة الحادة التي تواجه البلاد.
وأضاف شاكر في تصريحات نشرتها صحيفة الأهرام الحكومية السبت أن "القضاء على انقطاع الكهرباء أو تخفيض الأحمال خلال الصيف القادم أمر مستحيل".
واستمرت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر خلال السنوات الماضية ولم تتوصل الحكومات المتعاقبة لاستراتيجية مناسبة للاستفادة من احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة مع زيادة الطلب على الوقود بسبب الزيادة المتسارعة في عدد السكان.