دعا
جيه غارنر، الحاكم المدني الأمريكي الذي أشرف على إعادة إعمار العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، الإدارة الأمريكية إلى النأي بالنفس عن أحداث العراق الراهنة، بعدما سيطرت مليشيات "داعش" على بلدات ومدن، ودعوات لتدخل أمريكي لوقف تدعم التنظيم الإرهابي.
وقال غارنر لمذيعة "سي أن أن"، كريستيان أمانبور: "قمنا بعمل جيد بالدخول للعراق، وبعمل آخر
فيه استهتار لدى خروجنا من هناك".
وكان الرئيس الأمريكي باراك
أوباما قد أن بلاده على استعداد لتنفيذ عمل عسكري "محدد الهدف وواضح" إذا استدعى الأمر، بالتشاور مع العراق ودول المنطقة، لافتا إلى نشر سفن ومعدات قتالية مستعدة للتحرك، وإن واشنطن مستعدة لإرسال 300 مستشار أمني للتدريب، لكنها لن تعود إلى القتال.
ودعا رئيس وزراء العراق نوري المالكي، إلى الانفتاح على خصومه وتشكيل حكومة تتجاوز الانقسامات الدينية، مؤكدا أن على دول الجوار احترام سيادة العراق، وأنه إذا كانت آراء إيران في المنطقة طائفية فستجد نفسها تقاتل في عدة أماكن، لكن يمكنها أن تلعب دوراً بنّاء إذا أرادت أن يظل البلد متماسكا.
وعقب غارنر داعيا أوباما إلى عدم التدخل بالعراق قائلا: "ما نراه حاليا هو حرب العرب ضد العرب، حرب دينية. لا أرى أي حاجة للدخول في الوسط".
وأضاف: "الوضع الراهن أكثر خطورة بكثير على إيران منه عن
الولايات المتحدة، أنا شخصيا لا أدعم توفير أي قوى جوية أو برية عن تلك الضرورية لحماية سفاراتنا أو العاملين بها".
وأشار إلى أن واشنطن ارتكبت أخطاء في العراق، بعد الغزو عام 2003، منها عدم تأسيس نظام فيدرالي، "عندها كان ليتولد ارتياح عرقي وعشائري وطائفي.. ما من أحد يريد أن يُحكم بواسطة بغداد".
وفي معرض ذكر الأخطاء الأمريكية هناك، قال: "دعمنا المالكي رغم علمنا التام بأنه سيحرم
الأكراد وسيضطهد السنة، ويكون بحق دمية في يد الإيرانيين"، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء العراقي اتهامات له بتأجيج جذوة العنف الراهن بانتهاجه سياسة الإقصاء الطائفي.
وفشلت الولايات المتحدة والعراق في توقيع اتفاقية أمنية تقضي بوجود قوات أمريكية بعد انسحاب الجيش الأمريكي من هناك أواخر 2011، وشرح الحاكم المدني السابق بالعراق التداعيات الناجمة عن ذلك بقوله: "عرضنا للخطر المكاسب والعمل الجيد الذي قمنا به".
وأضاف: "في 2013، رسمنا خطا أحمرا في الرمل بشأن سوريا، ثم تراجعنا بجبن، وأدركت المليشيات المسلحة أننا لن نفعل شيئا.. وفي 2014، مجددا دعمنا المالكي رغم معرفتنا التامة به".