تجري الحكومة
المصرية المؤقتة محاولة أخيرة لإنقاذ
الانتخابات الرئاسية من فضيحة، بعد أن شاهد العالم لجان الإقتراع في اليوم الأول من التصويت شبه خالية.
ودعت جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية وحركات ثورية من بينها 6 أبريل، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ووصفتها بأنها مسرحية هزلية، وهو ما وضع الحكومة في حرج شديد بسبب العزوف عن المشاركة.
وقال المهندس إبراهيم
محلب رئيس الوزراء، إن يوم الثلاثاء سيكون إجازة رسمية، حتى يتمكن العاملون في الدولة من الإدلاء بأصواتهم، مبررا هذا القرار بأنه "نزول على الإرادة الشعبية".
وينافس قائد الجيش السابق عبد الفتاح
السيسي، الذي انقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو الماضي، السياسي اليساري حمدين
صباحي زعيم التيار الشعبي.
محاولة يائسة
وأضاف محلب في لقاء له مع التليفزيون المصري أن نسبة الحضور ستكون عاملا رئيسيا وفاصلا في توصيل رسالة بإرادة الشعب، مناشدا المصريين بالنزول قائلا: "معندكوش اختيار، ده مستقبل وطن تألم كثيرا".
وقال محلب إنه نسق مع وزير النقل وبعض الشركات الخاصة لتوفير حافلات لنقل الناخبين الوافدين إلى لجانهم من أجل الإدلاء بأصواتهم، مشددا على أنه سيتابع هذه الخطة بشكل شخصي على مدار اليوم.
وقال السفير محمود القاويش المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن الحكومة تناشد القطاع الخاص إعطاء العاملين إجازة ليتسنى لهم التصويت، متوقعاً أن يشهد يوم الثلاثاء ازدياد الإقبال على لجان الاقتراع.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مساء الاثنين مد فترة التصويت في اليوم الثاني من أيام الانتخابات لمدة ساعة إضافية، بحيث تغلق اللجان أبوابها في تمام العاشرة مساء، في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين.
من جانبه، قال التحالف الوطني لدعم الشرعية في بيان له مساء الاثنين إن "حكومة الانقلاب" تتحرك في اللحظات الأخيرة بمنح العاملين بالدولة إجازة إجبارية، في محاولة يائسة لمواجهة المقاطعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد المقاطعة الشعبية الواسعة.
أزمة الوافدين
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصادر مسؤولة، قولها إن الحكومة تتابع مع اللجنة العليا للانتخابات حل أزمة الوافدين غير المقيدين بكشوف الانتخابات بعدد من المحافظات في أسرع وقت، خاصة أنها مشكلة كبيرة تواجه عددا من الناخبين بالمحافظات.
ويعيش في القاهرة ويعمل فيها ملايين المصريين المقيدة أسماؤهم في مراكز انتخابية بمحافظات أخرى بعيدة، حيث مسقط رأسهم أو محل إقامتهم الأصلي.
وقالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق، إن الإجراءات التي تتبعها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تجاه الوافدين هي نفسها التي كانت في انتخابات الرئاسة والاستفتاء السابقين، مشددة على أن هذا الأمر يهدد بفقدان 9 ملايين صوت.
واقترحت الجبالي، في مداخلة مع قناة دريم، توفير قطارات مجانية لنقل الوافدين إلى لجانهم بمواطنهم الأصلية والعودة بهم مرة أخرى، نظراً لعدم وجود وقت كاف لإدخال أية تعديلات تشريعية تتيح حل تلك المشكلة.
وتجرى الانتخابات التي دعي إليها نحو 54 مليون ناخب، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث تحولت مراكز الاقتراع إلى ثكنات عسكرية، وأحيطت بالحواجز الحديدية ووضعت السواتر الترابية أبواب اللجان وانتشرت دوريات مشتركة من الجيش والشرطة في معظم الشوارع.
الحر والصيام
من جانبه، أرجع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية انخفاض المشاركة في اليوم الأول للتصويت إلى ارتفاع حرارة الجو، وإلى صيام عدد كبير من المصريين يوم الاثنين الذي يوافق ذكرى الإسراء والمعراج.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع قناة "سي بي سي" أن الأعداد المشاركة في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية تعتبر نفس الأعداد المشاركة في اليوم الأول للاستفتاء على دستور 2014، مطالبا الشعب المصري بالنزول بكثافة للتصويت في اليوم الثاني من الانتخابات.
واعترف مجلس الوزراء بضعف الإقبال في اليوم الأول من أيام التصويت، حيث قال اللواء أسامة سنجر رئيس قطاع الأزمات بمجلس الوزراء، إن إقبال المصريين على الانتخابات لم يكن بالقدر المتوقع.
وأضاف سنجر، في مداخلة مع قناة النهار مساء الاثنين، أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب طالب بدراسة وحل مشكلة تصويت الوافدين في أسرع وقت، نافيا ما تردد حول مد التصويت ليوم ثالث.
وأكد رئيس قطاع الأزمات بغرفة عمليات مجلس الوزراء، أن نسبة المشاركة في التصويت في اليوم الأول لم تكن على الوجه المأمول، مشيراً إلى تزايد نسبة أعداد المواطنين أمام اللجان الانتخابية في الساعات الأخيرة من اليوم.
تهديد العاملين بالقطاع الخاص
وناشد المهندس محمد الأمين رجل الأعمال صاحب قنوات "سي بي سي"، رجال الأعمال في مصر إعطاء العمال إجازة يوم الثلاثاء حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
وأضاف الأمين في مداخلة هاتفية مع قناة النهار، أنه رصد شكاوى عديدة من قبل بعض العمال، خاصة في بعض مصانع العاشر من رمضان، بتعمد أصحاب هذه المصانع بقيام العمال بورديتين متتاليتين حتى لا يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.
وحصل السيسي على 95% من أصوات المصريين في الخارج، لكن استطلاعا للرأي أجراه مركز بيو الأمريكي للأبحاث واستطلاعات الرأي أظهر أن 54% فقط من المصريين يؤيدونه.
وناشد اتحاد الصناعات المصرية أصحاب المصانع منح العاملين إجازة يوم الثلاثاء، حيث أكد محمد السويدي رئيس الاتحاد ضرورة إتاحة الفرصة للعاملين بمصانع القطاعين العام والخاص لاختيار رئيس مصر القادم.
وفي هذا السياق، نشرت صفحة اللجنة الاعلامية التابعة لحركة شباب 6 إبريل صورة من رسالة بالبريد الإلكتروني تم إرسالها إلى العاملين بشركة السويدي – إحدى أكبر المجموعات الصناعية في مصر – تحمل تهديدا صريحا للعاملين بمنع الحوافز المالية عن كل من يمتنع عن الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية.