سياسة عربية

ابن كيران: جهات نصحت الدولة بتجفيف منابع الإسلاميين

ابن كيران : أطراف في الدولة حاولت تكرار سيناريو ابن علي في المغرب - أرشيفية
 كشف عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن أن جهات نافذة اقترحت على الدولة سنة 2003 تجفيف المنابع الإسلامية بالمغرب بما فيها دار الحديث الحسنية (مؤسسة رسمية تخرج الباحثين في الشؤون الشرعية والإسلامية). 

وأضاف ابن كيران، في المنتدى السياسي الأول الذي نظمته شبيبة العدالة والتنمية أمس السبت بمدينة سلا قرب العاصمة الرباط، أن الدولة عدلت عن هذه الفكرة، بعد نصح تلقته، بأن هذه الخطوة إذا تمت ستشكل خطرا على استقرار البلاد وعلى النظام الملكي في حد ذاته.
 
ووفقا لمعطيات يدلي بها ابن كيران لأول مرة حصل عليه "عربي21" من مصادر حضرت اللقاء، فإن حل حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية كان مطروحا من طرف تلك الجهات التي لم يسمها، والتي قال إنها كانت تريد تكرار سيناريو الرئيس التونسي السابق الهارب ابن علي بالمغرب، مؤكدا أن تلك الجهات باعت الوهم للدولة بوضعها محل استهداف أكثر من منبع إسلامي بالمغرب.

المسؤول الحزبي بالمغرب استحضر في كلمته، مرحلة 2003 التي عرف فيها المغرب تفجيرات إجرامية بمدينة الدر البيضاء زج عقبها بالمئات في السجون خاصة من التيار السلفي، وهي الأحكام السجنية والاعتقالات التي قال العاهل المغربي محمد السادس إنها عرفت تجاوزات، وتم العفو على العديد منهم فيما لا يزال كثيرون منهم بسجون المملكة توبعوا بقانون مكافحة الإرهاب.

وهي ذات المرحلة (2003)التي عرفت تحميل بعض السياسيين والفاعلين المدنيين حزب العدالة والتنمية المسؤولية المعنوية مما وقع من أحداث، بل ذهب الأمر ببعضهم حد المطالبة بحل حزب العدالة والتنمية.
 
من جهة أخرى قال ابن كيران، إن المغرب لم تحدث فيه نهضة حقيقية بعد. وشدد على أن هذه النهضة الحقيقية ستحدث عندما يصبح المغاربة كجسد واحد، ويهبون جميعا إلى تحقيق الإصلاح وليس الاكتفاء برفع سقف المطالب لتحقيق المكاسب الشخصية فقط.

وخاطب القيادي بالعدالة والتنمية شباب حزبه بالقول "إن الإصلاح بالنسبة لكم هو نشر فكر وسلوك والدفاع عن المرجعية الإسلامية والتضحية والعطاء. وقال إن على شباب العدالة والتنمية أساسا أن يركزا على المرجعية. واعتبر المرجعية هي الصدق والصراحة والقوة والعلم والنضال وليس أشياء أخرى.
 
وتابع ابن كيران حديثه معتبرا أن الإصلاح عملية معقدة، معتبرا أن الذي ينظر في العمق يجد أن ما يقع في المغرب أشياء ثورية، مشيرا إلى الإصلاحات العميقة التي تقوم بها الحكومة الحالية بقيادة العدالة والتنمية ردا على الانتقادات التي تقول بأن الحكومة الحالية وقيادتها لم تقم بما وعدت به ولم تحقق الإصلاحات.

وشبه ابن كيران المرحلة التي يمر بها الحزب بالمعركة، مؤكدا أن منطق التحكم لن ينتهي، معتبرا أن المرحلة السابقة كانت "واسعة" وأكل فيها الفاسدون والمناهضون  للإصلاحات الحقيقية، وأكلوا وشربوا حد التخمة من أموال الشعب مما أدى بهم إلى نسيان الشعب ولم يعودوا يفهموه جيدا فأغشي على فهمهم.

ولم يفت ابن كيران، كالمعتاد التأكيد على التشبث بالإسلام والملكية والإصلاح قائلا "إننا نريد الإصلاح بالفعل لكن ليس لدينا أدنى استعداد للتفريط في أسس الدولة المغربية وهي الإسلام والملكية والوحدة الترابية". وأضاف "نحن لا نتمسك بالشرعية والمشروعية (الملكية) بطريقة نفعية، بل نحن مقتنعون بها".