قال المحلل السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل إنّ أهمية
الانتخابات الرئاسية السورية تكمن في رغبة حلفائه باستخدامها كأداة سياسية هامة لحمايته أمام المجتمع الدولي.
وأضاف برئيل في مقالته بصحيفة "هآرتس"، الأحد، إنّ روسيا وايران وقفتا في السنوات الثلاثة الماضية كالسور المنيع ضد المحاولات لإسقاطه من كرسيه والتشكيك بشرعيته في العالم.
وتمسكت الدولتان بادعاء البراءة بشعارات "سنؤيد من ينتخبه الشعب السوري والحكم في
سوريا هو شأن الشعب السوري" وفقا لبرئيل.
وتساءل لماذا قرر
الأسد إجراء الانتخابات، التي لا توجد أي دولة في العالم ترى فيها خطوة سياسية شرعية باستثناء ايران، والصين وروسيا ؟.
وأجاب على تساؤله بالقول إنّ المبرر الرسمي لترشح الأسد هو القانون، فسوريا، كدولة قانون مرتبة، التزمت بإجراء انتخابات للرئاسة عندما عدل الدستور حسب صيغة الأسد.
وأضاف، بالتالي، فان إجراء الانتخابات ضروري للأسد وحلفائه، كي لا تتمكن الساحة الدولية، في الأمم المتحدة التي جعلتها روسيا بفضل حقها في الفيتو شبكة إنقاذ للأسد، من أن تكون ساحة عمل دولي ضد النظام. وكأن الرئيس المنتخب هو رئيس محمي، وكل عمل ضده سيعتبر غير شرعي.
وتهكم برئيل على الموقف الروسي بالقول "لكن يبدو أن روسيا نسيت بانها سارعت إلى عقد الصفقات مع عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح برئيس منتخب هو محمد مرسي".
وأكد أن انتخاب الأسد رئيسا لسوريا لن يغير شيئا من الواقع، ولكن من شأنه فقط أن يجعل الأسرة الدولية تعتاد الأزمة المتواصلة، التي ستتحول من أزمة تتطلب حلا سريعا إلى أزمة تتطلب مجرد الإدارة.
وشدد برئيل على أن ضمان انتخاب الأسد ترافق مع منحة بنحو 250 مليون دولار نقلتها روسيا إلى دمشق هذا الأسبوع، ولكن هذا المبلغ رمزي تقريبا، نسبة لاحتياجات الحكم السوري.
وأشار إلى تقرير المركز السوري للبحوث، والذي أجري برعاية الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، فقدت سوريا نحو 40 في المئة من إنتاجها الوطني في سنوات الحرب الثلاثة، ووحده الضرر للمباني، بما فيها الشقق السكنية والمباني الحكومية، يقدر بقرابة 144 مليار دولار. نحو 4 آلاف مدرسة معطلة، ونحو نصف التلاميذ في الدولة لا يتعلمون (في مدينتي حلب ودير الزور تصل نسبتهم إلى 70 في المئة). أما الدين القومي فيصل إلى 126 في المئة من الناتج بحسب هآرتس.