تساءل المعلق باتريك كوكبيرن في مقال له نشرته "إندبندنت أون صاندي" عن السبب الذي أدى بالقاعدة لإقامة خلايا آمنة لها في أوروبا، بعد 13 عاما من الحرب على الإرهاب واحتلال العراق وأفغانستان، مشيرا إلى أن
القاعدة وصلت إلى أوروبا عبر ليبيا وسوريا.
وقال إن الغرب ظل ينظر للخطر القادم من
سوريا بشكل نظري، حتى الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل والذي نفذه جهادي فرنسي، الشهر الماضي.
وأضاف الكاتب أن المنتصر الحقيقي في سوريا هي الجماعات الجهادية المرتبط بعضها بالقاعدة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) وجبهة النصرة وأحرار الشام.
وجاء في مقاله "في الحرب على الإرهاب القاعدة هي المستفيدة": "كلما استمرت الحرب تستفيد الجماعات التي يقاتل تحت لوائها مقاتلون مستعدون للموت، وفي الوقت نفسه تخسر الجماعات المعتدلة وتهمش مع النزوع لعسكرة الانتفاضة".
وأشار الكاتب إلى أن "داعش" كانت قادرة على التحرك بحرية بسبب سيطرتها على مناطق في العراق وسوريا، واستطاعت الأسبوع الماضي الوصول إلى قلب سامراء.
كما يقول كوكبيرن إن ما يجري في سوريا يثير المرارة والسخرية، ويرى أن الحرب السورية تشبه حرب الثلاثين عاما الألمانية قبل أربعة قرون، من ناحية تعدد النزاعات واللاعبين وكثرة اتفاقيات الهدنة التي لا يقبل بها الكل.
ويعتقد أن مقارنة الحرب الأهلية السورية باللبنانية التي اندلعت ما بين 1975-1990 عندما قرر اللاعبون فيها التوقف عن الحرب بسبب التعب والإجهاد الذي أصابهم ليس دقيقا، لأن الحرب لم تنته بهذه الطريقة.
فما أنهى الحرب الأهلية اللبنانية هو احتلال صدام حسين للكويت، وانضمام سوريا للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لإخراجه منها، ولهذا غضت الولايات المتحدة الطرف عن دور النظام السوري في لبنان، حيث قام بالتخلص من آخر جيوب المقاومة له هناك.
وينهي بالقول إن السوريين متعبون بلا شك، وسيفعلون كل ما بوسعهم لوقف الحرب، ولكن وقفها لم يعد بأيديهم بل بمن يقوم بدعم المقاتلين، خاصة السعودية التي تدرب وتدعم "المعتدلين" الذين من المفترض منهم قتال الأسد والدولة الإسلامية في العراق والشام مع أنه يشكك في وجودهم إلا في خطاب الدول الغربية.
وتابع: "ستظهر الأشهر القادمة فيما إن كان الأسد قويا بالدرجة الكافية لكسر الجمود في الحرب، مع أنه من غير المحتمل قيامه بهذا، فلم يعد الجيش الحكومي قادرا على القتال إلا في ساحة واحدة".
ويشير لما قاله المسؤولون الأردنيون من أن النظام السوري يعزز قواته في جنوب البلاد في درعا حيث اندلعت الانتفاضة عام 2011، ولهذا يتوقعون عملية عسكرية هناك، وفي حالة حدوث هذا فهذا يعني أن الجيش السوري يحقق تقدما ولا يقوم بقصف معاقل المعارضة فقط.