فيما يبدو ردا على التسريبات والأخبار الكثيرة التي نشرتها وسائل الإعلام بخصوص مسؤولية جيش النظام السوري عن مقتل فريق قناة "المنار" التابعة لحزب الله، قامت دوائر الحزب بتسريب رواية تفصيلية لوسائل الإعلام المقربة منها تنفي القصة، وتؤكد مسؤولية "العصابات المسلحة" عن مقتل الفريق المكون من حمزة الحاج حسن ومحمد منتش وحليم علوة.
واتهم
حزب الله مباشرة دوائر "14 آذار" وتيار المستقبل بتسريب الأنباء "الكاذبة"، حول مسؤولية جيش النظام عن مقتل الفريق. ويبدو أن التسريبات قد تركت أثرا في الأوساط السياسية والشعبية، الأمر الذي استدعى نفيها برواية "عسكرية".
وكانت بعض الصحف والمواقع قد ربطت بين تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله، التي أعلن فيها أن قواته حققت المطلوب منها في
سوريا، وأن النظام السوري لم يعد آيلا للسقوط بفضل تضحيات حزبه ومقاتليه والانتصارات التي حققوها على الأرض، وبين ما جرى لمراسلي قناة "المنار".
وفيما يبدو ردا تفصيليا على الروايات المذكورة، قام الحزب بنشر رواية تفصيلية، مع صور توضيحية للواقعة. وقال حسبما نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة منه، إنه "بعد السيطرة على بلدة الصرخة، تقدمت الوحدات العسكرية نحو بلدة معلولا سالكة اتجاهين، الأول من الجهة الشمالية، حيث تمت السيطرة على مرتفعات معلولا وفندق (السفير) والحارة الغربية، والثاني من الناحية الشرقية حيث حررت كامل الحارات الشرقية، ودوهمت المنازل داخل البلدة، حيث عثر على بعض الأسلحة التي خلّفها المسلحون. عندها أُعلنت السيطرة الكاملة على البلدة واعتبرت منطقة آمنة، وسمح لوسائل الإعلام بالحضور إليها".
وأضافت الرواية أنه بعد ذلك "سرعان ما وصل موفد من التلفزيون السوري ومراسل (المنار) في سوريا جعفر مهنا. وعند الساعة الـ 2:10، فتح بث مباشر من أمام فندق (السفير). في هذه الأثناء كان فريق (المنار) القادم من لبنان قد وصل، وضم عددا من الزملاء، واستقبلهم الشهيد منتش بصفته من الإعلام الحربي وعارفا بكل تفاصيل المنطقة، فاصطحبهم إلى معلولا، وكانت الساعة حوالي الـ 3:10 بعد الظهر، في وقت كانت فيه الفرق الإعلامية الأخرى لا تزال موجودة أمام الفندق المشرف
على معلولا. وبعد وصول فريق (المنار)، جرى الاتفاق مع الشهيد منتش على بدء البث المباشر من الساحة القريبة لدير مار تقلا. وتوجه الجميع في ثلاث سيارات؛ الأولى يقودها منتش، والثانية هي سيارة النقل المباشر، والثالثة كانت سيارة الحاج حسن. بعد وصول الموكب إلى الساحة القريبة من الدير، كانت الأجواء عادية، وجنود الجيش يتجولون بشكل عادي. ولدى انعطافهم يسارا باتجاه الدير، عند الساعة الـ 3:30، تعرض موكبهم لرصاص غزير ومباشر من ثلاثة مسلحين شوهدوا بالعين المجردة من قبل العناصر العسكريين المتمركزين في فندق (السفير) المشرف على الموقع، ومن قبل بعض الصحافيين كمراسل قناة (العالم) حسين مرتضى".
وتؤكد رواية الحزب أنه "نتيجة إطلاق النار الكثيف على السيارات، فقد أصيب كل من كان بداخلها، ما أدى الى استشهاد منتش على الفور، ثم علوة، كما أصيب الحاج حسن الذي حاول الرجوع بسيارته إلى الخلف قبل أن يخرج منها، ليصاب برصاصة أخرى أدت إلى استشهاده". ولتأكيد صحة الرواية، قال الحزب إن "أحدا لم يكن يعلم بقدوم فريق (المنار) من بيروت، كما أن قرار التغطية المباشرة من معلولا، وبالتحديد من داخل البلدة، اتخذ في لحظته".
وقال إعلامي لبناني رفض الكشف عن اسمه لـ"عربي21"، إن "تقديم كل تلك التفصيلات من قبل حزب الله بشأن مقتل فريق (المنار) يمنح مزيدا من المصداقية للرواية الأخرى بدل أن ينفيها"، كما أنه يشير من جهة أخرى برأيه إلى صحة ما ذكر "حول ضيق النظام بتصريحات الحزب وأمينه العام، حول دور الحزب في التقدم الذي تم إحرازه في الآونة الأخيرة".