احتجز مسلحون ينتمون للمعارضة السورية المسلحة عددا من الموالين للنظام السوري بعد سيطرتهم على مدينة
عدرا العمالية، وتعهدوا بحمايتهم ومعاملتهم كأسرى حرب، وتعهدوا بحسن معاملة الأسرى والمحتجزين وفق القوانين والمعاهدات الدولية.
ويسعى المسلحون إلى الدخول في مفاوضات مع
النظام لإطلاق معتقلين للمعارضة من سجون الأسد مقابل أهالي المدينة المحتجزين لديهم، في حين نشرت صفحة "عدرا العمالية" الموالية لنظام الأسد، فيدو مصورا يظهر فيه طفلان من مدينة عدرا العمالية الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة.
ونشرت الصفحة محادثة مع "وائل علون" المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، تدور حول المصالحة المرفوضة من قبل "الأمن القومي" والمماطلة بالوعود الكاذبة، بحسب وصف علون.
وعرض "علون" مقترحا على أهالي المحتجزين لديه من مؤيدي الأسد، بمحادثة تم نشرها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، يقضي بنشر فيديوهات بشكل شبه يومي للعائلات المحتجزة ضمن مدينة عدرا العمالية كبرنامج رمضاني، الأمر الذي تم فعلياً، وتم نشر فيديوهات لأطفال ونساء من المحتجزين لديه.
ولفت علون إلى أنه في الوقت الذي يمارس فيه النظام حرب تجويع وتعذيب ضد المعتقلين لديه، فقد قدم مسلحو المعارضة نموذجا راقيا في التعامل مع محتجزي النظام.
وقال علون للقائمين على صفحة عدرا العمالية المؤيدة لبشار الأسد: "عرضت من شهر على السيد همام عباس إطلاق سراح نساء وأطفال من معتقلات النظام، مقابل إطلاق جميع من لدينا من النساء والأطفال، وإلى الآن لا يوجد موافقة"، وتابع بأنه يرى الحل "بالضغط على نظام الأسد ليأخذ الأمر بجدية ويهتم بالأسرى السوريين، كاهتمامه بالأسرى الإيرانيين أو اللبنانيين".
وفي حديث لـ "عربي 21" مع وائل علون المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام قال، إن الاتحاد الإسلامي وبالتنسيق مع كتائب المعارضة المسلحة دخل مدينة عدرا العمالية كونها قاعدة انطلاق وتجمع الميلشيات الشيعية العراقية واللبنانية لمساندة قوات الأسد في معاركه مع الثوار، وإن العملية التي قام بها الاتحاد تهدف لقطع الأتستراد الدولي دمشق– حمص الذي يعد أهم مركز يعتمده جيش الأسد في استهداف المدن وقطع طرق الإمدادات عن المعارضة، وكانت محاولة لفتح الطريق وفك الحصار عن الريف الدمشقي.
وأضاف علون: "بعد دخول الثوار إلى عدرا العمالية، وأجواء القصف العنيف من النظام للمدينة والذي لم يفرق بين مدني ومسلح، كما أنه لم يفرق بين رجل وطفل وامرأة، عمدت التشكيلات المسلحة إلى حماية المدنيين من القصف العشوائي، فقامت بوضعهم في أبنية سكنية آمنة والتواصل مع ذويهم".
وقال: "مسلحو المعارضة ألقوا القبض على أعداد كبيرة من العسكريين من ضباط وصف ضباط وأفراد، بالإضافة إلى عشرات الشبيحة والجواسيس العاملين لصالح نظام الأسد، وقد تم التواصل مع ذويهم ثم بدأت جولات التواصل مع النظام لاسيما
وزارة المصالحة الوطنية، وقد اعتمد النظام على المراوغة والتسويف في الملف، وكان يتحجج بالموافقات الأمنية، وموافقة الأمن القومي، وغير ذلك من فصول الروتين الكاذب المعروف لدى الأسد ونظامه".
ويشير علون إلى أن الفصائل المسلحة لم يكن لها أي شرط أو تحفظ مقابل تأمين طريق آمن للمدنيين، وعودتهم لذويهم، إلا إطلاق سراح المدنيين المغيبين في الأقبية الأمنية للأسد، لا سيما الأطفال والنساء.
يذكر أن المحتجزين يعانون ما تعانيه
الغوطة الشرقية من قلة الطعام وندرة الدواء، بالإضافة إلى صعوبة تأمين مقومات الحياة، وقد طلبت التشكيلات المسلحة مراراً من وزارة المصالحة والمنظمات الإنسانية، ثم من أسر المحتجزين، الإمداد بالأدوية والمواد الغذائية، دون استجابة في ظل عرقلة النظام لأي مبادرة للحل.