أعلن الرئيس الأوكرانيا الحداد بعد أحداث العنف الأخيرة - أ ف ب
توعدت أوكرانيا بتوسيع عمليات "مكافحة الارهاب" التي تشنها ضد المتمردين الموالين لروسيا في الوقت الذي دخلت البلاد في اليوم الثاني من الحداد بعد أعمال العنف التي أودت بحياة أكثر من 50 شخصا.
فيما ذكرت صحيفة المانية، الأحد، أن عشرات المتخصصين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يقدمون المشورة للحكومة الاوكرانية لمساعدتها على انهاء التمرد في شرق البلاد.
وقال رئيس مجلس الأمن والدفاع القومي اندري باروبي إن القوات المسلحة ستوسع "مسرح عملياتها في مدن أخرى يشن فيها المتطرفون والإرهابيون نشاطات غير قانونية".
وقال المتمردون الذين يدافعون عن مبنى البلدية خلف حواجز مؤقتة إن قتالا اندلع خلال الليل قرب برج التلفزيون في البلدة.
والسبت، اندلع قتال عنيف بالرشاشات حول بلدة سلافيانسك عندما اقتحمت السلطات حواجز تفتيش يسيطر عليها المتمردون لمحاولة تشديد القبضة على البلدة التي اصبحت معقلا للحركة الموالية لروسيا.
وساد الهدوء النسبي بلدة سلافيانسك صباح الأحد، إلا أن السكان تحدثوا عن ازدياد صعوبة الحصول على السلع الغذائية الاساسية في البلدة المحاصرة التي يسكنها 160 الف شخص.
من ناحية أخرى وصل سبعة مفتشين اوروبيين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى بلادهم في وقت متاخر من السبت، بعد احتجازهم لمدة ثمانية أيام، في تطور يعد انفراجا صغيرا في اسوأ ازمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
وأعلن الرئيس الأوكراني المؤقت اولكسندر تورشيانوف يومين من الحداد السبت، بعد أعمال العنف الوحشية التي جرت في اوديسا وأدت إلى مقتل 42 شخصا، فيما قتل 10 اشخاص آخرين في عمليات عسكرية في المناطق المحيطة بسلافيانسك.
وتستعد مدينة أوديسا المشهورة بمناظرها الجميلة على البحر الأسود لأعمال عنف جديدة بعد أن أعلن مؤيدو الحكومة المدعومة من الغرب في كييف نيتهم تنظيم مسيرة جديدة يخشى أن تتخللها أعمال عنف بسبب مسلحين موالين لروسيا.
وتحاول المدينة استعادة أنفاسها بعد أعمال العنف الفظيعة الجمعة التي شهدت اشتباكات دامية بين الجانبين بلغت ذروتها في حريق مبنى خلف 38 شخصا قتل معظمهم بسبب الدخان، بينما قتل اخرون بعد قفزهم من النوافذ في محاولة للنجاة.
خارجية النمسا: الأزمة الأوكرانية فتيل مشتعل
من جهته استبعد وزير خارجية النمسا، سابستيان كورتس، خروج مجلس أوروبا خلال اجتماعه في فينيا، الثلاثاء المقبل، بحل للأزمة الأوكرانية الحالية، لكنه لفت إلى أهميته في فتح قنوات اتصال بين أطراف الأزمة.
وفي حوار نشرته صحيفة كورير اليومية (خاصة) في عددها الأحد، قال كورتس إن الأزمة الأوكرانية "مثل فتيل مشتعل"، مضيفا أن اجتماع مجلس أوروبا المقبل "لن يأتي بمعجزات لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا".
لكنه أكد على أهمية هذا الاجتماع في "فتح قنوات اتصال بين الأطراف المعنية بالأزمة في أوكرانيا"، معتبرا أنه "لا يوجد حل سريع وسهل لهذا الوضع المتوتر".
ويعقد في قصر هوف بورج التاريخي في فيينا، الثلاثاء المقبل، الاجتماع الوازي الـ124 لمجلس أوروبا الذي ترأسه النمسا حاليا، لمناقشة عدة قضايا على رأسها الأزمة الأوكرانية، ويشارك فيه 30 وزيرا من الدول الأعضاء الـ47.
وحول تقييمه للوضع في أوكرانيا، قال كورتس: "في الأسابيع الأخيرة تدهورت الأوضاع مرة أخرى، لا سيما في شرقي أوكرانيا، واحتلال الانفصاليين العديد من المدن، وأصبح الوضع في تصاعد بينهم وبين قوات الجيش والشرطة".
لكنه أعرب عن سعادته في الوقت نفسه بما وصفه بـ"التطور الإيجابي" المتمثل في الإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.