قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن رد فعل رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصريحات الرئيس
الفلسطيني محمود عباس التي شجب فيها الهولوكوست باعتباره "جريمة شنيعة" تعتبر صورة عن الطريقة التي يتعامل بها نتنياهو مع الصراع واستمرار الاستيطان في
الضفة الغربية للأبد.
وقالت الصحيفة: "أي فرصة ذهبية وكريمة ضيعها نتنياهو، فهناك الكثير من الرجال والنساء من أصحاب النوايا الطيبة على الطرفين، وعباس قال في السابق ما لم يقله أحد، ولو وجد زعيم إسرائيلي من عيار ثقيل لفعل شيئا مع مبادرة زعيم فتح، وبدلا من ذلك رماها نتنياهو تحت قدمه".
وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها هذه على أن تصريحات عباس التي نشرت في نهاية الأسبوع بأنه يجب الترحيب بها وبشدة.
ومع أن التصريحات هذه تزامنت مع "ذكرى يوم الهولوكوست" وعلى ما يبدو لها حساباتها الخاصة إلا أن الحاخام الأمريكي اليهودي مارك شناير والذي تحدث إليه عباس في رام الله، الأسبوع الماضي يؤكد أن التصريحات "من القلب وصادقة".
وتضيف الصحيفة أن الطرفين -ولعقود طويلة- وجد كل واحد منهما تبريرا للمعاناة الاستثنائية وللألم الذي مارسه طرف على الآخر. فإنشاء إسرائيل كـ "حامية عسكرية" واحتلالها غير المشروع للضفة الغربية والذي مضى عليه نصف قرن تقريبا، تقول إنها تفعل هذا لدواعي الضرورة ولمنع حدوث إبادة جديدة للشعب اليهودي. فيما يبرر الفلسطينيون تبني العنف ضد إسرائيل بسبب سيطرة إسرائيل الدائمة على أراضيهم.
وعليه تقول الصحيفة إن تحقيق أي تقدم لإنهاء النزاع يعني وقف "حوار الطرشان" هذا. ومن هنا فلفتة الرئيس الفلسطيني عباس واعترافه بالكابوس التاريخي الذي نزل على اليهود هي لفتة نادرة ويجب الترحيب بها.
ومع ذلك ترى "إندبندنت" أن "التوقيت مثير للفضول، فمع مرور الموعد على الجدول الزمني الذي وضعته الولايات المتحدة للمفاوضات والذي ينتهي غدا، إلا أن أحداث الأسبوع الماضي تظهر أن المحادثات "ميتة"، فموافقة عباس للعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس، استنكرها نتنياهو بسرعة واعتبرها سببا لوقف كل العملية التفاوضية، قائلا "هل يريد سلاما مع حماس أم إسرائيل، يمكنك الحصول على سلام واحد ولكن ليس مع الكل".
وترى أن السرعة التي تصرف فيها نتينياهو وأوقف فيها المفاوضات "تذكرنا بالقوة النسبية التي يتمتع بها كل طرف في كفاحه على الدوام غير متساو، فالاقتصاد الإسرائيلي يعيش حالة إزدهار، أما الفلسطيني فيعيش في غرفة الإنعاش، ودعم أمريكا لإسرائيل في أقوى مراحله، حماس ضعيفة وتضررت من عمليات الملاحقة للإخوان المسلمين في مصر، فيما تتعرض مصداقية عباس الديمقراطية لامتحان".
وتشير الصحيفة لحوار تم بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونتنياهو والذي أكد فيه أن الوضع القائم لا يمكن "استمراره" حيث قال أوباما "يأتي وقت عندما لا تستطيع السيطرة على الوضع... وعندها هل تستسلم لما يمكن أن يعتبر احتلالا دائما للضفة الغربية؟ ورد نتنياهو "نعم"، "فبعد 46 عاما من الاحتلال المستمر، هذا ما يمكن لإسرائيل أن تفعله، ولهذا السبب شعر نتنياهو بالحرية كي يخطف غصن الزيتون ويرميه في وجه عباس"، قائلا "بدلا من إصدار تصريحات تهدف لإرضاء الرأي العام، على عباس أن يختار بين تحالف مع حماس أو سلام مع إسرائيل".