يجب الحرص على نقاء الشريك الفلسطيني من الفساد لأن هذا النقاء من الفساد هو أساس استقراره، لكن الإدارة
الإسرائيلية لا تساعد على هذا النقاء، هذا ما خلص إليه يغيل ليفي، في مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأربعاء.
وقال ليفي إن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية يساعد في تقوية الفساد في السلطة الفلسطينية وهو يسهم في ذلك إسهاما غير مباشر لاعتماد السلطة على المساعدة الإسرائيلية ويضعف قدرتها على حكم سكانها، عن طريق التهرب بدفع الضرائب.
وأضاف أن الإدارة المدنية تؤثر في النشاط الاقتصادي في أراضي السلطة الفلسطينية، وهي تخصص تصاريح عمل وتنقل وترخيصات ومناقصات وموافقات على تنفيذ أعمال بنى تحتية مثل تخصيص ذبذبات لشركة الهواتف الخلوية الوطنية التي تشارك فيها عائلة عباس. وتطبق الإدارة المدنية القانون أيضا بصورة انتقائية في مجال التنقيب عن الماء، والبناء، مثلا.
وأشار ليفي إلى أن التقدير الأمني لنظام احتلال، ترمي إلى تقوية الحلفاء المحليين، وهم "فتح" في هذه الحال. وإن صورة استعمال الإدارة المدنية لتقديرها الذي يؤثر في تقسيم الموارد الفلسطينية لا تخضع لانتقاد ناجع ولا يهتم مراقب الدولة بذلك.
وأضاف أن الإدارة المدنية تساعد السلطة الفلسطينية أيضا على الإحسان إلى مؤيديها حينما تساعدها على الالتفاء على مناقصات والتخلي عن قواعد الشفافية وعن كل ما كان يتوقع أن تسلك بحسبه لو أنها كانت مستقلة.
وتابع أسهمت إسرائيل في إفساد السلطة في سنوات أوسلو، وليس ما يدعو إلى افتراض أن يكون مبنى القوة الذي يساعد في ذلك قد اختفى في فترة زاد فيها فقط تدخلها فيما يجري في السلطة.
وقال ماذا يعني كل ذلك بالنسبة "للشريك"؟ يصعب أن نعلم كيف يؤثر هذا في سلوك السلطة الفلسطينية في مفاوضة إسرائيل. من المؤكد أن الرأي المقترح لا يرمي إلى تقوية أولئك الذين يزعمون أنه "لا شريك".
وأشار إلى أن إنهاء الاحتلال يفترض أن يكون مصلحة إسرائيلية وطموحا إلى رفع ظلم دونما صلة بسؤال من سيخسر لذلك في الجانب الآخر. لكن وجود طبقة تربح من الاحتلال يجب أن يعلمنا شيئا ما عن قابلية الوضع للانفجار الذي فيه مثل نشوب انتفاضة الأقصى من سيثورون على الاحتلال باعتبار ذلك سبيلا للثورة على الفلسطينيين المستمتعين به.
ولفت إلى أنه لهذا إذا نشأ سلام أيضا فإن استقراره متعلق بشرعية "الشريك"، وستتأثر هذه الشرعية بقدر كبير بقدرته على أن ينظف نفسه من الفساد، وقد أضاع معسكر السلام الإسرائيلي هذا الرأي بعد أوسلو، فإذا أضاعه مرة أخرى فذلك مؤسف.