كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" عن ان
الهجمات الكيماوية التي تعرضت لها مناطق في ريف حماة والتي تسيطر عليها المعارضة لنظام بشار
الأسد، في 11 نيسان/إبريل الماضي كانت من فعل النظام السوري.
وقالت إن قنابل الكلور ألقيت على قرية كفر زيتا في الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم، حيث انتشر البخار الأصفر وغطى البلدة فيما حاول الأطباء احتواء أثاره، وشعر السكان الذين تأثروا به بحريق في رئاتهم، ونقل 150 منهم إلى عيادة البلدة للعلاج.
وأشارت إلى تكرر المشهد مرة أخرى في 12 و16 من الشهر نفسه حيث سقطت قنابل على كفر زيتا، وفي 18 نيسان/إبريل ألقي برميل محمل بغاز الكلور على البلدة وسقط قريبا من مستشفاها حيث أصبح الأطباء والممرضين أنفسهم ضحايا، وبعد 3 أيام من الهجوم على كفر زيتا، حدث هجوم آخر على بلدة تلمنيس التي لا تبعد سوى 30 ميلا عن كفر زيتا، حيث نقل مئات من الجرحى، وقتل طفلان فيما نقلت أمهما الحامل إلى غرفة العناية المركزة.
وتقول الصحيفة إن الأدلة عن الهجمات التي تعرضت لها كفر زيتا وتلمنس في ريف حماة وإدلب كشف عنها من خلال عينات الطب الشرعي التي أخذت منة مكان الحادث وتم فحصها بشكل مستقبل في عملية أشرفت عليها الصحيفة وقام بجمع العينات "الدكتور أحمد" وهذا ليس اسمه الحقيقي.
وسافر أحمد وشخصان آخران للمواقع التي ضربت بالكلور وجمعوا عينات منها.
ونقلت عن الطبيب أحمد قوله "أريد أن أري العالم أن العوامل الكيماوية قد تم استخدامها"، وكان يتحدث بعد عودته من مهمته لتركيا حاملا معه العينات مؤكدا إنه قام بالعمل بطريقة دقيقة "وصورت كل شيء، وأردت التأكد من الحصول على المواد ومشاهدة عملية فحصها، وعندما خرجت النتائج عرفنا أننا صحيحة".
ولفت إلى أنه وعندما سمع في بداية شهر نيسان/إبريل عن هجمات حدثت على كفر زيتا وأن المصابين ظهرت عليهم نفس الأعراض وهي حساسية في العين والبشرة، وضيق تنفس، وزبد من الفم جاء قرار السفر حيث قام بدراسة الأماكن وتصويرها وجمع العينات، وتظهر أشرطة الفيديو أحمد في كفر زيتا وهو يقوم بقياس بقايا البراميل المتفجرة التي حملت غاز الكلور، وتم جمع بقايا البراميل من قبل السكان المحليين.
وقام أحمد بتصوير موقع كل هجوم، وأحد البراميل كان مكتوبا على "سي أل-2" وهو الرمز الكيماوي لغاز الكلور.
وتظهر صور أخرى الفريق وهو يحضر حاويات صغيرة لجمع عينات من تراب المنطقة بالإضافة لزيارة لمستشفى سراقب وهي منطقة تسيطر عليها المعارضة لجمع عينات الدم والبول من المرضى الذين أصيبوا في الهجمات.
ويقول أحمد "إن كل الجرحى في مستشفى سراقب يحملون نفس الأعراض ولا توجد هناك جراح، فقط مشاكل وحساسية في البشرة والعيون".
وتم توثيق حوالي عشرة هجمات في المناطق هذه خلال الأسابيع القليلة الماضية في الوقت الذي ظل عدد الضحايا فيه قليلا إلا أن الجرحى يصل عددهم بالمئات.
وتظهر مقابلات مع أطباء وشهود عيان من مواقع الهجمات حيث قامت الصحيفة باجرائهما بشكل مستقل وقال شهود العيان ومنهم عبدالله درويش 44 عاما من كفر زيتا إنه راقب مروحيات الجيش وهي تقوم بإلقاء القنابل في 11 نيسان/إبريل.
ويقول إنه شاهد من نافذة المستشفى القنبلة وهي تسقط "وسقطت على بعد 400 مترا من مكان المستشفى وخرج منها سحابة صفراء"، وتم "نقل 100 جريح للمستشفى هنا ونقل50 آخرون لمستشفى آخر". وأجريت عملية جراحية واحدة لجريح أصابته شظية بسبب انفجار القنبلة، أما بقية الضحايا فظهرت عليهم نفس الأعراض من مشاكل في التنفس وحك للبشرة وتهيج في العيون والبشرة".
ومع حصوله على العينات قام أحمد بنقلها لمكان آمن، وأعطاها حال وصوله لصحيفة "تلغراف" وقدم معها أشرطة الفيديو التي التقطها وخرائط فضائية للمواقع، وصور، وأشرطة فيديو للقاءات التي أجراها مع الضحايا، ونتائج فحوصات المعامل الطبية وفحوص صور الأشعة التي أخذت لرئات المرضى وقام فريق من شركة الإستشارات الكيماوية "سكيور بيو" يديرها دي بريتون – غوردون بفحص العينات.
ووجد بريتون في كل عينه تم جمعها من مواقع الضربات "أدلة عن استخدام غاز الكلور"، وتظهر الأدلة أن "غاز الأمونيا تم استخدامه أيضا في كفر زيتا" وتعتبر العينة من هذه البلدة الأقوى حيث ثبت استخدام كل من الكلور والأمونيا في هجوم 11 نيسان/إبريل.
وتم فحص العينات بعد 16 يوما من وقوع الهجمات حيث يقول الخبراء إن نسبة الكلور تكون قد نقصت في التراب، وحقيقة بقائه في العينات التي فحصت تعني أن النظام قام بإلقاء كميات كبيرة منه ومركزة.
ويقول خبراء اتصلت بهم الصحيفة إنه حتى لو وجدت نسبة قليلة من غاز الكلور في العينه فهي دليل على استخدامه في هجمات كيماوية.