في تغريدة له على موقع "تويتر"، قال المغرد "مجتهد" الذي عُرف عنه التخصص في كشف أخبار العائلة المالكة في
السعودية إن "السعودية والإمارات تضغطان على أمريكا للتعجيل بالتدخل جويا لدعم
المالكي، وتتعهدان بميزانية مفتوحة لتغطية تكاليف العملية مع مكافأة إضافية".
وكان واضحا أن التغريدة أثارت اهتمام الناس بشكل كبير، حيث أعاد تغريدها أكثر من 1300 شخص في غضون ساعات، لاسيما أن الساحة الخليجية، والسعودية على وجه التحديد تبدو مهتمة بشكل كبير جدا بتطورات الأحداث في
العراق نظرا للحشد المذهبي في المنطقة، وإن انسحب ذلك على معظم العالم العربي أيضا.
ولوحظ أيضا أن "مجتهد" قد خصص الكم الأكبر من تغريداته خلال الأيام الأخيرة للشأن العراقي، وعلى نحو بدا أنه مقاتل في الجبهة العراقية إلى جانب "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، مؤكدا على أنها صاحبة الدور الأكبر في المعركة.
وهاجم "مجتهد" علي حاتم سليمان، أحد شيوخ العشائر واصفا إياه بأنه من "الصحوات"، مضيفا أن النظام السعودي طالب قناة العربية بتكرار المقابلات معه باعتبار أنه من يدير الأوضاع في الموصل.
على أن المعلومة التي أوردها "مجتهد" بشأن مطالبة السعودية والإمارات لأمريكا بالتدخل جويا لدعم المالكي بدت الأكثر إثارة، نظرا لحقيقة أن قيادات إيرانية ووسائل إعلام رسمية، وكذلك الإعلام المساند، إلى جانب عدد من نواب ائتلاف المالكي لم يتوقفوا عن اتهام السعودية بالوقوف وراء تنظيم "
داعش".
لذلك يبدو من الصعب التأكد من صدق المعلومة التي أوردها "مجتهد"، وإن رأى مراقبون أن مخاوف الرياض وأبو ظبي من الإسلاميين السنّة عموما هي التي تتصدر اهتمامهم منذ اندلاع الربيع العربي، لكنهم يرون في المقابل أن الموقف سيعتمد على اتصالات أو تفاهمات سرية بين الرياض وطهران، أما في حال غياب تفاهمات كهذه، فإن الرياض ستبقى أقرب إلى المحايد نسبيا، أقله حتى ينجلي المشهد بصورة أوضح، ربما لأنها تدرك أن ما يجري في العراق ربما يؤدي إلى مواقف إيرانية مختلفة عن تلك التي دأبت عليها خلال المرحلة المقبلة، بما في ذلك الاستخفاف بالسعودية وصولا إلى رفض وزير خارجية إيران زيارتها، وإن تم ذلك بأسلوب دبلوماسي.
على أن موقف
الإمارات يبدو مختلفا بعض الشيء، إذ تساند وسائل إعلامها المالكي، بينما يشي الخطاب الرسمي بعداء واضح للثوار عموما، وفي المقدمة "داعش"، وإذا أضيف التقارب الواضح بينها وبين إيران، فإن ما قاله "مجتهد" لا يبدو مستغربا، وإن كان التأكد من تسريبات من هذا النوع صعب إلى حد كبير، ما لم يخرج شيء في العلن، أو تسربه مصادر غربية معتبرة.