قتل 20 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات في حصيلة أوليّة الأربعاء، جرّاء قصف لطيران قوات
النظام السوري استهدف مشفيين في منطقة "الشعار" بمدينة
حلب شمال البلاد.
وفي التفاصيل، أن 4 براميل متفجّرة سقطت على مشفى "الدقاق" ومشفى "دار الشفاء" في الحي المذكور، وأحدثت دماراً كبيراً فيهما، إضافة إلى تضرر مشفى "البيان" المحاذي لهما.
ويعدّ مشفى دار الشفاء من أشهر المشافي التي عالجت آلاف الإصابات منذ بدء القصف على مدينة حلب قبل عامين من الآن، وسبق أن دمر مقرها الرئيسي الواقع في نفس الحي، ليبنى لها لاحقاً مقر بديل على الجهة الأخرى من نفس الشارع، وداخل "عبّارة" محمية إلى حد ما.
وقال الناشط مهنّد غباش إن "المشافي الثلاثة تعدّ الوحيدة المتبقيّة في المدينة بعد تعرّض معظم المشافي للقصف في أوقات مختلفة، وهي تقدّم خدماتها للمدنيين بشكل دائم رغم الإمكانات الشحيحة".
ويضيف أن "القصف استهدف أيضاً كلاً من منطقتي "قاضي عسكر وكرم البيك"، وهذه المناطق باتت شبه خالية من السكان الذي نزحوا في الغالب نحو الأراضي التركية أو الأرياف، ونسبة قليلة أخرى نزحت إلى مناطق سيطرة النظام قبل إغلاق الطريق الوحيد الواصل بين المقلبين (طريق خناصر)".
وتواصل القوات الحكومية ومنذ أكثر من 6 أشهر قصفها العنيف بالبراميل المتفجّرة على أحياء مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة المسلّحة، بالتزامن مع تقدّمها في الريف الشرقي للمدينة باتجاه الشمال، حيث سيطرت مؤخراً. على المدينة الصناعية الواقعة شمال شرق حلب
ميدانياً، ما تزال الجبهات العسكرية في حلب تشهد أعنف المواجهات بين قوات النظام المدعومة بميليشيات عراقية ولبنانية، وبين قوات المعارضة المسلّحة، في محاولة لصد الهجمات الكثيفة التي ما زال النظام يقوم بها، وخاصة في منطقة السجن المركزي ومنطقة "البريج" التي يحاول كل من الطرفين السيطرة عليها.
وشهد محيط جامع "حذيفة بن اليمان" الواقع على خط التماس بين قوات النظام والمعارضة المسلّحة في منطقة "بستان القصر" اشتباكات عنيفة تصاعدت وتيرتها مؤخراً مع استمرار إغلاق معبر "كراج الحجز" الذي كان مسرباً وحيداً للعبور بين المنطقتين.
ويتخوّف ناشطون معارضون من حصار متوقّع لمدينة حلب، بعد سيطرة قوات النظام على المدينة الصناعية الاستراتيجية شمال شرق المدينة، متوقعين التوغل غرباً والوصول إلى مدينتي "نبّل والزهراء" المحاصرتين منذ قرابة عامين.
وسيمكّن الحصار النظام –إن تمّ له ذلك- من إحكام قبضته على طريق الإمداد الرئيس للمدينة (طريق كاستيلو) والذي يصل المدينة بالريف الشمالي، وسيؤدي ذلك حتماً إلى نقص شديد في الغذاء والسلاح، ليقود إلى سيناريو مشابه لما حدث في مدينة حمص وبعض مدن وبلدات الريف الدمشقي في وقت سابق.