قال مرشح الرئاسة، رئيس الوزراء التركي "رجب طيب
أردوغان"، إن
انتخابات رئاسة الجمهورية التي تجري في العاشر من شهر آب/أغسطس القادم "ستشهد حدثا كبيرا، وهو اختيار الشعب رئيسه لأول مرة، في تاريخ الجمهورية التركية".
وأضاف أردوغان خلال كلمة ألقاها أمام مناصريه بمدينة "صامصون"، السبت، أن "القوة الوحيدة التي تقرر الشخص الذي سيكون على رأس الدولة هي قوة الشعب، وليس أرباب المال وطبقة النخبة وأصحاب النفوذ".
وردّ أردوغان على من يقول إن "منصب رئاسة الجمهورية لا يناط به تشييد المطارات، والجسور، والطرق"، بالقول "هذا غير صحيح، لأن رئاسة الجمهورية تتابع مختلف الفعاليات، وتعمل على وحدة وتكاتف الأمة، ولا يعقل أن يكون منصب رئيس الجمهورية للاستراحة فقط"، لافتا أنه عمل مع الرئيس الحالي عبد الله غل في توافق خلال السبع سنوات السابقة منذ انتخاب غل لرئاسة الجمهورية.
وأكد مرشح الرئاسة، أن أجواء الانسجام والوفاق التي جمعته مع غل، لو كانت منذ زمن بعيد، لكانت
تركيا الآن في منزلة مختلفة بالعالم، مشيرا أن "اختيار الشعب لرئيسه سيساهم بشكل كبير في رفع مكانة البلاد".
وفي معرض انتقاده لأحزاب المعارضة، قال أردوغان: "الأحزاب المعارضة تقف دائما بجانب المصالح، ولكننا في حزب العدالة والتنمية لا نقف إلا بجانب الشعب".
وأفاد متابعا: "حزب الشعب الجمهوري المعارض كان دائما ضد الشعب التركي منذ العام 1938، واقتاد حزب الحركة القومية معه الآن، هم لا يرغبون في انتخاب رئيس جمهورية، بل انتخاب حارس لمصالحهم، لكنهم لن ينجحوا في ذلك، الشعب الجمهوري أجبر البرلمان على انتخاب عصمت إينونو رئيسا للبلاد بقوة السلاح في العام 1938، ومن قام بانقلاب 1960 أجبر البرلمان على اختيار جمال غورسال رئيسا للجمهورية، تسببوا في أزمات كثيرة للبلاد، ولكنهم لن ينجحوا هذه المرة".
أوغلو: رئيس تركيا يجب أن يكون الحكم بين الأحزاب
من جهته قال "أكمل الدين إحسان أوغلو"، أحد المرشحين رسمياً لخوض الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، والمدعوم من بعض أحزاب المعارضة، إن "رئيس الجمهورية يجب أن يكون بمثابة الحكم الذي يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب السياسية، وأن يكون أبا للعائلة التركية الكبيرة التي تتكون من 76 مليون شخص".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المرشح الرئاسي، اليوم السبت، في ولاية "سكاريا" غرب تركيا، والتي أوضح فيها أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي الأهم في تاريخ تركيا "وذلك لأن الشعب هو من سيختار رئيسه لأول مرة في تاريخه عن طريق الاقتراع الحر المباشر".
ولفت "إحسان أوغلو" إلى أن هذه الانتخابات "ليست انتخابات عامة أو محلية، أو انتخابات للصراع بين السلطة والمعارضة، هي انتخابات رئاسية سيختار فيها الشعب مرشحا من ثلاثة مرشحين تقدموا بأوراقهم رسميا للفوز بمنصب رئيس الجمهورية، وكأن الشعب سيقول لمن يختاره (اذهب وقم بالمهمة الموكلة إليك بعد انتخابنا لك، وذلك بموجب المادة 104 من الدستور التركي)".
وشدد "إحسان أوغلو" على ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية "رجلا لا يعادي أحدا من أبناء الشعب، ولا يتبنى سياسة الإقصاء ضد أحد، لأنه لو كان كذلك فلا يبنغي عليه أن يكون على رأس الدولة التركية، لأن الرئيس كما عرّفه الدستور يمثل كافة أطياف المجتمع، بينما السياسة فمكانها الأحزاب والبرلمان".
وذكر أن تركيا استطاعت خلال السنوات العشر الأخيرة التخلص من كافة الأزمات الاقتصادية التي أثرت عليها بشكل كبير، على حد قوله، معربا عن رغبته في استمرار حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد حاليا لأطول فترة ممكنة.
وأكد ضرورة بقاء النظام البرلماني في تركيا كما هو، مشيرا إلى أن النظام الرئاسي "المهووس به كثيرون، ليس معمولا به سوى في عدد قليل من الدول حول العالم أجمع".
ولفت "إحسان أوغلو" إلى أن "الدولة التركية لم تعرف في تاريخها النظام الفيدرالي، فنحن لم نرَ في تاريخنا سوى دولة واحدة لها لغة واحدة، ولا يمكن أن يكون هناك نظام فيدرالي بها".
يذكر أن انتخابات الرئاسة التي ستشهد تركيا جولتها الأولى في (10) آب/أغسطس المقبل، هي الأولى التي يختار فيها الشعب التركي رئيس الجمهورية، وفق التعديلات الدستورية التي جرت عام (2010) بعد أن كان أعضاء البرلمان هم من يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة.
وعدد المرشحين لخوض تلك الانتخابات ثلاثة فقط، وهم "أكمل الدين إحسان أوغلو" المرشح التوافقي لحزبي "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" أكبر حزبين معارضين، فضلا عن عدد آخر من الأحزاب، و"صلاح الدين دميرطاش" مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي"، فضلا عن رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" مرشح "العدالة والتنمية" الحاكم.