نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا عن "تجارة النهب" في كركوك التي سيطر عليها
الأكراد، عندما دخلت قوات تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام (
داعش) الموصل، "وهي المدينة التي يراها الأكراد من حقهم، بينما يرفض ذلك العرب باختلاف طوائفه".
وقالت الصحيفة: "بينما يعرض الجندي الكردي اسماعيل دوماد بندقية كلاشنكوف اشتراها في السوق السوداء بـ 600 دولار، يقول إن المعدات العسكرية المنهوبة متوفرة بكثرة في كركوك، ويضيف أنهم سرقوا عددا كبيرا جدا من عربات
الهمفي لدرجة أن البعض في كركوك صار يستخدمها سيارة أجرة".
وأضاف التقرير: "عندما هرب جنود بغداد في 10 حزيران/ يونيو، عندما سمعوا بسقوط الموصل بأيدي مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) استغرقت قوات
البشمركة الكردية ساعات لتبسط سيطرتها، ولكن مع وصولها كانت معظم أسلحة القاعدة العسكرية قد نهبت".
ونقلت الصحيفة عن ضابط في البشمركة الكردية، كاروخ رمضان (24 عاما) قوله: "كان هناك حوالي 2000 إلى 3000 شخص ينهبون عندما دخلنا.. وكان الجيش حاول حرق الأسلحة قبل الهرب، ولكن بنادق القناصة وسيارات الهمفي وبنادق الكلاشنكوف تباع في السوق السوداء في كركوك".
واعتبرت الصحيفة أن اختفاء هذه الأسلحة وهروب القوات العراقية محرج للجيش الأمريكي الذي قام بتدريبها، حيث قدم له معظم الأسلحة والمعدات عند مغادرته عام 2011.
ويقول ضابط الأمن هنار: "لاحظت أن هناك أسلحة أكثر معروضة للبيع منذ سقوط الموصل.. بعض الناس نهبوا حمولة عدة سيارات. رأيت رصاص الكلاشنكوف يباع بألف دينار عراقي للرصاصة (50 بنس) لكثرته في السوق الآن".
وقالت الصحيفة إن "القوات الكردية تحرص على أن تظهر بأنها تحافظ على الأمن في كركوك، المدينة المتنازع عليها والتي يعيش فيها مزيج من الأعراق، والتي وقعت خارج نطاق سلطة الحكومة المحلية في كردستان، قبل انهيار الجيش العراقي قبل أسبوعين".
ولكن تفجيرا انتحاريا وقع الأربعاء الماضي في سوق أسلحة في أول هجوم إرهابي يقع في المدينة منذ سيطرة قوات البشمركة عليها.
وكان السوق في منطقة الرحيماوا في شمال المدينة مليئا بالمتسوقين، يبيعون ويشترون أسلحة خفيفة وذخيرة عندما وقع التفجير وقتل فيه ثلاثة أشخاص.
ويشكل الأكراد أقل من 50% من عدد سكان كركوك، وكثير من غير الأكراد منزعجون لوقوع المدينة تحت سيطرة البشمركة.
وأعلنت جبهة التركمان العراقيين الأسبوع الماضي أنها تجهز لحمل السلاح لمحاربة البشمركة إن رفضوا إعادة كركوك للحكومة المركزية في بغداد. ويوم الأحد قامت الميليشيا الصدرية باستعراض عسكري في المدينة، وفق الصحيفة.
وتابعت: "لا يبعد خط النار مع داعش سوى ثلاثين ميلا جنوب كركوك، ولأن شبح العنف الطائفي يطارد السكان فإن أسواق الأسلحة تعج بالزبائن".
وفي بلدة تشمتشمال التي تقع 30 ميلا شرقي كركوك، قال المسؤولون إنه سيتم اعتقال أي شخص يبيع الأسلحة التي نهبت من القاعدة في كركوك.
ونقلت الصحيفة عن أحد البائعين قوله: "هنا يحضّر الجميع أنفسهم لمحاربة داعش.. الناس يشترون الأسلحة لحماية أنفسهم، إن لم تقتلهم سيقتلونك"، على حد قوله.