رحبت صحيفة "
الغارديان" البريطانية بالإصلاحات التي تقوم بها الحكومة
القطرية في مجال "
الكفالة" التي تقيد العمال الأجانب وتحرمهم من الكثير من الحقوق، خاصة أنهم لا يستطيعون التحرك بسبب احتجاز جوازاتهم.
وجاءت الإصلاحات القطرية التي تحضر لمونديال عام 2022 في وقت تؤكد دول الخليج الأخرى التزامها به رغم انتقاد منظمات حقوق الإنسان.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها "قطر تنظف صفحتها"، "تظل دول شبه الجزيرة العربية بأي معيار عاجزة، فهي دول ذات كثافة سكانية قليلة، وبجغرافيا جرداء، ومصادر طبيعية قليلة غير مصادر الطاقة (البترول والغاز)، ودول ذات نظام سياسي ملكي مؤهل بالكاد، ويمكن النظر إليه عبر منظور ديموقراطي، ورغم كل هذا فثروة هذه الدول في بعض الحالات ضخمة، إلا أنها تطمح للعب دور على مسرح السياسة العالمية".
و"حققت بعض هذه الدول انجازات كبيرة، وحازت على جوائز متألقة من تلك التي تمنحها الرياضة والترفيه والإعلام والثقافة العالمية. وهناك فروع للمتاحف الغربية، وقاعات فن وفروع محلية لجامعات أمريكية، ومناسبات رياضية كبيرة، ومنظمات إعلامية جديدة، كل هذا يشهد بتصميم يجب أخذه بعين الإعتبار بين رعاة هذه المبادرات، حيث تعتبر الرعاية مهمة وتجلب معها -كما يأملون- مميزات جديدة وتأثيرا لهذه الدول التي كانت قبل جيلين أو ثلاثة موانئ راكدة أو ممالك مغلقة"، بحسب الصحيفة.
وتضيف الغارديان: "ومع ذلك، وفي الوقت الذي ترتفع فيه ناطحات السحاب وملاعب الرياضة وسط القعقعة المحمومة للمدن التي تعيد تشكيل نفسها، بشكل دائم تسمع كلمات تتنافر مع هذا التقدم. فالبنى التحتية الجديدة سواء كانت تجارية، ثقافية أم رياضية يجب أن تبنى، ومن يقوم ببنائها جيش من العمال الأجانب والذين يتلقون في الحد الأعلى أو الأدنى أجورا متدنية ويعاملون بطريقة سيئة، ومنهم من يموت بسبب حوادث العمل أو نوبات قلبية في عز الظهيرة أو الانتحار".
هذا واضح في قطر التي تشكل العمالة الأجنبية فيها نسبة 85% من مجمل السكان، حيث لا يتمتع الكثير من العاملين بحياة مميزة، وهذا صحيح بالنسبة للعمال من نيبال والهند وبنغلاديش، الذين يشيدون الصروح التي ترتفع في العاصمة الدوحة.
وتعلق الصحيفة "يبدو الآن أن حكومة قطر ملتزمة بإجراء إصلاحات على نظام "الكفالة" الجائر، والذي يربط العامل بصاحب العمل، والذي يتحكم بقدوم وعودة العمال لبلادهم إن رغبوا، حيث ستقوم الحكومة القطرية بإدخال معايير عالية توفر الضمان والرفاه للعمال. وهذه أخبار جيدة مع أن الإصلاح كان يمكن أن يكون أكثر سعة".
وتأمل الصحيفة أن يحظى العمال بمعاملة جيدة خاصة من يقومون ببناء استاد المونديال، ففي ضوء تصريحات رئيس اللجنة الدولية لكرة القدم سيب بلاتر الأسبوع الماضي، فإن اختيار قطر كان خطأ بسبب الحر، وعليه تدعوه الصحيفة التأكد من تلقي العمال الذين يشاركون في بناء الملاعب الرئيسية، معاملة جيدة، أحسن من تلك التي تلقاها رفاقهم من قبل.