أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن قرارا بفصل ثلاثة من قياداتها المشاركين في
المبادرة الأردنية للبناء "
زمزم"، بقرار من محكمة داخلية.
من جهته أكد القيادي في المبادرة جميل دهيسات لـ"عربي 21"، الأحد، تلقيه قرارا خطيا يفيد بفصله من الإخوان، لكنه رفض تسلمه، وعبّر عن استهجانه لهذا القرار، إلى جانب قرار الفصل لكل من منسق مبادرة "زمزم" رحيل غرايبة، ونبيل الكوفحي.
من جهته رفض نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، زكي بني ارشيد، التعليق على الخبر.
وأكد لـ"عربي 21"، أن الجماعة تتيح لأي ممن يصدر بحقهم قرار الفصل بأن يتقدموا باستئناف لدى المحكمة الإخوانية.
واعتبر دهيسات أن تداعيات القرار خطيرة وكبيرة على الجماعة، "وهي في أمس الحاجة الآن للتوافق في ظل الظروف التي تعيشها الحركة الإسلامية في المنطقة، وما تواجهه من ضغوطات، وليست بحاجة الآن لتزيد من الفرقة".
ولم يستغرب دهيسات امتناع الجماعة التعليق على الموضوع، وقال: "لقد عملوا عملا كبيرا وتجاهلوا التاريخ الطويل الذي عشناه مع الجماعة، والجهود التي قدمناها، وما تحملناه في سبيل الدعوة، أرى أنهم في مأزق الآن من القرار".
واعتبر أن القرار ليس قانونيا، وغير موفق في توقيته ولا مضمونه.
وأكد دهيسات أن سبب الفصل يعود لإطلاق المبادرة الأردنية للبناء "زمزم"، الخطوة التي سببت جدلا داخل أروقة الإخوان، فيما اعتبرت قيادات في الحركة ومناصرون لها أن فكرة المبادرة "خطوة على طريق الانشقاق الداخلي".
ولكن دهيسات قال إن "زمزم" مكملة لدور الحركة الإسلامية، وليست انشقاقا على أحد، ولا يوجد في قانون الجماعة ما يمنع إطلاق مبادرة، "لم نخالف التنظيم، وليس لدينا النية للانشقاق، على خلاف مزاعم البعض".
وتابع: "لا يوجد أي خلاف بيننا وبين المكتب التنفيذي للجماعة، "هم من ابتدأ وصعدوا الأمر وأحالونا للمحاكمة".
من جانبها، أصدرت "زمزم"، بيانا صحفيا وصل "عربي 21" نسخة منه، قالت فيه إن "الإساءة إلى هذا النفر (في إشارة إلى القيادات الثلاثة) الذين يحملون هذه الأفكار، ويسعون جاهدين إلى تعزيز الوحدة الوطنية بهذا الفكر المعتدل، تدل دلالة واضحة على أن هناك فئة ما زالت تعيش فكر العزلة والانغلاق والجمود".
وأحالت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، القيادات الثلاثة إلى تحقيق داخلي لمشاركتهم في المبادرة، دون إذن مسبق من الجماعة، وبما يخالف لوائحها الداخلية.
وأعلنت نحو 500 شخصية أردنية عن المبادرة الأردنية للبناء "زمزم"، أوائل تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حفل أقيم في المركز الثقافي الملكي، وسط العاصمة الأردنية عمان؛ سعيًا إلى إيجاد "مبادرة مجتمعية توافقية، تنهض بالحياة السياسية والاجتماعية وفق رؤية إسلامية وسطية"، بحسب المنظمين، الذين قالوا إن عددا من جماعة الإخوان شاركوا في المبادرة.
يشار إلى أن المبادرة، لا تشارك فيها جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي، بل دعت أعضاءها لمقاطعتها، وأحالت منظميها للمحكمة الداخلية.