ذكر موقع "ديلي بيست" أن أزمة العراق دفعت مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما لنقاش التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، "الديكتاتور" الذي تطالب واشنطن برحيله.
وفي تقرير كتبه جوش روغين قال فيه إن هناك معركة تدور في داخل إدارة الرئيس باراك أوباما حول ما إذا كان عليها الدفع باتجاه التخلص من النظام السوري أو الدخول في تحالف فعلي وغير مباشر مع دمشق لمواجهة "المتطرفين من
داعش".
وقال الكاتب إن هناك عددا من المسؤولين في إدارة أوباما يدعون لوضع الجهود الجارية للتخلص من الأسد والتي تعتبر السياسة الأمريكية المعلنة منذ عام 2012 جانبا. ويرون أنه يجب التركيز على استقرار وأمن المنطقة ودعم الدول التي تكافح ضد التطرف والإرهاب وليس العمل على إضعافها.
ونقل الموقع عن مسؤول بارز في الإدارة له علاقة بملف العراق قوله "بصراحة أي شخص يدعو لتغيير النظام في
سوريا يتعامى عن الماضي، وانهيار شرق سوريا ونمو الجهادية الذي قاد إلى 30-50 عملية انتحارية يومية في العراق".
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة هي فعليا في شراكة محدودة مع النظام السوري لمدة عام تقريبا، في إشارة للتعاون الأمريكي- السوري في ملف الأسلحة الكيماوية والذي تم بوساطة روسية بعد تهديد الرئيس أوباما بعقاب النظام السوري عسكريا لاستخدامه
السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية في آب/ أغسطس 2013. واعتمدت إدارة أوباما على النظام من أجل نقل الأسلحة مما يعني الاعتراف بشرعية النظام وبقائه في السلطة.
واقترح بعض المسؤولين في الإدارة منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي ومنهم نائب مستشار الأمن القومي توني بلينكن وجود "تلاق للمصالح" بين الولايات المتحدة وروسيا وحلفاءها الإيرانيون والسوريون بسبب صعود قوة المتطرفين مما يدفع الجميع للتوصل لحل سياسي قبل زيادة قوة الإسلاميين في سوريا.
وقال بلينكن في حينه "للروس مصلحة كبيرة في منع ظهور سوريا متطرفة، تكون ملجأ للجماعات المتشددة"، وقال إن "الكثير من جيران سوريا لديهم نفس الحافز، وطبعا لدينا السبب القوي الذي يجعلنا نتجنب ذلك المستقبل".
ومع ذلك تلقى فكرة تحول الأسد لشريك للولايات المتحدة معارضة من مسؤولين كبار في البيت الأبيض، خاصة من يعملون حاليا أو عملوا في السابق على الملف السوري.
ويقولون إن مشكلة التطرف في المنطقة لا يمكن حلها إلا بالتخلص من الأسد فالنظام السوري لا يعتبر مصدر جذب للمتطرفين فقط بل ويعمل معهم.
ومن هؤلاء السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد الذي قال إن "الذين يعتقدون أن نظام بشار الأسد هو الجواب لاحتواء وبالتالي التخلص من التهديد الإسلامي لا يعرفون العلاقة التاريخية بين النظام وداعش، ولا يفهمون العلاقة الحالية بين الأسد وداعش وكيف يعملون على الأرض معا مباشرة أو بطريقة غير مباشرة".
ويضيف أن "من يعتقد أن بقاء نظام الأسد ضروري لم يشرحوا كيف يمكن أن يحل بقاءه في السلطة مشكلة التطرف في سوريا". ومع أن الطيران السوري قام بغارات على مواقع داعش في العراق إلا أن الجيش السوري تجنب ضرب مواقع التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها داخل سوريا. ويقوم داعش ببيع النفط الذي يستخرجه من الحقول التي يديرها للنظام، وهناك تقارير عن تنسيق النظام هجماته على الجيش السوري الحر مع داعش.
ولا يقترح مسؤولون التعاون مع سوريا في العراق فقط بل يقترح آخرون شراكة مع إيران في مرحلة ما بعد الحرب للحفاظ على الأمن في المرحلة الانتقالية وبعد التفاوض مع الأسد حول رحيله. واعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين الفكرة "سخيفة".
ونقل عن ماكين قوله "لا توجد تسوية ومفاوضات ستقود لرحيل بشار الأسد ذلك الأمل انتهى منذ وقت طويل".
وكان ماكين قد التقى يوم الثلاثاء مع كبار مسؤولين المعارضة السورية في تركيا وقادة المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية والذين يطالبون إدارة الرئيس أوباما تقديم أسلحة نوعية لهم بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات لحماية المدنيين من حملة البراميل المتفجرة التي يقوم بها النظام.
ويقول الكاتب إن أزمة العراق تعتبر بمثابة الكارثة للمعارضة المعتدلة بما فيها الجيش السوري الحر الذي يعاني من نقص من الأسلحة فيما تزداد قوة أعدائه من داعش وتعزيز الأسد من تحالفه مع نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي وهو التحالف الذي يضم إيران وروسيا وحزب الله.
وقال ماكين إن الأحداث في العراق تركت تداعيات خطيرة على سوريا والجيش الحر. فما حصل عليه
الجيش الحر من أسلحة في العراق نقله إلى سوريا "واستخدمه مباشرة ضد الجيش السوري الحر، وخسر هذا دعم قطاع من الناس لفشله في الحصول على الدعم الذي يريده، وانتقل بعض جنوده لداعش لأن الأخير ينتصر".
وعلق ماكين إن انتصار الداعين لبقاء الأسد في داخل إدارة أوباما فستصبح الإدارة رهن لعبة الأسد. مضيفا "من الواضح أن لعبة بشار الأسد تقوم على مواجهتنا بخيار إما داعش أو هو مما يعني اختياره في النهاية".