دعت هيئة علماء المسلمين في العراق، أبناء الجنوب إلى مؤازرة المرجع الديني المعروف آية الله محمود الحسني الصرخي وأنصاره، ومشاركتهم في التصدي لظلم حكومة المالكي التي ترمي إلى وأد أي تحرك لأبناء الجنوب في سبيل الإنكار على الظالم.
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الأربعاء: "في خطوة مفهومة لوأد أي تحرك لأبناء الجنوب في سبيل الإنكار على الظالم؛ شنت قوات حكومية مشتركة من جيش المالكي وقوات سوات هجوما على مقر (الصرخي) في محافظة كربلاء، وتبع هذا الاعتداء السافر تصدي أنصار المرجع لتلك القوات والاشتباك معها في مدينتي كربلاء والديوانية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى".
وأشار البيان إلى أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن الهجوم على مقر الصرخي جاء بناء على أوامر من المالكي نفسه، في خطوة تعبر عن رغبته في التصعيد ضد هذه المدرسة الفقهية..
خلفية الاشتباكات وتداعياتها
وفي السياق نفسه، قالت مصادر أمنية إن ما يصل إلى 45 شخصا قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية وأتباع رجل دين في مدينة
كربلاء الشيعية المقدسة الأربعاء، ما يشير إلى انقسامات بين الفصائل الشيعية، بينما تشتد أعمال العنف التي يشنها المتشددون السنة.
وقال ضباط في المخابرات بوزارة الداخلية وشاهد عيان من الشرطة لرويترز، إن الاشتباكات اندلعت حينما حاولت الشرطة وعناصر من الجيش اعتقال رجل الدين الشيعي محمود الصرخي قرب منتصف ليل الثلاثاء في مدينة كربلاء.
واشتبك الصرخي وأتباعه المسلحون في الماضي مع القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية وأنصار آية الله العظمى علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في العراق.
وقالت قوات الأمن إنها تريد اعتقال الصرخي، بعد أن بدأ أنصاره بسد الطرق ونصب نقاط تفتيش حول الحي الذي يقيم فيه في المدينة التي تضم مرقد الإمام الحسين.
ونشر الصرخي رسالة على موقعه على الإنترنت في وقت سابق هذا الأسبوع ينتقد فيها فتوى السيستاني للعراقيين بالقتال إلى جانب قوات الأمن في مواجهة المسلحين السنة.
وكان السيستاني أصدر هذه الفتوى بعد أن اجتاح مقاتلو التنظيم الذي كان يعرف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام أجزاء من شمال وغرب العراق، على حد زعمه.
وقالت المصادر إن رجال الشرطة والجيش حاصروا منزل الصرخي مدعومين بخمس طائرات هليكوبتر ولكن أتباع الشيخ منعوهم من الدخول. وأضافت أن خمسة من ضباط الشرطة ونحو 40 من أتباع الصرخي قتلوا.
وتابعت المصادر بأن رجال الأمن تمكنوا من اقتحام المنزل بعد ست ساعات من القتال ووجدوا أن الصرخي قد لاذ بالفرار خلال الاشتباك. ووضع أنصار الصرخي على موقعه على الإنترنت صورة لعربة همفي تابعة للجيش العراقي قالوا إنها دمرت خلال المعركة.